- نعيش مأساة حقيقية ونواجه التشرد والملاحقات الأمنية والقضائية مأسأة حقيقية يعيشها المئات من عمال مصنع أسمنت أسوان، عقب وفاة 3 من زملائهم، داخل المصنع، بسبب انسكاب مادة حارقة عليهم تصل درجة حرارتها إلى 1200 درجة مئوية أثناء عملية التصنيع داخل المصنع. «التشرد وملاحقة الإحكام القضائية والأمنية»، هكذا تمثلت مأساة العمال، لإجبارهم على العودة مجددًا للعمل دون توفير الضمانات الكافية لهم داخل المصنع، من حيث اشتراطات السلامة المهنية والأمان، ومراعاة حقوقهم وحقوق زملائهم الذين توفوا جراء انسكاب المادة الحارقة. « التحرير » حاورت هؤلاء العمال، والذين تواجدوا اليوم، أمام مقر مجمع محاكم أسوان، انتظارًا لتجديد حبس 8 من زملائهم الذين ألقى القبض عليهم يوم الخميس الماضي، أثناء فض الأمن اعتصام عمال مصنع الأسمنت والذين دعوا له احتجاجًا على هذه الأوضاع. يحكي نبيل عيد، أحد العمال بفرن التصنيع: «نعمل في ظروف مناخية قاسية جديدة نظرًا لطبيعة العمل داخل فرن المصنع الذي تصل فيه درجات الحرارة إلى أكثر من 1200 درجة مئوية». يقول: «فوجئنا يوم السبت الماضي، أثناء أعمال الصيانة الدورية التي تنفذ داخل المصنع، بتشغيل عملية التصنيع داخل الفرن، دون إخطارا العمال المتواجدين أسفل الفرن بذلك، مما تسبب فى اندفاع بركان من النار واللهب الخاص بعملية التصنيع للمادة الخام للأسمنت، والتي اندفعت باتجاه عدد من العملاء، مما أدى إلى وفاة 3 من بينهم متأثرين بإصابتهم بحروق بالغة، فيما أصيب اثنان آخران من العمال من جراء الواقعة، الأمر الذي دعا العمال على الفور إلى الاعتصام بالقرب من مقر الشركة مع الالتزام بالقانون، وعدم الانجرار إلى أي وسائل غير مشروعة أو أعمال تخريبية، فى الوقت الذى حاولت فية إدارة الشركة التفاوض مع العمال لإجبارهم على العودة للعمل بالقوة من خلال الاستعانة بقوات الأمن التى حاصرت موقع اعتصام العمال بالمدرعات وسيارات الأمن المركزى، الأمر الذى رفضناه جميعا احتجاجا على ضياع حقوق زملائنا الذين توفوا وزملائنا الذين تم حبسهم من جهة، والاحتجاج على أوضاعنا غير الآدمية وحقوقنا المهدرة من جهة أخرى». عبد النبي عبد الباسط، أحد عمال مصنع الأسمنت، يوضح: «يوم الخميس الماضي حدث أمر غير متوقع، فى الوقت الذى ناشدنا فية كافة أجهزة الدولة مساندتنا والنظر إلى حقوقنا، والتحقيق فى واقعة وفاة 3 من زملائنا بالمصنع، بوصول أسطول كبير من الأمن مدعم بأكثر من 10 سيارات مدرعة وأمن مركزي، ومجموعات كبيرة من الجنود والقيادات الأمنية التي قامت بفض اعتصام العمال، بل إن الأمر وصل إلى تخيير العمال، إما بالعودة واستكمال العمل، أو التقدم باستقالتهم، كما تم القبض على 8 من العمال المعتصمين، وطرد باقى المعتصمين من أمام بوابات المصنع والتعدى عليهم بالضرب والاعتداء النفسى واللفظى». محمد عزت، فني تشغيل، يسرد تفاصيل جديدة لواقعة وفاة 3 من زملائهم بالمصنع: «أعمل في موقع تصنيع المادة الخام بفرن الصهر بمصنع الأسمنت، وأنه قبل أى عملية صهر والتى نطلق عليها "الكبسة" يتم التنبية فورا لخروج جميع العمال من أسفل الفرن، حرصا على سلامتهم وبالفعل تم إخطارا الجميع بذلك يوم الواقعة المؤسفة التي وقعت يوم السبت الماضى، وأن مسئولى ومشرفى المصنع أكدوا عدم تواجد أى شخص، وعلى الفور وعقب صب مادة الكبسة الخام، فوجئنا بصرخات وعويل من العمال لوجود عدد من زملائهم أسفل الفرن، وبالانتقال سريعا وجدنا 5 عمال تم صهر واندفاع المادة الخام باتجاههم، فى مشهد يمكن وصفه بمشاهد الحمم البركانية وكأن طاقة من جهنم فتحت عليهم، حيث توفى عامل فى الحال، واثنان آخران توفيا بعد يومين وثلاثة أيام متأثرين بحروق شديدة بلغت اكثر من 95% فيما أصيب اثنان آخران». وأضاف: «الغريب أن إدارة المصنع، تركت المصابين، ولم يتم إخطار الإسعاف إلا بعد الواقعة بعدة ساعات. من جهته، قال وائل رفعت، عضو هيئة الدفاع عن العمال المقبوض عليهم عقب فض اعتصامهم، إنه تم تشكيل فريق عمل من قبل عدد من المحامين، للدفاع عن العمال المظلومين، في ظل موقف إدارة مصنع أسمنت اسوان تجاههم، من واقع الضرر والظلم الاجتماعي الذي وقع عليهم واستغلال النفوز والسطوة وإهدار حقوقهم سواء بالنسبة للحالات التي توفت أوالعمال المقبوض عليهم والعمال الآخرين الذين أصبحوا فى حكم المشردين. وتابع أن الظروف وبيئة العمل داخل المصنع والسلامة المهنية غير متوافرة حاليًا، مستدلا في ذلك بالواقعة الأخيرة التي حدثت وتسببت في وفاة 3 أشخاص نتيجة للإهمال الجسيم، من قبل إدارة المصنع والتي أصرت على إجبار العمال على العمل أثناء الصيانة، التي كانت نتيجتها انسكاب المادة الحرارية الخاصة بالتصنيع التى تصل درجة حراراتها إلى 1200 درجة مئوية على عدد من العمال ووفاة 3 أشخاص من بينهم، فى مشهد يشبة الحمم البركانية حسب ما أدلى به العمال فى التحقيقات، مؤكدًا أنه تم ممارسة أبشع أنواع الاستغلال على هؤلاء العمال أثناء العمل.
كانت نيابة أسوان تحت إشراف المستشار عمرو محمود المحام العام لنيابات أسوان، أجلت حتى الفترة الصباحية اليوم النظر في قرار حبس 7 من عمال مصنع أسمنت أسوان (ميديكوم)، في قضية اعتصام عمال مصنع الأسمنت بطريق أسوان - أبوسمبل احتجاجا على وفاة 3 عمال من بينهم، عقب انسكاب مادة حارقة تصل درجة حرارتها إلى 1200 درجة مئوية أثناء عملية التصنيع داخل المصنع.