على الرغم من الاحتجاجات الروسية، فقد بحث وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس، اليوم الخميس، إمكانية تعزيز دعم الجيش الأوكراني وإمداده بالسلاح. والتقى ماتيس الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو ونظيره ستيبان بولتوراك، اليوم في العاصمة كييف، من أجل إعادة تأكيد دعم الإدارة الأمريكيةلأوكرانيا. كانت وزارة الدفاع الأمريكية قد قدمت توصية إلى البيت الأبيض بتسليم أوكرانيا عينات من الأسلحة فائقة التكنولوجيا مضادة للدبابات، وفق مسؤولين أمريكيين. والحديث يدور حول توريد أنظمة "Javelin" المضادة للدبابات، بقيمة تبلغ نحو 50 مليون دولار، غير أن القرار النهائي لم يتخذ بعد، لكن البنتاجون يدعم مثل هذه الإجراءات. وصرح الأدميرال الأمريكي المتقاعد جيمس ستافريدس، في وقت سابق، بأن "هذه خطوة صحيحة"، بينما أكدت صحيفة "وول ستريت جورنال"، نقلا عن مسؤولين أمريكيين، أن وزارتي الدفاع والخارجية الأمريكيتين وضعتا خطة لتوريد صواريخ مضادة للدبابات وغيرها من الأسلحة لأوكرانيا. وترى موسكو أن السلطات الأوكرانية تسعى لإقناع واشنطن بتسليمها أسلحة فتاكة، خصوصا تجهيزات مضادة للدروع وأخرى مضادة للطائرات، بالإضافة إلى مواصلة الولاياتالمتحدة الدعم "غير الفتاك" الذي تقدمه لكييف. كما تعتقد السلطات الروسية أنه على الرغم من موافقة البنتاجون على هذه الخطوة، فإنها تحتاج إلى موافقة الرئيس دونالد ترامب. وقال عضو مجلس الشيوخ الأمريكي جون ماكين، أمس الأربعاء، إن زيارة وزير الدفاع الأمريكي لأوكرانيا تتيح الفرصة لواشنطن لبدء توريد شحنات أسلحة إلى كييف. واعتبر أن "زيارة ماتيس تعطي فرصة أخرى للولايات المتحدة لتعديل سياستها تجاه أوكرانيا، وتقديم المساعدة لها في مجال الأسلحة الدفاعية". وأعرب ماكين عن ثقته بأن كييف "تحتاج إلى حماية سيادتها ووحدة أراضيها"، حسب قوله. من جانبه، قال وزير الدفاع الأوكراني ستيبان بولتوراك: "نحن ننتظر دائما ومستعدون لتسلم أسلحة فتاكة. إلا أن القرار ليس في يدنا بل في يد شركائنا. نحن نأمل بتلقي دعم كهذا". غير أن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية هيثر ناويرت قد أعلنت أن الولاياتالمتحدة لم تتخذ بعد قرارا بشأن تقديم أنواع فتّاكة من الأسلحة لأوكرانيا، بناء على طلب كييف، ولكنها لم تستبعد أي شيء في هذه المسألة بالذات. وتحذر روسيا بشكل دائم من خطط تسليم أسلحة لأوكرانيا، معتبرة أن هذه الخطوة من شأنها أن تؤدي إلى تصعيد الصراع في منطقة دونباس بشرقي البلاد. وأعلنت وزارة الخارجية الروسية، في 15 أغسطس الحالي، أنها تلاحظ ميل واشنطن نحو تزويد أوكرانيا بأسلحة فتاكة، مؤكدة أن ذلك سيؤدي إلى زعزعة الاستقرار في منطقة دونباس بشرقي أوكرانيا. قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف إن "إدارة ترامب تتعرض لضغوط لدفعها في هذا الاتجاه"، مشيرا إلى أن المبعوث الخاص لوزارة الخارجية الأمريكية إلى أوكرانيا كورت فولكر كان قد أيد ذلك في تصريحات أدلى بها في أثناء زيارته إلى أوكرانيا وغيرها من الدول. وأكد ريابكوف أن تزويد أوكرانيا بالأسلحة الفتاكة سيصبح خطوة نوعية جديدة في السياسة الأمريكية بشأن أوكرانيا. وحذَّر من أن اتخاذ واشنطن قرارا بالقيام بمثل هذه الخطوة سيؤدي إلى تطور الأحداث بشكل خطر للغاية، مشددا على أنه "من الواضح أن حزب الحرب في كييف سيعتبر ذلك إشارة دعم قوية، من الناحية السياسية. ومن الناحية العملية، سيعني ذلك زعزعة الاستقرار في جنوب شرقي أوكرانيا بشكل كبير".