كتب:- إسلام عبد الخالق «تحس إنه كان بيودعهم علشان مش هيشوفهم ولا هيشوفوه تاني».. بهذه الكلمات بدأ محمد سليم رخا، والد زوجة الشهيد العقيد أركان حرب أحمد المنسي، قائد الكتيبة 103 صاعقة، تفاصيل الزيارة الأخيرة للشهيد، قبل استشهاده في الهجوم الإرهابي على أفراد القوات المسلحة بكمين «البرث» بمدينة رفح شمال سيناء. يقول رخا إن الزيارة الأخيرة للشهيد كانت قبل عيد الفطر بحوالي أسبوع، قضاها الفقيد مع أسرته؛ حيث اصطحب أطفاله حمزة، 9 سنوات، علي، 6 سنوات، وعلياء، سنتان، للخروج والتنزه أول وثان أيام العيد، قبل أن تنتهي الإجازة ويعود إلى كتيبته مرة أخرى. وأوضح أن الشهيد كان يلعب مع أطفاله بصورة ملفتة، اتضحت فيما بعد أنها كانت بمثابة الوداع، مضيفا أنه كان عزيزًا بصورة خاصة على والدته، وكان «خدوم» وحينما تراه خارج منزله تدرك أنه شديد الانشغال، ولا وقت لديه للحديث مع أحد. وتابع: "الأمر كان مختلف تماما مع أطفاله، حيث تراه وكأنه طفل وليس قائد صاعقة، فكان يلعب معهم كما يلعبون، لا يمل من ألعابهم ولا يتذمر، فقد كانت لحظاته معهم هي أكثر لحظات المرح التي رأيته فيها"، منوها أن الشهيد كان محبا لعمل الخير، وفي آخر زيارة له أوصاه بتوصيل أمانة لسيدة فقيرة في المنطقة. وعن علاقته بابنه «حمزة» يقول والد زوجة الشهيد: «الأولاد كلها كوم وحمزة كوم لوحده، كان بالنسبة لأبوه عمر تاني وحياة تانية، ومن وقت ولادته وهما بيلعبوا مع بعض، كان بيلاعبه وبيدربه ونشأته كانت نشأة عسكرية». وأشار جد حمزة، إلى أن حفيده، وبرغم صغر سنه، إلا أنه حاصل على 3 ميداليات في رياضة الجمباز: فضية وذهبيتان، واحدة منهم على مستوى الجمهورية، لافتا إلى أن البدلة العسكرية التي ارتداها في جنازة الشهيد كانت بتوصية من والده. وشدد على أن الشهيد اشترى البدلة ل«حمزة» منذ فترة، وحينها كان مقاسها كبيرا عليه، لكنه كان يؤكد دائما وعلى لسانه «لو حصلت حاجة يا حمزة إلبس البدلة مكاني». وودع «حمزة»، والده الشهيد، مرتديا الزي العسكري، كما أوصاه أباه، حيث حمل عدد من أفراد وضباط القوات المسلحة، الطفل فوق إحدى سيارات الإطفاء التابعة لإدارة الحماية المدنية، بعدما أصر على ارتداء البدلة العسكرية. وشيع الآلاف من أهالي مدينة العاشر من رمضان في الشرقية، أول أمس السبت، جثمان الشهيد العقيد أركان حرب أحمد المنسي، قائد الكتيبة 103 صاعقة، عقب صلاة الظهر بمسجد «التوحيد»، قبل دفنه بمقابر عائلته بمنطقة «الروبيكي»، بحضور اللواء خالد سعيد، محافظ الشرقية، واللواء رضا طبلية، مدير الأمن. كان المتحدث العسكري أعلن عبر صفحته الرسمية بموقع «فيسبوك» أن القوات المسلحة نجحت في إحباط هجوما إرهابيا، بشمال سيناء ما أسفر عن مقتل أكثر من 40 فردا تكفيريا وتدمير 6 عربات، واستشهاد وإصابة 26 فردا من القوات المسلحة.