الأب: «ابنى مش هيقوم.. الرصاصة فى النخاع الشوكى بجزع المخ» :«فتاة تعرضت لإطلاق نار في نفس اليوم ونتحبس فى بيوتنا علشان بنتقتل فى الشوارع» حارس عقار: الشرطة داهمت شقق عمال وطلبة وبلطجية يسيطرون على دور أيتام بسلاح «حالته حرجة ..غير مطمئنة .. شكله مش هيقوم تانى .. ربنا يخيب ظنى .. لكن دا كلام الدكاترة .. نفسى اللى عمل كدا فى ابنى يتقبض عليه .. واللى هو فيه دا ميروحش هدر كإن رصاصة جت فى كلب وانتهى الموضوع.. ربنا يلطف فيه». كانت تلك كلمات سامح العربى، والد الطفل "يوسف" تلميذ الصف الثانى الإعدادى، البالغ من العمر 13 سنة و5 أشهر، وأصيب بطلق نارى فى ظروف غامضة بميدان الحصرى بمدينة 6 أكتوبر، قرابة الساعة العاشرة والنصف مساء يوم الخميس الماضى، خلال تناوله الطعام أمام محل مأكولات شهير بالميدان رفقة 3 من أصدقائه، إذ سقط الطفل على الأرض فجأة وسقط ما بيده من طعام وعبوة مياه غازية، اعتقد معها رفاقه فى الصف أنه تعرض لإغمائه، فطلبوا معونة الكبار "الحقنا يا عمو يوسف وقع أغمى عليه" ليبادر عاملى توصيل طلبات "ديلفيرى" بنقله إلى مستشفى 6 أكتوبر الجامعى، الملاصقة للمكان، ليتضح فى المستشفى أن قلب "يوسف" توقف، وأنه مصاب برصاصة فى المخ، جراء جريمة مجهول لم يره أحد. ويقول والد "يوسف" ل "التحرير" من استراحة المستشفى: "ابنى بين الحياة والموت، ونسبة الوعى 3%، الأطباء وضعوا فترة 48 ساعة، يأملون خلالها أن ترتفع نسبة الوعى قليلًا ليحددوا وجود إمكانية للتحسن من عدمه، بينما مازالت الرصاصة مستقرة فى النخاع الشكوكى بجزع المخ"، وتترقرق الدموع فى عينيه وهو يقول عن طفله الأكبر: «هو مش إبنى هو أعز أصحابى يعرف عنى وأعرف عنه كل شيء، بقعد جنبه وبكلمه، الدكتور قال لى هو سامعك، وأنا بقرأ له قرآن وبقوله بابا جنبك، قوم يا يوسف.. إجمد يا يوسف»، بينما والدته منهارة تمامًا ولا تقوى على رؤيته لثوان قليلة قبل أن نخرجها من جواره بغرفة الرعاية المركزة. ويشرح والد "يوسف" أن الرصاصة المجهولة، أصابت نجله من أسفل للأعلى واستقرت فى مؤخرة رأسه، وأضاف أنه سأل عن ظروف إصابة يوسف، لكن الجميع أكد أنهم لم يسمعوا صوت طلقات رصاص، لكن لا أحد يستطيع أن يجزم بشيء، فميدان الحصرى كبير ويعج بحركة السيارات، ويكون مكتظ بحركة المارة يوم الخميس، ويحتمل أن يكون تم إطلاق النار دون أن ينتبه أحد. وكشف "الأب" عن أن ابنه ليس الوحيد المصاب بالرصاص فى ميدان الحصرى مساء الخميس، إذ استقبلت مستشفى 6 أكتوبر شابة عشرينية تُدعى "دعاء"، مصابة بخدش مقذوف نارى "شظية" فى ذراعها، لكن إصابتها سطحية، وتم علاجها وسؤالها فى محضر رسمى من قبل الشرطة. واستبعد الأب رواية وجود مشاجرة، تم خلالها إطلاق النيران بما أصاب نجله، قائلًا: "تلك كانت مشاجرة صبية صغار، وليست مشاجرة بلطجية ضخمة بها سلاح وإطلاق نيران، وكانت تلك المشاجرة باكرًا بين السابعة والنصف والثامنة مساءًا، بينما حدثت إصابة نجله الغامضة قرابة الساعة العاشرة والنصف مساءًا. ويستعجب الأب مما حدث لنجله، إذ لم تتوصل الشرطة لشيء، ولا حتى فوارغ طلقات أمام برج المطاعم رقم 3 بميدان الحصرى المعروف باسم مبنى "الأمريكيين"، ولا فوارغ بنطاق العقار رقم 4 الذى حدثت أمامه إصابة الشابة دعاء، وتساءل مستنكرًا: "المفروض ننزل إحنا ندور مين أطلق الرصاص على أولادنا، ولا هنستنى لما يقع يوسف تانى ونلاقيه مضروب بالرصاص فى دماغه، النهاردة طفل وشابة وبكره عجوز وبعده أم، طول ما السلاح فى ايد ناس مش معروفين"، ويتابع: "أنا تعبت مش قادر أفكر، إحنا ملناش عداوات أبدًا نفسي أعرف لأبنى