كتب - أحمد مطاوع خطوات ومحطات كثيرة تسبق عرض أي عمل درامي أو سينمائي، أبرزها وأهمها على الإطلاق المرور "الرقابة على المصنفات الفنية"، والتي تفحص وتدقق كل تفصيلة خاصة بالأعمال المقدمة إليها، عبر الرقيب صاحب "المقص" الذي يفرز كل ما يعرض عليه، وينقحه من أي أفكار يرى أنها قد تحدث صدامًا مع المجتمع أو تخالف العادات والتقاليد السائدة والقيم والمبادئ الراسخة، فهي بمثابة حائط الصد المنيع أمام أي مخالفة تسعى إلى المرور أو اختراق القوانين، وعلى الرغم من ذلك تتعرض الأعمال الفنية، بين الحين والآخر لهجوم من جهات وكيانات رسمية أو اعتبارية أو حتى فردية وشعبية داخل الدولة. وتعرضت الكثير من مسلسلات الموسم الرمضاني الجاري، إلى العديد من الانتقادات والهجوم بل والتهديد باللجوء للقضاء ورفع دعاوى لمخاصمتها، وكان آخرها، هجوم صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، برئاسة وزيرة التضامن الاجتماعي الدكتورة غادة والي، على مسلسلات "الحالة ج"، و"الزيبق" و"الحرباية". مكافحة الإدمان: قائمة سوداء تتصدرها هيفاء وهبي قال عمرو عثمان، مدير صندوق مكافحة الإدمان، إن مسلسل "الحرباية" للفنانة هيفاء وهبي، يتصدر القائمة السوداء من ضمن المسلسلات الأكثر ترويجًا للمخدرات والإدمان، لافتًا خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "العاشرة مساءً" على قناة "دريم"، إلى أن نسبة مشاهد الإدمان والمخدرات في المسلسلات الدرامية وصلت إلى 10% من المساحة الزمنية لها، وأن أغلب مشاهد المخدرات مرتبطة بالجنس والفرحة والتغلب على الاكتئاب وغيرها. شكاوى رسمية تطارد "الزيبق" و"الحالة ج" في إطار دوره بخصوص رفع الوعي بخطورة تعاطي وإدمان المواد المخدرة ومنتجات التبغ، أعلن صندوق مكافحة المخدرات، خلال بيان رسمي، أمس الإثنين، تقدمه بشكوى رسمية لجهاز حماية المستهلك، ضد مسلسلي "الحالة ج" بطولة أحمد زاهر وحورية فرغلي، و"الزيبق" للفنان كريم عبد العزيز، بسبب ما تم رصده بشأن الترويج المباشرة والصريح خلال حلقاتهما لمنتجات التبغ الخاصة بإحدى الشركات العالمية، وأنواع سجائر، على أنها منتشرة بين فئات مرموقة في المجتمع، مشيرًا إلى إرفاق أسطوانة بالشكوى تتضمن نماذج من هذه الدعاية، وخص البيان بالذكر، مشهدًا فى الحلقة التاسعة من مسلسل "الحالة ج". واعتبر "مكافحة الإدمان"، أن تلك المشاهد تمثل خرقًا للقانون المصري والاتفاقية الإطارية الدولية لمكافحة التبغ والوقاية من أضرار التدخين، إذ تنص المادة 6 مكرر من قانون رقم 85 لسنة 2002 بتعديل بعض أحكام القرار بالقانون رقم 52 لسنة 1981. الضيافة الجوية.. هجوم لاذع يتصدى له الشناوي لم يكن "مكافحة الإدمان" الجهة الأولى التي تهاجم مسلسلات رمضان وتهددها بالملاحقة بشكاوى رسمية، إذ هاجمت "نقابة الضيافة الجوية"، مسلسلي "في اللا لا لاند" و"أرض جو"، واتهمت النقابة المسلسلين، بالسخرية من مهنة الضيافة والإساءة إلى مضيفات مصر. في اللا لا لاند.. إسفاف استنكرت "الضيافة الجوية" في بيان رسمي، أحداث المسلسل الذي تقوم ببطولته الفنانة دنيا سمير غانم، والتي رأت فيها إساءة للمضيفات والسخرية منهن، خاصة أنها تتواكب مع ذكرى حادث سقوط طائرة باريس، وشددت النقابة، على أن هناك أبجديات لكل مهنة يجب التعرف عليها من المتخصصين، وما يتم عرضه "إسفاف لا يرتقي لأي احترام". أرض جو.. جهل حصل "أرض جو" للفنانة غادة