تشهد العلاقات بين المملكة الهاشمية الأردنية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، مؤخرًا اضطرابات حادة بسبب تنظيم "داعش" الإرهابي، حيث بدأت القصة بانتقاد بهرام قاسمي المتحدث باسم خارجية طهران، تصريحات العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والتي أدلى بها خلال زيارته الأخيرة للولايات المتحدة، متهمًا فيها إيران بمساعدة الإرهاب في المنطقة. وكان "قاسمي" وصف تصريحات عبد الله لصحيفة واشنطن بوست، بأنها "سخيفة وغير مدروسة"، مضيفًا "يبدو أن ملك الأردن وقع في خطأ استراتيجي وأساسي في تعريف الإرهاب، والعبارات التي استخدمها في تصريحاته تشير بوضوح إلى جهله ونظرته السطحية تجاه تطورات المنطقة"، وفقا لما نقلته عنه وكالة فارس الإيرانية. وأشار إلى أنه من الصواب، أن يلقي - ملك الأردن- في البداية نظرة بسيطة على الاحصائيات الرسمية الصادرة حول الإرهابيين الأردنيين الذين انضموا إلى "داعش" وسائر الجماعات الدموية والجاهلة، ومن ثم يبدي وجهة نظره حول إيران". الأمر الذي دفع الخارجية الأردنية إلى استدعاء، مجتبى فردوسي بور السفير الإيرانيبعمان، وأبلغته احتجاجها على ما وصفته بتصريحات "قاسمي" المرفوضة والمدانة بحق المملكة وقيادتها، كما قالت الوزارة عبر حسابها بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر": إن "الانتقادات تعكس محاولة فاشلة لتشويه الدور المحوري الذي تقوم بها المملكة في تحقيق الأمن والاستقرار الإقليميين ومحاربة الاٍرهاب والتصدي لمحاولات بث الفتنة ورفض المتاجرة بالقضايا العربية وبمعاناة الشعوب العربية". وشددت "الوزارة" "على ضرورة التزام إيران بعلاقة حسن الجوار مع الدول العربية وعدم التدخل في شؤونها واحترام المواثيق والأعراف الدولية في تصرفاتها وتوجهاتها إزاء الدول العربية". توتر دبلوماسي وفي هذا الإطار دخل فايز الربيع السفير والدبلوماسي الأردني الأسبق على خط الهجوم، حيث قال في تصريحات إعلامية: "هذا التوتر الدبلوماسي بين البلدين لن يمر بشكل عابر دون حدوث تداعيات مستقبلية، وذلك لوجود تقاطع في المصالح والاتجاهات والممارسات العملية بين البلدين - لاسيما في ظل التطورات والأحداث الإقليمية الجديدة وانقسام المواقف تجاه الأحداث في عدة ملفات على رأسها (موقف عمانوطهران المختلف تمامًا من الأزمة السورية، وزيارة الملك عبدالله الثاني الأخيرة لواشنطن وتأييد الأردن للضربة الأمريكية الأخيرة في سوريا وترؤسه للقمة العربية التي حذرت طهران في بيانها الختامي من استمرار التدخل في شؤون الدول العربية). حرب إعلامية لم يتوقف التوتر بين عمانوطهران على الصعيد الدبلوماسي فقط، بل انتقلت شرارته إلى حلبة الإعلام، حيث شنت صحيفة "وطن آمروز" الإيرانية هجومًا عنيفًا على الملك عبد الله الثاني، حيث وصفت الأخير بأنه "ملك الدواعش"، و"الملك القزم" كما اتهمته بافتتاح معسكرات تدريب للتنظيم الإرهابي في المملكة الهاشمية. وقالت "الصحيفة": إن "عبد الله الثاني الإنجليزي الأصل اجتمع مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وتوقع في مقابلة مع صحيفة (واشنطن بوست) خروج الرقة من يد "داعش"، وانتهاء الإرهاب في سوريا والعراق، لكن المشكلة الوحيدة المتبقية من وجهة نظره هي وجود المسلحين الموالين لإيران وتقدمهم صوب الحدود الشمالية للأردن انطلاقًا من الأراضي السورية"، مضيفة أن الأردن أبدى استعدادًا للتنسيق مع أمريكا وبريطانيا لمواجهة القوات الإيرانية. وأوضحت "الصحيفة" أن مشروع احتلال سوريا تم إعداده من قبل أمريكا وبريطانيا وحلفائهما العرب بحجة قتال "داعش"، مشيرة إلى أن ترويج ملك عبدالله لخطورة التنظيم الإرهابي على الحدود الأردنية ليس بالأمر الجديد"، و وصفت عمان ب"البيت الأول لداعش" وأن الاسم الثاني للملك هو "الداعشي"، بحسب تعبيرها. ورأت "وطن آمروز" أن الاشتباكات التي حصلت في مدينة الكرك جنوبالأردن حين هاجم عناصر من تنظيم داعش قلعة الكرك التاريخية، وقتلوا عددًا من أفراد الأمن والسياح، ماهي إلا "دعاية أردنية ترويجية للاستفادة من خطر داعش على حدود الأردن"، زاعمة أن الكونجرس الأمريكي أصدر تقريرًا يتهم الأردن بتقديم تدريبات عسكرية لعناصر داعش على أراضيه. كما انتقلت الحرب بين المملكة الهاشمية والجمهورية الإيرانية إلى ساحة أخرى بعيدة عن السياسة، ألا وهي الرياضة، حيث اعتذر اتحاد كرة القدم الأردني عن تنظيم مباراة ودية أواخر شهر مايو المقبل في طهران، في إطار الاستعداد للاستحقاقات الآسيوية القادمة. ووفقًا لوكالة الأنباء الأردنية "بترا"، فقد أرسل أسامة طلال - مدير المنتخب الأردني، اعتذارًا لنظيره الإيراني مساء أمس الاثنين، عن المباراة المقترح تنظيمها في أواخر شهر مايو المقبل، مبررًا بأن "موعد اللقاء إلى جانب طلب إقامته في طهران قوبل بالرفض من قبل السلطات الأردنية".