قاتل واتهمه لكن للأسف مش مستوعب حتى ليه حاجة كدا تحصل مع طفل زى إبنى .. خلاص بقى نقفل علينا بيوتنا ونقعد فيها مرعوبين ننزل الشارع لحين نضرب بالرصاص إحنا كمان ولا إيه الحل؟". ويواصل الأب تعجبه: "بين القسم ومكان الواقعة كيلو متر واحد، والفاعل والطلقات والفوارغ ولا حس ولا خبر، كأن حد مشى بسلاح ضرب طلقة فى الأرض، ردت فى دماغ كلب، وسابه ومشى.. إبنى بنى آدم من لحم ودم، ولسة بعد 3 أيام مجابوش اللى ضربه بالرصاص فى رأسه بقلب الشارع". شهود العيان يروون إفادتهم ويمتلىء شارع المحور المركزى أمام ميدان الحصرى، بالمحلات التجارية للمأكولات والعصائر والتسالى، حركة الشباب والجميع تملًا المكان، وجميع العمال سمعوا عن واقعة إصابة الطفل يوسف بطلق نارى من مجهول فى ظروف غامضة، والجميع يؤكد عدم سماع صوت الرصاص، حتى أن بعضهم تطوع وأكد أن الطلقة خرجت من سلاح به كاتم للصوت. ويؤكد مدير محمصة "أبو برين" بالمكان، أنه كان فاتحًا المحمصة حتى الساعة الواحدة صباح يوم الخميس، لكنه لم ير شيء، وسمع فيما بعد أن طفلًا أصيب برصاصة فى الرأس، لكن أحدًا لم ير القاتل، والمشاجرة التى يتحدث عنها الجميع كان خلاف صبية، ربما بسبب معاكسة فتاة أو ما شابه، لكنها كانت فى وقت مبكر، ولم يكن بها تعدى أو جلبة كبيرة، وإنما خلاف بين طلبة ربما إعدادى أو ثانوى مروا بالمكان واختفى الأمر قرابة الساعة الثامنة، فيما علم أن إصابة "يوسف" كانت فى وقت لاحق. وذات الحديث أكده عمال مطاعم المأكولات ومحل أجهزة اتصالات بالعقار التجارى الذى وقع أمامه الحادث، لكن أحدًا لم ير ما حدث بعينه، لكن الجميع أكد نزول رجال المباحث للمكان أكثر من مرة، وأخذ شهادة الجميع، والتحفظ على صور البطاقات الشخصية لعمال بالمكان، علاوة على مداهمة شقق سكنية للعمال والطلبة بالمكان، وتفتيشها بحثًا عن سلاح أو فوارغ طلقات، لكنهم لم يعثروا على شيء، ومن ثم لم يقبضوا على أحد، وإنما أخذوا إفادة البعض فى قسم الشرطة ثم تركوهم لعدم وجود خيط قوى بالموضوع. والتقينا عبده عبد الرحمن على، حارس العقار رقم 3 بالميدان، والذى وقعت أمامه إصابة يوسق بطلق نارى، وأشار إلى مكان سقوط الطفل متأثرًا بالرصاصة فى رأسه، موضحًا أنه تم سؤاله فى قسم الشرطة وسمح الضباط بمغادرته قرابة الساعة الثانية صباحًا بعدما سألوه جميع الأسئلة التى تخطر فى بالهم. ويقول حارس العقار، إنه كالجميع لم يشاهد الحادث، فقد كان فى مسكنه، وتلقى اتصالا يطلبون منه فيه الحضور للعقار، لوجود إطلاق نيران وإصابة طفل أمام المبنى، ولما قدم علم بأن رصاصة استقرت فى رأس الطفل، وتم نقله إلى المستشفى فى حالة خطيرة، وعلم أن الطفل كان يشترى مأكولات وسقط بين 3 من زملائه فجأة ولم يسمع أحد صوت الطلقة التى أصابته لكنهم علموا بعد نقله للمستشفى بطبيعة إصابته. وأكد لنا "عبده" على إصابة فتاة بالناحية الأخرى عند العقار رقم 4، وأشار إلى مكان إصابتها خلال جلوسها على كافيه يضع كراسى أمام العقار، لكن إصابتها لم تكن خطيرة مثل "يوسف" ربنا ينجيه مفيش حاجة بعيد عنه –حد قول عم عبده. ويؤكد حارس العقار، على أن الشرطة وجدت الشقق آمنة وليس بها خارجين عن القانون أو حائزى ممنوعات، بينما أشار إلى وجود دور أيتام بالمنطقة، يسيطر عليها بلطجية، كانوا بها ويفترض أنهم استقلوا عنها، لكنهم يتمسكون بالإقامة فيها، ويحملون السلاح ويفتعلون أعمال بلطجة ومشكلات عديدة، وقال: "من وقت للتانى بيتشاجروا وبيعملوا كوارث وبعضهم معه سلاح يستخدمونه أحيانًا، لكن رغم ذلك لا يعلم إن كان أحدهم وراء إطلاق الرصاصة التى أصابت يوسف من عدمه".