عبد الرازق، على نصيب الأسد من هجوم "نقابة الضيافة الجوية"، والتي استنكرت في بيان رسمي، قوي اللهجة "احتواء المسلسل من أحداث تنافي طبيعة عمل الضيافة الجوية"، مؤكدة أن الاعتراض ليس له علاقة بالنواحي الفنية، وإنما "التعرض بجهل تام للنواحي الفنية المتعلقة بعمل الضيافة على الطائرة". وأوضح البيان، أن المسلسل لم يراع مشاعر من يعملون في هذه الوظيفة التي تحيطها دوما المخاطر، إذ يواكب عرض المسلسل الذكرى الأولى لشهداء طائرة باريس، حيث تدور أحداثه حول مضيفة طيران تقرر الانتقام من أعدائها لكنها تتورط فى جريمة اختطاف طائرة. الشناوي: حساسية بلا معنى أكد الناقد الفني طارق الشناوي، خلال تصريحات صحفية، أن انتقاد طريقة تناول بعض المسلسلات لفئات بعينها، فيه "حساسية ليس لها معنى، فالعمل الفني ينتقد الوجه السيئ المهنة ولا ينتقد المهنة نفسها". الأعلى للإعلام يرصد باللقطة «تجاوزات الدراما» في تقريره الأول بشأن تجاوزات الأعمال الدرامية وبرامج رمضان خلال الفترة من 27 مايو حتى 6 يونيو الجاري، أكد المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، برئاسة الكاتب الصحفى مكرم محمد أحمد، الأربعاء الماضي، أن كثير من الأعمال اعتمدت أساسا على الابتذال اللفظي والمشاهد الجريئة والإسقاطات السياسية، دون الاهتمام بالمضمون ولا الرسالة الحقيقية التي تريد تقديمها. وأضاف المجلس، حلال تقريره، أن بعض مشاهد المسلسلات تحوي دروسًا مجانية في كيفية تناول المخدرات، ولجوء الفتيات الساقطات لطرق الغش الطبي للعودة لبكارتهن مرة أخرى، وطرق التشاجر بالأسلحة واستخدام العنف لحل أي خلاف، وطريقة سرقة الملفات والصور الخاصة من الهواتف المحمولة التي يتم بيعها لابتزاز أصحابها، وكيفية الانضمام لداعش وشرح طرق التجارة بالبشر وبالأعضاء، وكيفية التحرش بالصغار، راصدًا أيضًا بعض الأخطاء التاريخية والفنية خلال الأعمال. وعرض المجلس أسماء الأعمال الدرامية وفقًا لما تم رصده من "تجاوزات"، ويكاد يكون التقرير اشتمل على كل المسلسلات التي تخوض السباق الرمضاني الجاري. للإطلاع على التقرير: اضغط هنا سخرية من الانتقادات الموجه للمسلسلات سخر الناقد الفني طارق الشناوي، من تقرير المجلس الأعلى للإعلام، عن تجاوزات مسلسلات وبرامج رمضان، مشيهًا إياه بأنه أقرب إلى "خمسة فرفشة"، مؤكدًا أن ما ورد بالتقرير ما هو إلا "توابع لزلزال الدور التاسع في مبنى ماسبيرو، حيث مكتب وزير الإعلام، الذي كان يتوعد بتطهير الدراما من المشاهد الخليعة وغيره". وهاجم الشناوي، خلال لقائه ببرنامج "العاشرة مساءً"، الانتقادات الموجهة للمسلسلات، والتي اعتبرها بمثابة فرض وصاية على الفن، وخصوصًا فيما يخص الملابس والعري بالمسلسلات، قائلًا: "مفيش حاجة اسمها تشوف المسلسل لقطة لقطة وتطلع منها أخطاء، والمجتمع المصري لم يكن يعتبر مشاهد العري حرجًا بدليل أنها كانت منتشرة في فترة الستينات، ومساحة العري كانت أكثر، وكانت الممثلة عادي جدًا أنها تلبس المايوه". وعبر الشناوي، في تصريحات صحفية، عن أسفه من تكرار الأخطاء الفنية بالإعمال رغم إمكانية تلافيها بسهولة عبر الاستعانة بمتخصص، مؤكدًا أن غياب الواقعية عن الإطار الشكلي تصنف "كأخطاء فادحة تضرب مصداقية المسلسل في مقتل"، قائلا: "الفن هو التفاصيل وعندما تتعارض هذه التفاصيل مع سياق المسلسل يتشكك المشاهد، وبالتالي تتأثر مصداقية المسلسل بالسلب".