يعاني الأطفال الذين نقلوا من مخيم كاليه للاجئين شمال فرنسا، لبريطانيا، من البيروقراطية، وظروف العيش غير المستقرة، والتي تسببت في قضاء عدد من الأطفال بعض الليالي في الشوارع دون مأوى. وكشفت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أنه بعد مرور عام من وصول أول طفل ضمن مشروع "دوبز"، والذي يجلب الأطفال الوحيدين الذين تقدموا بطلبات للجوء، من مخيم "كاليه" للمملكة المتحدة، ما زال ينتظر العديد منهم معرفة هل سيسمح لهم بالبقاء في البلاد أم لا؟ وقال محامون وجمعيات خيرية إن طالبي اللجوء صغار السن، يعانون من المحن بسبب التأجيلات الكثيرة، التي تأتي ضمن سلسلة طويلة من الفشل في المنظومة التي من المفترض أن تقدم الدعم للقصر غير المصحوبين لأهلهم في بريطانيا. من جانبه قال اللورد "دوبز" النائب عن حزب العمال، الذي مهدت تعديلاته التشريعية لجلب هؤلاء الأطفال في 2016، إنه ليس هناك عذر للتعامل مع الأطفال بتلك الطريقة، وأضاف "إن مثل هذا الأمر يجب أن يسير بسلاسة، وقد حدث ذلك أحيانًا، ولكني مصدوم من التعقيدات الأخرى". مريم الإريترية التي وصلت إلى برايتون -شرق بريطانيا- في أكتوبر الماضي، من فرنسا، بواسطة مشروع "دوبز" للشباب الأكثر ضعفًا، قالت إنها بلغت الثامنة عشرة من عمرها، ما يعني أنها لن تخضع لبرنامج الحماية، دون تأكيدات بخصوص طلب لجوئها. وقالت مريم ل"الجارديان": "إنني أشعر بالأمان في بريطانيا، كاليه كان مكانًا قذرا وخطرا، إلا أنني ما زلت قلقة بسبب وضعي القانوني، إني منتظرة منذ أشهر لمعرفة وضعي القانوني". وقالت إيلي شيبرد رئيسة جمعية "الطريق نحو الاستقلال" الخيرية، التي تتولى حالة مريم، إن وزارة الداخلية البريطانية فشلت في التخطيط بشكل مناسب لاستقبال هؤلاء الأطفال. حيث وصل نحو 200 طفل بريطانيا ضمن برنامج "دوبز"، فيما وصل آخرون ضمن اتفاقية "دبلن" التي وضعها الاتحاد الأوروبي وتسمح لطالبي اللجوء بلم شمل أسرهم. وقالت شيبرد "إن بعض الأطفال الذين جاءوا ضمن برنامج لم الشمل، لم يجروا المقابلة الأولية لطلب اللجوء حتى الآن"، مضيفة أن هذا التأخير تسبب في إصابة أحد الأطفال الذين ترعاهم بالاكتئاب. بينما أشارت المحامية كيت أورمسبي إلى وجود عدد من المشكلات في برنامج "دوبز"، حيث قالت إنه في "9 ديسمبر الماضي، وصل 20 طفلا لمطار مانشستر دون إشارة مسبقة". وأكد العاملون في برنامج لم الشمل ضمن اتفاقية "دبلن" إن العديد من الأطفال المنضمين للبرنامج، تم تسكينهم مع أفراد من أسرهم بالكاد يعرفونهم، أو لم يروهم منذ سنوات طويلة. وفي بعض الحالات الأخرى، لم يتم منح الأسر التي تستضيف هؤلاء الأطفال أي إعانات حكومية لتغطية نفقاتهم، الأمر الذي يجعلهم يجدون صعوبة في الاعتناء بهم. وأدى ذلك في بعض الحالات إلى مغادرة الأطفال تلك المنازل، وقضاء العديد من الأيام في الشوارع.