عندما فاز بيل كلينتون في الانتخابات الرئاسية، لم يكن فوزه ساحقًا، بل جاء بنسبة 43% من الأصوات، في سباق ثلاثي الأطراف مع جورج بوش الأب وروس بيروت. وكان مجلسا النواب والشيوخ في ذلك الوقت ديمقراطيين، ولكن لم يمر وقتٌ طويل قبل أن يجد نفسه محاطًا بالانقسامات الداخلية والمعارضة من قِبل الجمهوريين، وكان بطيئًا في ملء مناصب إدارته وتجادل كبار مساعديه دائمًا حول كيفية إدارة البيت الأبيض. وعندما وصل بيل كلينتون إلى يومه المئة - وهي الفترة التي استخدمتها الصحافة ووسائل الإعلام في الحكم على الرؤساء منذ فرانكلين روزفلت - كانت تقييمات كلينتون قاسية للغاية، لدرجة أنّ مدير ميزانيته ليون بانيتا، حذّره من أنّه "يجب أن يختار بعناية المعارك التي يريد التدخُّل فيها". كل هذا قد يبدو مُشابهًا لوضع الرئيس دونالد ترامب، الذي يعاني من نفس الأزمات التي واجهها كلينتون في أول 100 يوم له، بحسب موقع NBC News الأمريكي. ويقول جوناثان ألتر، الصحفيّ المخضرم بمحطة MSNBC ومؤلف كتاب "اللحظة الفارقة: أول 100 يوم في حياة فرانكلين روزفلت وانتصار الأمل": "أول 100 يوم في رئاسة ترامب، هي أسوأ 100 يوم لأي رئيس أمريكي، وأقلها نجاحًا منذ أنّ تم اتّخاذها مقياسًا في 1933". وفي محاولةٍ لتقييم رئاسة ترامب، أجرى الموقع لقاءات وحوارات مع مؤرخين، ونشطاء سياسيين، ومسؤولين سابقين بالبيت الأبيض من كلا الحزبين الكبيرين. لا إنجاز وفي الحالة التي نواجهها الآن، لم يحرز ترامب أي تقدُّم بشأن التشريعات الرئيسية، وهو تطور مثير للقلق بشكل خاص بالنسبة للبيت الأبيض مع سيطرة موحدة للحكومة، وكان الشيء المميز هو محاولته تمرير "ترامب كير" بدلًا من أوباما كير الذي تمّ رفضه، وبدلًا من أن يعالج الخطأ، قام بتمرير عدّة أوامر تنفيذية واختيار نيل جورساتش في المحكمة العليا لتوحيد حزبه. ولكن ما زالت سياسات ترامب الخارجية غير مُحددة المعالم حتى الآن، على الرغم من قيامه بشنّ هجوم جوي ضد سوريا مؤخرًا. استطلاعات الرأي تُظهر أرقامًا منخفضة للغاية للأشخاص الموافقين على الرئيس، وتحوم غالبًا حول ال40%، وقام ترامب بجمع الجمهوريين حوله، ولكنّه لم يظهر أي علامات للفوز خارج نطاق مؤيديه، والتزم ترامب بوعود حملته الانتخابية في بعض النقاط، وهجرهم في البعض الآخر ليثير التساؤلات حول رؤيته السياسية. الفوضى ويرى النقاد أنّ البيت الأبيض فوضويّ للغاية، وبدون خطة واضحة للحكم أو الكفاءة اللازمة المطلوبة لتنفيذ خطة من الأساس. ويقول ألتر: "أعتقد أنّ ترامب أدى إلى تدهور الرئاسة الأمريكية، وعرّض الولاياتالمتحدة لدرجة أكبر من الخطر أكثر من أي رئيس في العصر الحديث". ولكن يرى مؤيدو ترامب أنّ مثل هذه الأحكام سابقة لأوانها، وغير مستندة على قواعد رئيسية، ويصفون البيت الأبيض بأنّه عمل قيد التنفيذ، تم تنفيذ عدد من الخطوات فيه، والتي يمكن أن تؤدي لنتائج إيجابية في المستقبل. ترامب يجرب ويقول كريس رودي، الرئيس التنفيذي لشبكة Newsmax الإعلامية، وأحد مؤيدي ترامب: "من واقع خبرتي، فإنّ الرئيس يختبر الأشياء عن طريق التجربة والخطأ، بعض الناس يأتون للحكم بخططٍ استراتيجية، ولكن ترامب يحب تجربة الأشياء ومعرفة كيفية عملهم، ويجرب الأشخاص ويرى نتيجة عملهم". المثال الذي تمّ ذكره سابقًا عن بيل كلينتون، يُقدِّم علامات الحذر والاحتياط لترامب؛ لأن البدايات المهتزة يمكن أن تتغير في النهاية، حيث في بداية عصر كلينتون تم رفض قانون الرعاية الصحية الخاص به، وواجهت إدارته فضائح كبرى، وانخفضت أرقام قبول إلى 30%، ولكنه تجاوز تلك العقبات ليتم إعادة انتخابه مرة أخرى، وغادر المكتب البيضاوي كقائد محبوب يُربط اسمه بعصر السلام والازدهار.