خلفت الرسومات والجداريات الملونة التى نفذها عدد من الشباب لتزيين وتجميل القباب الفاطمية المتواجدة بمنطقة منشية النوبة في مدينة أسوان، حالة من الغضب لدى مسؤولى الآثار الإسلامى، الذين قرروا إزالتها. ويعود تاريخ القباب إلى القرن الأول الهجرى، ودفن بها عدد من الصحابة الذين قدموا إلى مصر فى عصر الفتح الإسلامى. وقال أبو السعود حمته، أحد أبناء منطقة منشية النوبة، إن أبناء وشباب المنطقة أخذوا على عاتقهم مبادرة لتجميل منطقة القباب الفاطمية الأثرية، فى ظل حالة الإهمال التى أصابت الطرق المؤدية إليها. وأشار المواطن إلى أن القباب محاطة بتلال من القمامة، ومتبقيات مواد البناء، وتحول أجزاء منها إلى أوكار لتعاطى المخدرات، لافتا إلى أنهم فوجئوا بإرسال إنذارات وخطابات من منطقة الآثار الإسلامية المسؤولة عن القباب الفاطمية، تطالبهم برفع الرسومات وأعمال الجداريات وإعادة الشيء إلى أصله. وأضاف هانى يوسف بهلول، أحد قيادات النوبة بالمنطقة، أن الشباب النوبى لم يشوهوا أى أثر تاريخى، ولكنهم أضافوا له جمالًا، كما أنهم يتعدوا على الموقع الأثرى. ونوه بهلول إلى أن جميع الأعمال التى نفذها الشباب عبارة عن رسومات وجداريات تحمل اللون والطابع التراثى للمنطقة النوبية، والتى تمت إقامتها على السور الخارجى لمنطقة القباب، ولم يحدث فيها أى تشويه، إلى جانب أن الرسومات أضافت الكثير من الأثر الفاطمي يضاف إلى أهميته تاريخيًا وأثريًا. وأوضح أن الشباب النوبى الذى شارك فى المبادرة، قام كذلك بأعمال نظافة للموقع الأثرى والذى تحول إلى مرتع للقمامة والكلاب الضالة خلال الفترة الماضية، حيث تم دهان وتزين السور الخارجى لمنطقة القباب المقام بالخرسانة بعيدًا عن حرم المنطقة الأثرية. من جانبه، قال مصدر مسؤول بمنطقة آثار أسوان الإسلامية، إن قانون الآثار يحظر ويمنع تركيب أى إعلانات أو رسومات، أو تركيب أى ملصقات، وسائل دعاية، على الأثر وحرم المنطقة الأثرية، من أجل الحفاظ على الآثار التاريخية. وأشار المصدر، إلى أن شباب منطقة منشية النوبة خالفوا ذلك بتنفيذ وتصميم رسومات وجداريات على السور الخارجى لمنطقة القباب الفاطمية والتى يجرمها القانون، فضلًا عن تعديهم على اللون الموحد وهو اللون الأصفر لجميع المبانى والكتل السكنية المجاروة الخاص بالوحدة المحلية لمدينة ومركز أسوان، موضحًا أن أبناء النوبة لديهم كامل الحق فى تزيين المنطقة التى تقع في نطاقها القباب الفاطمية بلون التراث والبيئة النوبية، ولكن المشكلة التى تواجهنا هى تصادم قانون الآثار مع ذلك.