قال الكاتب ماهر فرغلي، الخبير في شئون الجماعات الإرهابية، إن وزارة الداخلية كانت تقوم بضربة استباقية للعناصر الإرهابية بمنطقة الواحات، لافتًا إلى أنه تم تحقيق نجاح رغم وقوع ضحايا كُثر. أضاف فرغلي، خلال حواره ببرنامج «بين السطور»، عبر فضائية «أون لايف»، مساء السبت، «الداخلية منعت دخول العناصر واختراقها للمحافظات، وتم حصره في الصحراء إلى الحدود الليبية». تابع: «حتى لو لم يتم القبض على بعض هذه العناصر الإرهابية، إلا أنهم الآن مراقبون، ولن يستطيعوا الدخول للمحافظات، بلا شك عناصر كبيرة قُتلت من هذه الخلايا، وأخرى فرّت، وثالثة مازالت مطاردة في الصحراء». واصل: «بلا شك تم خلخلة هذه العناصر، وأتصور أننا حققنا نجاح رغم وقوع ضحايا كُثر، أنا أعتبر ما حدث نجاح، لابد من الخسارة وسقوط ضحايا، نحن في حرب، والحرب مع الإرهاب مد وجزر، وستنتهي بابتلاع الدولة لهذه الجماعات». وكان هجوم إرهابي، استهدف قوات الشرطة بطريق الواحات أمس الجمعة، وقالت وزارة الداخلية، في بيان رسمي صدر اليوم السبت، إن معلومات وردت إلى قطاع الأمن الوطني حول اتخاذ مجموعة من العناصر الإرهابية إحدى المناطق بالعمق الصحراوي بالكيلو 135 بطريق «أكتوبر - الواحات» في محافظة الجيزة، مكانًا للاختباء والتدريب والتجهيز للقيام بعمليات إرهابية، مستغلين الطبيعة الجغرافية الوعرة للظهير الصحراوي وسهولة تحركهم خلالها. وأضاف البيان، أن القوات الأمنية أعدت مأموريتين من محافظتي الجيزة والفيوم لمداهمة تلك المنطقة، إلا أنه حال اقتراب المأمورية الأولى من مكان وجود العناصر الإرهابية، شعروا بقدوم القوات وبادروا باستهدافهم باستخدام الأسلحة الثقيلة من كل الاتجاهات، فبادلتهم القوات إطلاق النيران لعدة ساعات، مما أدى إلى استشهاد 16 من القوات «11 ضابطًا، و4 مجندين، ورقيب شرطة» وإصابة 13 آخرين، بينهم 4 ضباط، إلى جانب فقدان أحد ضباط مديرية أمن الجيزة، لا يزال البحث جاريًا عنه. وأشار البيان، إلى تمشيط قوات الأمن المناطق المتاخمة لموقع الأحداث، مما أسفر عن مقتل وإصابة 15 إرهابيًا، والذين تم إجلاء بعضهم من مكان الواقعة بمعرفة الهاربين منهم. ونعت وزارة الداخلية في ختام بيانها، شهداءها الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم فداءً للوطن ودفاعًا عن المواطنين، مؤكدة أن ذلك لن يزيدهم إلا إصرارًا وعزيمة على الاستمرار في بذل المزيد من الجهد، لاقتلاع جذور الإرهاب وحماية وطننا الغالي. وأهابت الداخلية بوسائل الإعلام تحري الدقة في المعلومات الأمنية قبل نشرها، والاعتماد على المصادر الرسمية، وفقًا للمعايير المتبعة في هذا الشأن، وكذا إتاحة الفرصة للأجهزة المعنية في التحقق من المعلومات وتدقيقها، لا سيما في ظل ما قد تفرضه ظروف المواجهات الأمنية من تطورات، الأمر الذي قد يؤدى إلى التأثير سلبًا على سير عمليات المواجهة والروح المعنوية للقوات.