الأردن يرد على انتقادات طهران للملك باستدعاء السفير الإيرانى

استدعت وزارة الخارجية الأردنية سفير طهران لدى عمان، وأبلغته احتجاجا «شديد اللهجة» على انتقادات إيران لتصريحات العاهل الأردنى، الملك عبد الله الثانى، خلال زيارته لواشنطن، ووصفها تلك التصريحات بأنها «سخيفة».
وقالت الوزارة، فى بيان، مساء الأحد، إنها استدعت سفير إيران فى عمان مجتبى فردوسى بور، وأبلغته «احتجاجا شديد اللهجة على تصريحات مرفوضة ومدانة للناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية بحق المملكة وقيادتها».
وأضافت أن تلك التصريحات «محاولة فاشلة لتشويه الدور المحورى الذى تقوم به المملكة فى تحقيق الأمن والاستقرار الإقليميين ومحاربة الإرهاب وضلاليته والتصدى لمحاولة بث الفتنة ورفض المتاجرة بالقضايا العربية».
وحضت الوزارة إيران على «التزام علاقة حسن الجوار مع الدول العربية، وعدم التدخل فى شؤونها، واحترام المواثيق والأعراف الدولية فى تصرفاتها وتوجهاتها إزاء تلك الدول».
وكانت وكالة «فارس»، الإيرانية، نقلت عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمى، وصفه تصريحات الملك عبد الله لصحيفة «واشنطن بوست»، الأمريكية، بأنها «سخيفة وغير مدروسة». وقال قاسمى «يبدو أن ملك الأردن وقع فى خطأ استراتيجى وأساسى فى تعريف الإرهاب والعبارات التى استخدمها فى تصريحاته تشير ببساطة إلى جهله ونظرته السطحية تجاه تطورات المنطقة».
وأضاف: «من الصواب له أن يلقى فى البداية نظرة بسيطة على الإحصائيات الرسمية الصادرة حول الإرهابيين الأردنيين الذين انضموا إلى «داعش»، وسائر الجماعات الدموية والجاهلة، ومن ثم يبدى وجهة نظره حول إيران».
وتفيد تقارير أمريكية نشرت مؤخرا بأن نحو 4 آلاف أردنى انضموا إلى تنظيم «داعش» فى سوريا والعراق منذ عام 2011.
وأوضح قاسمى: «لا شك أن جانبا مهما من الأوضاع الراهنة فى المنطقة هو نتيجة للرؤى الخاطئة لسياسيى بعض الدول تجاه العمليات السياسية واتخاذ سياسات تخريبية وخاطئة يمكنها فى النهاية جر المنطقة كلها للمزيد من زعزعة الأمن والاستقرار».
وأضاف: «من أجل دعم الأمن والاستقرار والوحدة فى المنطقة، فمن الأفضل لملك الأردن أن يخصص القليل من وقته لدراسة منطق وتاريخ وجغرافيا المنطقة».
وكان عاهل الأردن أكد أن «هناك مشاكل استراتيجية لإيران فى علاقتها بالمنطقة»، محذرا من أن «هناك محاولة لإيجاد تواصل جغرافى بين إيران والعراق وسوريا وحزب الله فى لبنان». وأضاف فى مقابلة مع صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية: «ناقشت ذلك مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، وهو يدرك جيداً نوايا إيران الاستراتيجية بأن يكون لها نفوذ هناك».
وحذر العاهل الأردنى من أن «الحرس الثورى الإيرانى على بعد 70 كيلومترا تقريبا فى جنوب سوريا، وهذه الأخبار غير جيدة بالنسبة لنا». وأكد «كنا فى غاية الوضوح مع روسيا، بأن مجىء لاعبين آخرين، من تنظيمات وغيرها، إلى حدودنا لن يتم التهاون معه، وأعتقد أننا وصلنا إلى تفاهم مع روسيا بهذا الخصوص».