"قول للزمان ارجع يا زمان".. بهذه الكلمات، بدأ عمال "الكليم" بمدينة فوه التابعة لمحافظة كفر الشيخ حديثهم، ل"التحرير" عن صناعة الكليم والسجاد، التي تشتهر بها مدينتهم، قبل أن تصبح الصناعة عبء عليهم بسبب إهمال المسئولين، وأيضا ارتفاع أسعار الخامات وسوء وصعوبة توزيع المنتج. بداية يقول الحاج رضا يوسف، أقدم عامل حرفي في صناعة الكليم، إن " فوه " بها أكثر من 7 آلاف نول في 3 آلاف ورشة لصناعة الكليم الشعبي، كما تضم 70 مصنعا للغزل تحول الصوف إلى المواد الخام اللازمة لصناعة الكليم والسجاد، وحوالي 40 مصنعا لبرم الغزل، و20 مصبغة لصبغ الخيوط، وأكثر من 4300 حرفى من أمهر الحرفيين في تلك الصناعة. وأضاف الحاج رضا، أن هذه الصناعة أصبحت مهددة بالاندثار، إن لم تتحرك الحكومة للنهوض بها، بعد أن تركها عدد من الحرفيين وامتهنوا مهنا أخرى لقلة العائد المادي، مؤكدا أن ارتفاع أسعار الخامات وصعوبة توزيع المنتج أكثر العقبات التي تواجه المهنة منذ سنوات. وذكر السيد بدر، صاحب ورشة لصناعة السجاد اليدوي، أن الصناعة كانت تدر أرباحا بالعملة الصعبة على مصر، لكن الآن أصبحت عبئا على الدولة، فلا يوجد دعم من أي جهة، وأصبحت معظم العمالة تتجه إلى مهنة البناء والخرسانة، لأن اليومية التي يحصل عليها عامل نسج السجاد لا تتعدى نصف ما يحصل عليه في أي مهنة أخرى، لذا يضطرون للاعتماد على الأطفال، الذين يتركون العمل في فصل الشتاء للدراسة. وتابع بدر أن مدينة فوه كانت تمتلئ في الماضي بورش و«أنوال» صناعة السجاد، لكنها تدمرت ولم يتبق منها سوى القليل، بسبب قلة العمالة، خاصة أن السجادة الواحدة تحتاج لأكثر من شهرين للانتهاء منها، وبسبب طول المدة لا يستطيعون دفع مبالغ مالية للعمال، الذين يتركون العمل لعدم رضاهم عن العائد المادي. وأوضح هشام علي، حرفي، أن المهنة أصبحت في حالة يرثى لها، فأغلب الورش على وشك الإفلاس لكثرة الديون المتعثرة، وعدم وجود تسويق للمنتجات، رغم أنها منتجات عالية الجودة وذات تصميمات مميزة. من جانبه، قال محسن الأودن، رئيس مدينة فوه، أنه يتم حاليا حصر مشكلات صناعة السجاد والكليم، لبحث سبل حلها مع أصحاب المهنة، لافتا إلى أنه لم يتقدم أي من أصحاب العمل بشكوى إلى مجلس المدينة لطلب المساعدة. وأضاف الأودن أنه سيبادر بالذهاب إلى الحرفيين في الورش الخاصة بهم، ويعرض عليهم المساعدة، لتعود الصناعة إلى سابق عهدها. فيما، ذكر محمد قناوي، عضو الغرفة التجارية بكفر الشيخ، أن صناعة الكليم والسجاد بفوه لا تتبع الغرفة، موضحا: "ملناش علاقة بيها". وتابع قناوي، أنه لا يوحد شعبة في الغرفة التجارية خاصة بصناعة الكليم والسجاد، وأن معظم الورش غير مسجلة في الغرفة وليس لهم سجل تجاري. وأما عن مشاركتهم في معارض دولية، فأوضح قناوي أنه لا يتم من خلال وزارة التجارة والصناعة، لكن عن طريق جمعيات تهتم بالمشروعات الصغير، مختتما: "من الآخر إحنا مالناش دعوة بيهم".