الشوارغ فارغة لا تسمع دبيب قدم لمواطن فلسطيني واحد ..الجدران هي وحدها التي تنطق بكلمة واحدة "ماء وملح فقط" في إشارة تضامنية لمعركة الأسرى ضد قمع الاحتلال والذين توقفوا عن تناول وجباتهم مفضلين الاقتراب من الموت بل والموت نفسه عن العيش في إذلال، هذا هو المشهد الأن في فلسطين التي تشهد ضفتها الغربية وقطاعها الغزاوي حدثا قلما يجود به التاريخ، مؤكدا على قلب رجل واحد رفضه للممارسات الصهيونية. وشهدت كافة الوزارات والمؤسسات والمدارس الحكومية في قطاع غزة والضفة الغربية إضراباً عن العمل لمدة يوم واحد، دعماً للمعتقلين الفلسطينيين المضربين عن الطعام؛ وكانت اللجنة الوطنية لإسناد إضراب المعتقلين دعت في بيان صحفي لها في وقت سابق، إلى الإضراب الشامل اليوم، دعماً للمعتقلين المُضربين، وفي رام الله، أغلق شبان مداخل المدينة بالحجارة وإطارات المركبات، ومنعوا حؤكة المرور، فيما أغلقت المحال التجارية أبوابها. وأعلنت نقابة النقل والمواصلات عن تعليق عملها اليوم، دعماً للمضربين، فيما أعلنت السلطة عن إغلاق البنوك العاملة في فلسطين لذات السبب، كما أُغلقت المدارس بقرار من وزارة التربية والتعليم في حكومة الحمد لله، وفي مدينتي الخليل وبيت لحم -جنوبي الضفة- عمَّ الاضراب العام كافة مناحي الحياة، وسط دعوات للتوجه بمسيرات تنطلق من مراكز المدن والبلدات باتجاه نقاط الاحتكاك. ودعت فصائل فلسطينية، للمشاركة في مسيرة تنطلق من وسط مدينة نابلس، لتجوب عدة شوارع، تضامناً مع المضربين، وسط شلل كافة مناحي الحياة،. كما عم الإضراب الشامل أنحاء شرق القدسالمحتلة، وأغلقت المحال التجارية أبوابها خاصة في مركز المدينة الذي يشمل شوارع صلاح الدين والسلطان سليمان والزهراء والبلدة القديمة في المدينة، كما أُغلقت المدارس ، باستثناء تلك التابعة لبلدية الاحتلال الإسرائيلي في القدس، أبوابها. أما في قطاع غزة، فقد أغلقت الوزارات والمؤسسات والمدراس الحكومية أبوابها، اليوم، استجابةً للدعوة التضامنية مع المعتقلين في سجون الاحتلال، وقال المكتب الإعلامي الحكومي إن "اللجنة الإدارية الحكومية" وجّهت دعوة لتلبية الإضراب الشامل، الذي دعت إليه اللجنة الوطنية، معلنة إضراباً عاماً يشمل كافة المؤسسات الحكومية والتجارية في قطاع غزة. ويخوض مئات المعتقلين الفلسطينيين منذ 17 إبريل الجاري، إضراباً مفتوحاً عن الطعام، للمطالبة بتحسين ظروف حياتهم في سجون الاحتلال، ويقود الإضراب، مروان البرغوثي، عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، المعتقل منذ 2002، وتعتقل دولة الاحتلال الإسرائيلي نحو 6500 فلسطيني، بينهم 57 امرأة و300 طفل، في 24 سجناً ومركز توقيف، بحسب بيانات رسمية فلسطينية. من جانبه أعلن وزير الصحة الفلسطيني جواد عواد أن "الطواقم الطبية في كافة المشافي الحكومية على أتم الاستعداد والجاهزية تحسباً لأي طارئ"، مؤكدا على رفع مستوى جاهزية أقسام الطوارئ في مستشفيات الوزارة. وأضاف الوزير في بيان صحفي:" نعيش