د.أسامة الغزالى حرب رئيس لجنة العفو الرئاسي فى حوار ل"التحرير": أتمنى أن نشهد انتخابات رئاسية حقيقية.. وترشح "شفيق" أمر منطقي ما قدمه السيسي يؤهله للمنافسة على الرئاسة للمرة الثانية.. وليس شرطا انتخابه رئيسًا أكشاك الفتوى بمحطات المترو "عبث وتهريج".. وستفتح الباب لأصحاب الديانات الأخرى للمطالبة بحقوقهم عمل لجنة العفو متوقف حاليا.. وحديث "عبد العزيز" عن قائمة رابعة ليس صحيحًا أداء البرلمان الحالي لا يليق باسم مصر.. والحكومة الحالية تعمل بطريقة «تسيير أعمال» أكد الدكتور أسامة الغزالى حرب، رئيس لجنة العفو الرئاسي، أن غياب الأحزاب السياسية عن المشهد أمر كارثي، مشددًا على ضرورة إحياء السياسة من جديد وعودة الحيوية للمجتمع السياسي المصري، مشيرًا إلى أنه من الصعب التكهن بنتائج انتخابات الرئاسة فى الوقت الراهن، قائلًا: "السيسي سينافس فى الانتخابات، لكن ليس بالضروري أن يتم انتخابه ويفوز فى الانتخابات". وأوضح حرب فى حواره ل"التحرير" أن التفكير فى إنشاء أكشاك للفتوى فى محطات المترو أمر عبث وتهريج، موضحًا أن الإصرار على هذا الأمر سيفتح الباب لأصحاب الديانات الأخري للمطالبة بحقوقهم فى إنشاء أكشاك لهم. وأضاف حرب: "عمل لجنة العفو متوقف حاليًا، واللجنة لم تعقد أية اجتماعات منذ أكثر من شهرين".. وإلى نص الحوار.
** كثيرون يرون أن الدولة تسير في اتجاه آخر بعيدًا عن طموحات ورغبات المواطن البسيط.. هل تتفق مع هذا القول؟ وأين يقف قطار الدولة حاليا؟ أعتقد من وجهة نظري الشخصية، أن الدولة بحاجة إلى إحياء السياسة مرة أخرى، بما يعني عودة الحيوية فى المجتمع السياسي المصري، مثل أي مجتمع ديمقراطي آخر، وطالما لا يوجد هذا الأمر حاليا ستظل الصورة معقدة للغاية، وللأسف أرى أن غياب الأحزاب السياسية من الساحة أمر كارثي وغير منطقي على الإطلاق، ويضر بالمشهد العام، فرغم المشروعات التى تشيدها الدولة فإن غياب الحيوية عن السياسة أمر غير سليم.
** وهل أنت شخصيا راض عن أداء الحكومة والبرلمان؟ وهل تلمس وجود رضاء في الشارع عنهما؟ أداء الحكومة نسبي يختلف من وزير إلى آخر، فهناك من يقوم بدوره على أكمل وجه، وهناك من لا يعمل، ولا يشعر بأدائه أحد، وللأسف أشعر بأن الحكومة ككيان بأكمله تعمل فيما يشبه "تسيير الأعمال"، لا توجد إنجازات عظيمة تحققت، رغم وجود بعض الكوادر والنماذج الناجحة، بينما البرلمان الحالي لا يليق باسم مصر على الإطلاق. ** وماذا عن لجنة العفو الرئاسي التي تتولى رئاستها؟ عمل اللجنة متوقف حاليًا، ولم نقم بأي اجتماعات منذ شهرين أو أكثر، وقدمنا حتى الآن قائمتين فقط لرئاسة الجمهورية والجهات المختصة، لكن ما ألمسه أن هناك عدم استجابة لما تقدمه اللجنة، وبالتالي لا جديد فى عمل اللجنة، لأن ما نقوم به لا يؤخذ بمحمل الجدية، وكنا نأمل أن يكون هناك تواصل وتجاوب أكثر من قبل مؤسسات الدولة، وهو ما لم يحدث، فنحن تقدمنا بقائمتين لمؤسسة الرئاسة، لكن لم يحدث أي استجابة لهما كما كانت تتمنى اللجنة. ** لكن محمد عبد العزيز عضو لجنة العفو الرئاسي أكد أن اللجنة بدأت في إعداد القائمة الرابعة.. فكيف تنظر لهذا الأمر؟ هذا الأمر غير صحيح على الإطلاق، لجنة العفو الرئاسي لم تعد سوى قائمتين، ولا توجد قوائم أخرى يتم إعدادها حاليا، والإعلام يتحدث طوال الوقت عن وجود قوائم وهمية، وهو أمر ليس صحيحًا على الإطلاق، فلا توجد هناك قوائم ثالثة أو رابعة، وكلمة قائمة "مربكة" أحيانًا، لأن وزارة الداخلية تُصدر قوائم بالعفو فى بعض الأحيان والبعض يختلط عليه الأمر، ولكن ما قاله محمد عبد العزيز غير دقيق فى هذا السياق. ** البعض يرى أن عمل اللجنة كانت تشوبه المجاملات لبعض الأشخاص.. فما حقيقة هذا الأمر؟ هذا الكلام غير صحيح على الإطلاق، لأن هناك عدة معايير وضعتها اللجنة بشأن الحالات المستحقة للعفو، أبرزها أن كل من سجن فى جريمة رأى أو صحافة لا بد أن يخرج على الفور، وكذلك من يصل عمره ل18 عامًا فيما أقل، يجب أن يخرج من السجن على الفور، كما أن اللجنة وضعت الفتيات على قائمة أولويات من يستحقون العفو، إلى جانب كبار السن فوق ال70 عامًا يجب أن يتم الإفراج عنهم على الفور، فهذه حالات تستحق العفو بديهيا، ورأيي الشخصي أن الأشخاص المسجونين فى قضايا سياسية لا محل لهم على الإطلاق من الحبس، وأنا متبني هذه الرؤية، ونحن نحاول أن نضع قواعد عامة للإفراج فى مقدمة الأولويات سجناء الرأى أو ازدراء الأديان، وأولوية للشباب وللمرضى والعجائز، وجميعها مسائل تخرج عن إطار المناقشات، كل هذه مسائل رأى، وأريد هنا أن أشير إلى أن اللجنة لا تختص بالحالات الجنائية المتهمة فى قضايا قتل أو ما شابه من جرائم أخرى. ** أثير مؤخرًا جدل واسع حول أكشاك الفتوى.. كيف تنظر إلى تلك القضية؟ كلام فارغ وعبث وتهريج، وأنا شخصيا من أوائل الناس، الذين اعترضوا على تلك الفكرة، لأنني أرى أنها ليس لها محل من الإعراب على الإطلاق، فالفتوى ليست وجبة مثل الفول والطعمية سأذهب للأكشاك للحصول عليها، كما أن كلمة "كشك" عيب واضح، فالفتوى الدينية شيء له قيمته ومكانته، وتُقدم في المكان الطبيعي لها، إنما مسألة أكشاك الفتوى في الشارع أمر غير منطقي، وأنا لست ضد أن تكون هناك إتاحة وتواصل لتقديم الفتوى بشكل صحيح، لكن أين يتم ذلك؟ وأتساءل: هل يمكن للدكتور أن يقوم بتوقيع الكشف الطبي على المرضى في الشوارع؟ يجب أن نختار المكان الملائم، مهنة الفتوى يجب أن تحترم أكثر من ذلك، ولا يجب أن يتم وضع الفتاوى في كشك في الشوارع، وأعتقد أن هذا نوع من القصور من جانب الطرفين، وأقولها صراحة الإصرار على هذا الأمر سيفتح الباب أمام باقي الديانات الأخرى أن يطالبوا بحقهم في وضع الأكشاك. ** وهل انتهت أزمتك الأخيرة مع جريدة الأهرام بعد خلافاتك مع رئيس مجلس إدارة الأهرام السابق أحمد السيد النجار؟ انتهت أزمتى في الأهرام، وأكتب عمودا يوميا منتظمًا، وأنا موجود فى الأهرام منذ 40 عامًا، وكنت رئيسًا لتحرير السياسة الدولية، وفي مركز الأهرام للدراسات السياسية، وأكتب عمودا يوميا، وأنا حريص عليه، وأحب هذا الأمر، والصحافة ينطبق عليها ما ينطبق على كل شيء في البلد. ** وكيف تقرأ الانتخابات الرئاسية المقبلة في ضوء المتغيرات الراهنة؟ من السابق لأوانه الحكم عليها حاليا، لأن كل المؤشرات تؤكد أن الرئيس السيسي سيرشح نفسه لدورة ثانية، وهو أمر طبيعي ومن حقه، لأن أى رئيس في الدنيا في ظل الديمقراطية من حقه أن يترشح، وهو الشيء المعتاد أكثر، وأعتقد أنه لم يحدث أن رفض رئيس أن يترشح لدورة تالية، ولكي يتم الحكم بصورة واضحة على هذا الأمر يجب أن نرى الصورة كاملة، ونعرف من هم المستعدون للترشح ونحكم وفقًا للبرامج لتقييم المرشحين، ووقتها نستطيع أن نختار الشخص الأمثل، لكن حاليا من السابق لأوانه الحكم على تلك الانتخابات، لأن هذا الأمر ليس يسيرًا، لكنها مهمة صعبة وخطيرة للغاية، لا سيما فى هذا التوقيت، خاصة أن هناك أحاديث كثيرة لأشخاص يدعمون اختيار مرشحين آخرين للرئاسة، وهناك أشخاص أعلنوا عن نيتهم الترشح، فالصورة ليست واضحة حتى الآن، وأتمنى أن نشهد انتخابات رئاسية حقيقية. وأقولها صراحة، ما قدمه الرئيس السيسي يؤهله للتنافس على المنصب وليس شرطًا أن يؤهله ليتم انتخابه مرة أخرى، فالرئيس حقق الكثير من الإنجازات التى لا يمكن لأحد إنكارها، لكن يجب أن نعترف بأن هناك أوجه قصور لا تزال موجودة. ** أثير الكثير من اللغط مؤخرًا بعد تسريبات عن رغبة شفيق الترشح أمام الرئيس السيسي.. كيف تنظر لهذا الأمر؟ ظهور شفيق طبيعي حاليا، لأنه سبق أن ترشح للرئاسة، ودخل الانتخابات قبل ذلك في مواجهة محمد مرسي مرشح الإخوان، وهناك احتمالات أنه قد نجح ضده، فهو شخص موجود على المسرح، ومن المنطقي أن يكون أحد الاحتمالات الواردة، لكن لا يمكن لأحد أن يجزم بفرص فوزه من عدمه، وإذا افترضنا أن كل الحواجز تم إزاحتها من أمامه وحصل على فرصته، فلا يوجد ما يمنعه من الترشح وهناك منطق لترشحه. ** وماذا عن عصام حجي الذى يدفع نحو تشكيل فريق رئاسي قوي ينافس في الانتخابات الرئاسية؟ عصام حجي ليس له أي حيثية، ونحن نسمع أسماءً عديدة مع احترامنا لها تسعى للترشح، لكن دون أن يقدموا أي شيء، فعلى الأقل من يريد الترشح في انتخابات الرئاسة يجب أن يكون له تاريخ بعض الشيء في هذا البلد، "إنما كل شخص اشتغل بالخارج عايز ييجي يترشح للحكم هنا"، رغم أن هناك أكثر من 5 آلاف مصري يعملون في مؤسسات بالخارج، ومعهم شهادات دكتوراه وكفاءات، ولكن ليس معقولًا أن كل شخص فيهم يصلح أن يكون رئيسًا لمصر، فالمسألة معقدة وليست بالبساطة التي يراها البعض. ** هل من المتوقع أن تكون هناك مفاجأة في انتخابات الرئاسة القادمة؟ كل شيء وارد، ممكن أسماء أخرى تعلن ترشحها للرئاسة، وقد تكون الظروف نفسها المحيطة بالانتخابات تتغير، لكن سيظل من السابق لأوانه أن نقول كلامًا مفيدًا أو ذا أهمية لهذا الموضوع قبل أن تتضح الرؤية. ** أخيرًا.. هل أنت متفائل بمستقبل الدولة والمسار الذي تسير فيه حاليا؟ لا يوجد شيء يدعو للتفاؤل الشديد أو التشاؤم الشديد، المسائل تسير كما هي، لا يوجد أي تغيير.