" جاء قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بدعم الحصار المفروض على قطر، حتى في ظل انتقاد الدبلوماسيين الأمريكيين بشدة للحظر، بناءا على سنوات طويلة من التعاملات التجارية الخاصة بينه وبين الدول التي تقود حملة الاتهامات ضد الدوحة " هكذا قالت صحيفة " الجارديان " البريطانية في تقرير لها حمل عنوان " الأزمة الدبلوماسية لقطر : ما هي الروابط المالية لترامب بالمنطقة؟ ". الصحيفة البريطانية ذكرت أن تاريخ ترامب المالي مع المملكة العربية السعودية، التي تقود الحصار والإمارات العربية المتحدة حليف ها الرئيسي ، يتضمن شراء عقارات تابعة ل ترامب ب عشرات الملايين من الدولارات من قبل السعوديين الأثرياء على مر السنين . ويثير الموقف الحالي ال تساؤلات حول ما إذا كانت العلاقات المالية الشخصية للرئيس تؤثر على سياسة الولاياتالمتحدةالأمريكية ، بدلا من ادعاءاته المعلنة بأنه يشعر بالقلق حيال الصلة المزعومة لدولة قطر بتمويل الإرهاب . ولفتت " الجارديان " إلى أنه لا يوجد دليل على أن ترامب لم يكن صادقا بشأن أسباب تأييد الحصار . لكن وزارة الخارجية الأميركية والبنتاجون، اللتين تدركان تماما دور قطر في استضافة الآلاف من ال قوات الأمريكية وقوات التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة في أكبر قاعدة عسكرية أمريكية جنوب غرب الدوحة، قد اتخذتا مواقف ا مختلفة عن البيت الأبيض . ف قالت متحدثة باسم وزارة الخارجية مؤخرا إ ن تحركات السعودية والإمارات ضد قطر " غامضة ". وذكرت الصحيفة أنه من الواضح أن ترامب ليس لديه العديد من التعاملات التجارية مع قطر، مشيرة إلى أن صهره جاريد كوشنر قد سعى إلى جذب المستثمرين القطريين للمساعدة في إعادة تمويل استثمارات ضخمة في أحد ممتلكات هم ب نيويورك، ولكنه فشل في جذبها . لكن بالنسبة ل لمملكة العربية السعودية ، ف كانت شريكا هاما للرئيس . ف في عام 1995 ، عندما كان ترامب يكافح لتسديد ديون واحدة من أهم ممتلكاته في نيويورك، وهي فندق بلازا البارز، جاء الأمير الوليد بن طلال، الأمير السعودي، لإنقاذه باستثمارات منعت انهيار ترامب . و قبل سنوات قليلة، في عام 1991 ، اشترى بن طلال يخت ضخم يحمل اسم ترامب ، من الدائنين في وقت كان فيه مشروع ترامب الكبير، وهو " أتلانتيك سيتي كازينو " ، تحت ضغوط هائلة . وتابعت الصحيفة " هذا لا يعني أن هما تجمعهما علاقة طيبة دائما . ففي يونيو 2016 ، نشر الأمير السعودي تغريدة غاضبة بعد أن دعا ترامب ، الذي كان مرشحا رئاسيا في حينها، إلى حظر دخول المسلمين إلى بلاده ". ووصف بن طلال ترامب بأنه " عار ليس فقط على الحزب الجمهوري ولكن لأم ريكا كلها ". و عندما فاز ترامب بالرئاسة هنأه بن طلال . و في وقت سابق من الحملة الانتخابية، لم يخفي ترامب تقديره للسعوديين الأثرياء، مشيرا في تجمع انتخابي في " ألاباما " في عام 2015 أنهم كانوا مشترين دائمين لشققه . وأضاف " إنهم يدفعون نحو 40 مليون دولار أو 50 مليون دولار . هل من المفترض أن أكرههم ؟ أنا أحبهم كثيرا ". وفي الآونة الأخيرة، بحسب " الجارديان " استثمرت الحكومة السعودية 20 مليار دولار في صندوق مخصص للبنية التحتية الأمريكية، وهو جزء من سياسة أوسع حظي ت بتأييد البيت الأبيض . ويدير الصندوق شركة " بلاكستون " العملاقة ، التي له ا أيضا علاقات مع ترامب وأسرته . وتحدثت الصحيفة أيضا عن دعوى قضائية رفعها مسؤولان م ن الحزب " الديموقراطي " اتهمت السعودية بأنها إحدى الدول الأجنبية التي دفعت إ لى مولت ترامب في انتهاك مزعوم لشرط مكافحة الفساد في الدستور الأميركي . وتقول الدعوى إن شركة العلاقات العامة التي استأجرت من قبل المملكة العربية السعودية أنفقت 270 ألف دولار على الغرف والوجبات في فندق ترامب بواشنطن . وقال المحامي العام كارل راسين " إ ننا نعلم أ ن الحكومات الأجنبية تنفق الأموال هناك من أ جل أ ن يكون لها الأفضلية لدى ال رئيس الأمريكي ". إلا أن البيت الأبيض تجاهل الدعوى القانونية واعتبرها هجوم حزبي . وبالنسبة ل دبي فتعتبر أيضا نقطة مضيئة هامة لأعمال ترامب . ف وفقا للإفصاحات المالية المتعلقة بالانتخابات، فإن مؤسسة ترامب، التي يديرها ابن الرئيس، قد دفعت ما بين 2 إلى 10 ملايين دولار لمشاريع عملاقة في دبي تحمل اسم ترامب ، والتي يتم بناؤها من قبل مجموعة " داماك " العقارية التي يملكها الملياردير الإماراتي حسين سجواني . ووفقا لصحيفة " نيويورك تايمز " فقد عرض سجواني دفع مبلغ 2 مليار دولار إضافية لترامب لتطوير المزيد من العقارات . وفي 16 مايو الماضي، نشر سجواني صورة تظهر تناول ه الطعام مع ابن ترامب ، الذي وصفه ب أنه " صديقه العزيز وشريكه التجاري ".