اليوم وكل يوم حالة من التضامن والمساندة لأسرنا البواسل في سجون الإحتلال، وهم يدخلون في يومهم ال 11 من الإضراب المفتوح عن الطعام، ونبذل كل مانستطيع من أجل دعم صمودهم ونضالهم في تحقيق مطالبهم العادلة"، مشددا على أن الطواقم الطبية تعمل ليلا نهار في كافة المشافي الحكومية على توفير العلاج للمواطنين والمرضى والجرحى متمنيا السلامة لكل أبناء الشعب. وبدوره قال عيسى قراقع -رئيس هيئة شؤون الاسرى والمحررين- إن "الاضراب الشامل في الضفة الغربية وقطاع غزة تضامنا مع الاسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال هو تعبير صارخ وعال من الشعب الفلسطيني عن تعطشه للحرية وإنهاء الاحتلال عن حياة الشعب الفلسطيني". ولفت إلى أن "الشعب الفلسطيني يتوحدّ بقوة وصلابة في كل اماكن تواجده خلف معركة الاسرى المستمرة من أجل كرمتهم وإنسانيتهم، وان في هبته الجماهيرية ووقوف كل فئات الشعب الفلسطيني وقيادته وقواه لمناصرة الاسرى والتنديد بكل الجرائم المنظمة ولإرهاب الدولة الاسرائيلي الرسمي بحق اسرانا في السجون، يضعها كقضية نضالية وقضية حرية وقضية إنسانية على أجندة العالم». وحذر "قراقع" من التعرض بمكروه للأسرى المضربين موضحا انه حينها «الانفجار سيعم المنطقة ولن يتوقف، وخاصة ان الاسرى دخلوا دائرة الخطر الشديد وبدأت أعداد منهم تنقل الى المستشفيات وأصيب بعضهم نزيف دموي». وأكدّ أن: «الأسرى مستمرون في الاضراب حتى الحرية والشهادة، ولن يتوقفوا حتى ينالوا مطالبهم الانسانية العادلة والمشروعة وأن الشعب الفلسطيني يعتبر معركة الأسرى هي معركته، بل معركة كل إنسان حرّ وكل من يناضل ضد الظلم والعنصرية والاستعباد». ونقل المركز الفلسطيني للإعلام عن أبو سائد قمحية -صاحب محل تجاري- قوله إن "إغلاق المحال التجارية لهذا اليوم وإضرابها، ما هي إلا خطوة خجولة وبسيطة جدا إذا ما قورنت مع حجم التضحيات والعذابات التي يتكبدها الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني"، متسائلا "هؤلاء الأسرى قدموا زهرة شبابهم وسنين عمرهم من أجل كرامتنا، فألا يجدر بنا أن نغلق أبوابنا وحتى أفواهنا عن الطعام لهذا اليوم فقط تضامنا معهم؟!". ونقل عن الطالب الجامعي الفلسطيني خليل أبو كشك قوله إن "فكرة الإضراب اليوم تكمن رمزيتها وقوتها بالرسائل المتعددة التي تحملها، فهي أولا تؤكد بأن الأسرى ليسوا وحدهم، وأن الشارع الفلسطيني بمجمله مع تضحياتهم ومطالبهم، كما أنه فرصة ووسيلة للفت أنظار الجميع إلى هذه القضية العادلة والحساسة". وأضاف: "حتى أطفالنا وشبابنا من خلال هذا الإضراب أدركوا بأن هناك قضية منسية تحتاج إلى مزيد من التعاطف والتضامن والتكاتف، كون هؤلاء الأسرى هم من دافعوا عن كرامة الجميع، وواجهوا المحتل، ومن أمضوا أعمارهم في سجون الاحتلال؛ بينما نحن ننعم بدفء المنازل وما لذ وطاب من الأطعمة والأشربة، فيما هم يتخذون من الماء والملح سبيلا للإبقاء على أنفسهم أحياء كسلاح وحيد لمواجهة المحتل وتفكيره الإجرامي".