حلم بلقب "الباشمهندس"، وهو يزين بطاقة رقمه القومي، اجتهد كثيرا في تحصيل دروسه، ظل أياما طويلة لم يذق طعم النوم، إلى أن جاءت لحظة الحصاد، دخلت أسرته على موقع نتيجة الثانوية العامة، فعلت الزغاريد وانشرحت الصدور، ولم لا، فنجلهم هو الأول على مدرسته في شعبة علمى رياضة، بمجموع 396 درجة -97%- إلا أن فرحته سرعان ما تحولت إلى كابوس. فاللحظة التي علموا فيها بنتيجة نجلهم، هي ذاتها التي جاءهم نبأ وفاته غرقا بشواطئ سيدي بشر بالإسكندرية، خلال تنزهه وأصدقائه. إنه محمد محمود إدريس، الأول على مدرسة "سامول الثانوية المشتركة" بشرق المحلة التعليمية، أو "إدريس" كما كان يناديه أصدقاؤه، كان محبوبا وسط أصدقائه وأساتذته وكانوا يفضلونه عن باقي زملائه لتفوقه وأخلاقه، وكان يتمتع بروح الفكاهة والدعابة، وفي نفس الوقت كان ملتزمًا بأداء الفرائض، هذا ما قاله صديقه علي عبد الحكم. أحد جيرانه يدعى خالد محمود، قال: "بتمنى إن ولادي يقتدوا بمحمد في حياتهم العلمية والأخلاقية، سائلًا الله أن يدخله فسيح جناته ويعطي الصبر لأهله على فقدانه".