لازالت الصحف العالمية تسلط الضوء على فوز إيمانويل ماكرون برئاسة فرنسا، مشيرة إلى ما يمكن أن يحدثه ذلك من تغييرات داخل القارة الأوروبية. حيث اعتبرت صحيفة "الجارديان"، أن هذا الفوز يعد تغييرا سياسيا في أوروبا، حيث قالت إن فرنسا تشكل في هذا التغيير رمزا تاريخيا للرغبة في ظهور وجوه جديدة ومنابر جديدة في الساحة السياسية، لأن المنظومة القديمة الموروثة عن فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية أصبحت بالية لا تفي بالغرض الآن. وأضافت "الجارديان" أن انتخاب ماكرون، سمح بظهور تيار سياسي جديد في الساحة الفرنسية، وهناك توقعات بحصول تحولات مماثلة في بلدان أوروبية أخرى، وهو أمر طبيعي ناتج عن تفتت القناعات التقليدية في اليمين واليسار. ترامب وماكرون فيما قارنت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، بين ظروف انتخاب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، والرئيس الفرنسي المنتخب، إيمانول ماكرون. حيث قالت إن وجه الشبه بين ترامب وماكرون يكمن في أن كلا منهما جاء من خارج المنظومة السياسية التقليدية في بلاده، وقلبها رأسا على عقب، وكما واجه ترامب تحديات الواقع، سيواجه ماكرون واقع الانقسام الذي حصل في المجتمع الفرنسي. مرشحو ماكرون في جانب آخر، اختارت الصحف الفرنسية التركيز على التغييرات الحكومية التي ستصاحب مجيء الرئيس الجديد، فعلي غلاف صحيفة "لوبرزيان" جاء السؤال كالتالي: "من هم مرشحو ماكرون؟". وذكرت الصحيفة، أن اللائحة تضم 428 مرشحا، أكثر من نصفهم دون أي خبرة سياسية، والنواب السابقون من بينهم لا يتعدون 5%. وجوه جديدة أما صحيفة "ليبراسيون"، فقد طرحت سؤالا أخر بقولها: هل تكفي الوجوه الجديدة لتجديد الأداء السياسي؟ وكيف لهؤلاء المبتدئين أن يصمدوا أمام منافسيهم من محترفي السياسة من نواب اليمين واليسار؟ و أضافت أن"تجربة ما بات يسمى بالمجتمع المدني لم تأت دائما بثمارها خلال العقدين الأخيرين"، لافتة إلى مخاطر رضوخ نواب حركة "إلى الأمام" الكامل لشخص يدينون له بكل شيء هو إيمانويل ماكرون.