علي بعد خطوات من أمواج البحر، وقف دقائق على الرمال الباردة، متأملا فى ألوان المياه، فالسماء صافية والهواء ناعما خفيفا وقلبه دافئا هادئا بصحبه أهله على شاطىء النخيل بالإسكندرية، فاغرته أصوات تخبط الأمواج ليخطو "أحمد "بقدمه على الرمال سابحا بين الأمواج التى غدرت به وهزمت أنفاسه فى أحدى الدوامات، يقول أحد أقاربه: "غرق وملقناش حد ينقذه". مشاعر مختلطة قضتها أسرته فى أيام البحث عن جثمان "أحمد" طالب الفرقة الثالثة تجارة، الذى ذهب لقضاء أجازة الصيف فى اسكندرية بشاطىء النخيل بمنطقة العجمي، ليعود إلى القاهرة محملا فى نعش، يروي أحد أفراد أسرته: "جرينا ندور على غواص من فرق الأنقاذ إللى المفروض تكون موجودة على الشاطىء ملقناش حد، الصيادين هما إللى ساعدونا ونزلوا معانا وسط البحر ندور عليه وبعد أسبوع لقينا الجثة". غواص: "رحت أدور على جثة عبد الرحمن لقيت جثة تانية" "عبد الرحمن" طالب فى كلية هندسة الفرقة الثالثة ذهب لقضاء أجازة عيد الفطر مع أصدقائه فى الإسكندارية بشاطىء النخيل، لينتهى به الحال مثل "أحمد" يروى ياسر الكومي، أحد أصدقائه: "كنّا في الشاليه بتاع واحد صاحبنا في العجمي.. بعد كده نزلنا شاطئ النخيل والموج كان عالي شويه والمياه بمستوى جيد ثم جاء موج عالي وسحب عبدالرحمن ثم يوسف صاحبنا وسحبني.. كل اللي فاكره في اللحظة دي إن إحنا التلاتة بنغرق والناس قالوا إن العمق ده أكتر من 3 متر.. عبدالرحمن كان بيصرخ عشان حد ينقذه وإحنا التلاتة مابنعرفش نعوم.. كنّا بعيد عن الصخر شويه وأنا بغرق شوفت بتاع الإنقاذ على السلم بتاع المراقبة واقف بيتفرج علينا.. أنا اتشاهدت على نفسي واغمي عليا بعد كده فوقت في المستشفى ويوسف جمبي مغمى عليه". أوضح أهل عبدالرحمن، أن عمّال وأصحاب الشاطئ قالوا لهم :"فيه 32 واحد ماتوا هنا في شم النسيم أهاليهم ليه معملوش اللي انتوا بتعملوه" كما أكد أصدقاء عبدالرحمن، أن رحلة البحث عن جثمانه لم تتوقف، حيث قام "غواص متطوع" بالبحث عن جثمانه، وتم العثور على جثة شخص تبين أنها منذ 35 يومًا داخل البحر.
121 غريق فى أربعة شهور و8 فى يومين في 2013 سجلت الإحصاءات 121 شخصًا فقدوا حياتهم خلال 4 أشهر بشواطئ منطقة "العجمي" بالإسكندرية منهم شاطى النخيل وفى 2016 أكد الدكتور مجدى حجازى وكيل وزارة الصحة بالإسكندرية، أن شاطىء النخيل شهد 8 حالات غرق فى أجازة عيد الفطر. شاطىء النخيل إم الموت! دشن مجموعة من الشباب حملة تحمل إسم "اغلقوا شاطىء النخيل" بعد تكرار حالات الغرق، ووصفوه ب"شاطىء الموت" مطالبين الرئيس عبدالفتاح السيسي بإصدار قرار بإغلاقه حافظًا على أرواح المواطنين، ومن خلال هاشتاج الحملة الذى اجتاح مواقع السوشيال ميديا، دون عدد من الشباب حكايات أصدقائهم الذين غرقوا، كما روى أحدهم مواقف حدثت معهم، منهم محمد صباحي يقول:"إللي عايز يروح يصيف في العجمي في شاطىء النخيل، دا رايح علشان يقتل نفسه بأيده بلاش شاطىء النخيل". أكد محمد أن الشاطىء يفتقد إلى الخدمات كفريق الأنقاذ بجانب أن الشاطىء ليس مكانا أمن للمصيفين:"مفيش خدمات.. مفيش انقاذات.. الموج وحش جدا والدومات عالية أوي، تبقي واقف على الشاطئ وتدخل المية ب2 متر فجأة، ولو مبتعرفش تعوم والله ممكن تغرق، هناك في الشاطئ دايما الراية الحمرا مرفوعة".