الجيش المصري يؤمِّن أكبر قداس بحضور ٢٥ ألف مصلٍّ خلية عمل من الهيئة الهندسية في استاد ٣٠ يونيو العذراء مريم ورحلتها المقدسة تضيء السماء.. وعلم مصر بلوجو الفاتيكان شاشات عملاقة والطائرات تنقل الحدث على الهواء هل هي رسالة سلام فقط التي تحملها زيارة البابا فرانسيس لمصر في هذا التوقيت؟ "بابا روما يصلي في مصر من أجل السلام في العالم"، هكذا أطلق الفاتيكان رسالته إلى المصريين قبل أيام من وصول البابا فرانسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية ورئيس دولة الفاتيكان، السبت، لإقامة قداس إلهي يدعو فيه لمصر والعالم بالسلام. لكن إصرار البابا على إتمام زيارته بعد تفجيرات الكنيستين في طنطا والإسكندرية، وما حملته التفجيرات من تهديدات حول الزيارة وضعت علامات تساؤل يلونها التحدي، الذي جعل للزيارة عناوين أخرى، أبرزها وعلى رأسها: "البابا يصلي والعالم يراقب القاهرة". هذا التحدي كان مرحبًا به من رجال القوات المسلحة أبطال مصر في كل تحدٍّ، ولكن هذا التحدي بطعم خاص لأنه بمذاق تحدي حربهم على الإرهاب في سيناء.. تحدي كسر إرادة المصريين في العيش في أمن كما اختاروا، لا كما يريد غيرهم. وقَبِلَ أبطال مصر التحدي وأعلنوا تنظيم القداس الإلهي لبابا الفاتيكان وبشكل غير مسبوق. برنامج الزيارة يضم كذلك استضافة الأزهر الشريف حوار الحكماء بين الشرق والغرب، الذي يمثل مع الزيارة التاريخية لقداسة البابا رسالة تضامن وتلاحم وسلام لكل الإنسانية خصوصا في ظل التحديات الكبيرة التي تواجهها من التشدد والإرهاب والصراعات الطائفية والحروب التي استهدفت الأبرياء، وخلَّفت العديد من الضحايا والمصابين في العديد من دول العالم. الحدث ضخم إذن لحجم الضيف القادم وحجم القداس، ولكن حجم التحدي أكبر، لأنه بحجم ما تستطيعه مصر وهي قادرة إن شاء الله بعون أبطالها وأبنائها. القوات المسلحة وأجهزتها المختلفة تشرف على تنظيم وتأمين أكبر قداس إلهي تشهده مصر وربما في العالم، ويترأسه البابا فرانسيس، الذي يقام بالقرية الأوليمبية للدفاع الجوي بمشاركة الطوائف الست الكاثوليك في مصر، وبحضور ٢٥ ألفا من الأقباط من كل محافظات الجمهورية.. بينما ينقل الحدث التاريخي جميع القنوات العالمية والإقليمية والمحلية. منطقة الحدث تحولت إلى خلية عمل لا تتوقف ليلا ونهارا بالتعاون مع العناصر المشرفة على التنظيم من الكنيسة الكاثوليكية والقوات المسلحة وعدد من أجهزة الدولة لاستقبال الحدث التاريخي، الذي يعكس مكانة مصر كنموذج فريد للتعايش والتلاحم والوحدة الوطنية بين شعوب الإنسانية. وبتوجيهات من القيادة العامة للقوات المسلحة سخرت إدارة الشئون المعنوية كل الإمكانات الإدارية والفنية والتقنية لنجاح التنظيم لهذا الحدث التاريخي، واستخدام أحدث تقنيات الصوت والتصوير لنقل القداس والمراسم المصاحبة له. إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة بالتعاون مع الكنيسة الكاثوليكية قامت بتجهيز فيلمين تسجيليين لعرضهما بمختلف المحطات الفضائية والمحلية، الأول عن حياة البابا فرانسيس منذ النشأة وحتى توليه رئاسة الفاتيكان، والثاني عن الكنائس التى تضررت من العمليات الإرهابية السابقة، والتي قامت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بترميمها ورفع كفاءتها وتطويرها. داخل استاد 30 يونيو حيث تجري الاستعدادات علي قدم وساق تم تغطية أرضية الاستاد بالكامل بشرائح بلاستيكية، والسجاد ومقاعد المصلين، وتجهيز ٣ منصات رئيسية على أرضية الاستاد، وتخصيص واحد منها للهيكل المقدس "المذبح"، الذي يقيم فيه بابا الفاتيكان صلاة القداس. كما تم وضع شاشات عرض عملاقة فى جميع أرجاء الاستاد لمشاهدة بابا الفاتيكان منذ اللحظة الأولى لوصوله.. ويتم تصويره من الجو ونقله على شاشات العرض، كما فى الأحداث الرسمية الهامة. وتشمل المراسم المصاحبة للقداس فقرات كورال وترانيم خاصة لبابا الفاتيكان وإذاعة عدد من الأغاني الوطنية، ويتم توزيع ٢٥ ألف علم به خلفية مصر والفاتيكان.. كما سيتم توزيع "كاب" على المشاركين فى الصلاة حفاظا عليهم من حرارة الشمس وزجاجات المياه. صورتان ضخمتان للسيدة العذراء وأخرى للعائلة المقدسة تحملهما ٢٠٠٠ بالونة سيتم إطلاقها فى سماء الاستاد، احتفالا بوصول بابا الفاتيكان.. بينما تمتد المظاهر الاحتفالية بالتزامن مع القداس إلى عدد من المزارات السياحية بجميع محافظات مصر. ووفقاً للأنبا عمانوئيل عياد، رئيس اللجنة المنسقة لزيارة بابا الفاتيكان فى مصر، فإن اختيار هذا الشعار الخاص بزيارة بابا الفاتيكان لمصر "بابا السلام فى مصر السلام" يعكس رسائل عديدة، أبرزها أن مصر بلد السلام والأمن والأمان والاستقرار، بالإضافة إلى الرسائل السياسية والترويج للسياحة، خاصة أن البابا فرانسيس يعتبر أن الأراضي المصرية مقدسة لاستقرار العائلة المقدسة بمصر. وأشار إلى إتاحة الفرصة ل٢٥ ألف قبطي لحضور صلاة القداس الإلهي، من مختلف الطوائف الكاثوليكية الست، وتأمينهم منذ لحظة اللحظة الأولى، وحتى عودتهم لمنازلهم، فيما يعد رسالة سلام وأمان حقيقية.