وجَّهت موسكو تحذيرا أخيرا إلى واشنطن بأنها سوف تواجه أي عرقلة لجهودها بشأن القضاء على الإرهاب في سوريا. وأعلنت وزارة الخارجية الروسية أن روسيا ستقاوم بحزم محاولات الولاياتالمتحدة عرقلة عملية القضاء على الإرهابيين في سوريا بشكل نهائي. وقال نائب وزير الخارجية الروسي، المسؤول عن التعاون في مجال مكافحة الإرهاب، أوليج سيرومولوتوف إن موسكو "قد تصدت بقوة لمحاولات الولاياتالمتحدة إعاقة القضاء السريع والنهائي على معاقل الإرهابيين في سوريا وعرقلة تقدم القوات الحكومية"، دون أن يوضح كيف تقاوم موسكو مثل هذه المحاولات. وأكد سيرومولوتوف أن "قوة خارجية توجد على الأراضي السورية بشكل غير شرعي ودون موافقة الحكومة السورية، تنشط في تحديد نطاق جغرافي لخطوات الجيش السوري الذي يسعى لتحرير بلاده من الإرهابيين"، واصفا ذلك بأنه "وضع سخيف". وكان نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف قد أعلن، أثناء تعليقه على مقتل اللواء الروسي في دير الزور، بأن هناك ازدواجية سياسة لدى الولاياتالمتحدة، وأن مقتل اللواء الروسي حدث بسبب هذه الازدواجية. وقال ريابكوف "نحن قلقون فعلا من أن ما يسمى الجيش السوري الحر وبدعم من العسكريين الأمريكيين يشعر بحرية كبيرة في مناطق خاضعة لسيطرة تنظيم داعش المحظور لدينا.. لذلك يمكن أن تحدث في مثل هذه الظروف مفاجآت مختلفة. وللأسف وقعت هذه الكارثة". وأشار مجددا إلى أن موسكو لم تتلق أثناء فترة الإدارة الأمريكية السابقة وكذلك إدارة ترامب من واشنطن "رؤية واضحة" حول الفصل بين الإرهابيين والمعارضة المسلحة في سوريا. في نفس السياق نشرت وزارة الدفاع الروسية صورا تدل على تواجد آليات تابعة للقوات الأمريكية الخاصة في المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم "داعش" في ريف دير الزور الشمالي. وأعلنت الوزارة أن القوات الأمريكية تضمن لعناصر "قوات سوريا الديمقراطية" المرور دون أي عوائق عبر مواقع ل"داعش" على طول الضفة اليسرى لنهر الفرات. وأوضحت الوزارة أن الصور التي تم نشرها التقطت من الجو في مناطق انتشار "داعش" خلال الفترة ما بين 8 و12 سبتمبر الجاري، وتظهر العديد من عربات "همر" الأمريكية عند النقاط المحصنة التي أقامها التنظيم. وأشارت الدفاع الروسية إلى غياب أي آثار لاقتحام القوات الأمريكية هذه المواقع أو قصف طيران التحالف الدولي لها، وحتى اتخاذ عناصر الجيش الأمريكي أي إجراءات وقائية لحماية مواقعهم، مضيفة أنه "لا يمكن لذلك أن يدل إلا على أن العسكريين الأمريكيين يشعرون بالأمان في المناطق الخاضعة للإرهابيين". من جانبها، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن الولاياتالمتحدة لم تقدم لها توضيحات مقنعة بشأن تواجد عسكرييها في مناطق سيطرة الإرهابيين في سوريا، غير أن الاتصالات بين الطرفين لا تزال مستمرة. وأشار نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف إلى أن التساؤلات التي استدعت نشر وزارة الدفاع الروسية صورا تظهر وجود آليات أمريكية في المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم "داعش" في محافظة دير الزور تبقى حتى الآن من دون رد، مضيفا أن ذلك يدفع موسكو إلى استنتاجات معينة. وشدد الدبلوماسي الروسي على أنه من المهم أن ذلك لم يسفر عن نسف وتجميد الاتصالات بين موسكووواشنطن بشأن سوريا، موضحا أن هذه الاتصالات لا تزال مستمرة مع التركيز على الوضع في محافظة دير الزور.