نفذت الولاياتالمتحدةالأمريكية، هجومًا باستخدام 59 صاروخًا في وقتٍ مبكر من صباح اليوم الجمعة، على قاعدة جوية في مدينة حمص. وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إنّه أمر بشنّ هذه الضربة العسكرية على قاعدة الشعيرات التي انطلق منها الهجوم على بلدة خان شيخون، وأسفر عن مقتل عشرات المدنيين. تاريخ استعماري ولكن من ينظر للجانب التاريخي، يجد أنّ الولاياتالمتحدة لا تُدافع عن أي دولة ولا تهتم سوى بمصالحها الشخصية فقط، وهذا منذ قديم الأزل، حيث بدأ تكوين ما يُسمى اليوم بالولاياتالمتحدةالأمريكية عبر عملية إبادة جماعية للسكان الأصليين من الهنود الحمر. واعتمد الاحتلال "الأنجلو - ساكسوني" على تدمير كل ما يتعلق بتاريخ هذا المكان لتشييد مجتمعه، فلم يكتفِ بتدمير المنازل والتهجير الجماعي وحرق المحاصيل، بل وصل الأمر إلى قتل ما يقرب من 18 مليون شخص من الهنود الحُمر بالذبح والحروب الجرثومية، ووصف تيودور روزفلت أحد رؤساء أمريكا، تلك المذابح بأنّها كانت عملًا أخلاقيًا ومفيدًا؛ لأن إبادة الأعراق المنحطة حتمية لا مفر منها. وبعد أنّ تم تأسيس الولاياتالمتحدة، حتى ظهرت الميول الاستعمارية لها، وبدأت بدول الجوار في الأمريكتين، ففي عام 1833 تم غزو نيكارجوا وتبعها غزو بيرو عام 1835 لفرض آراء سياسية بالقوة على تلك البلاد، وفي عام 1846 تم شنّ عملية عسكرية كبرى على المكسيك انتهت باحتلال مساحات من الأراضي المكسيكية فيما يطلق عليه اليوم ولايات تكساس وكاليفورنيا ونيو مكسيكوالأمريكية. وفي عام 1855 شنّت عمليتين عسكريتين الأولى استهدفت غزو أروجواي والثانية السيطرة على قناة بنما، وعلى مدار الربع قرن الأخير من القرن ال 19 تم غزو كولومبيا عدة مرات، تلاها هايتي عام 1888، ثم شيلي 1891، ومرة أخرى إعادة اجتياح نيكارجوا عام 1894، ثم اختتم القرن بغزو كوبا على مدار ثلاث سنوات انتهت باستيلاء أمريكا عام 1901 على أراضي جزيرة جوانتانامو التي تضم الآن أشهر معسكر اعتقال في العالم. ثم جاءت بدايات القرن العشرين، بإحكام السيطرة على جزيرة جوانتانامو تلاها مباشرة في نفس العام العديد من العمليات العسكرية في كولومبيا، وفي العام التالي عملية أخرى في هندوراس، وفي عام 1914 قامت قوات المارينز بغزو هايتي والاستيلاء على البنك المركزي لتحصيل ديونها لأمريكا بالقوة، وفي العام التالي تم احتلال هايتي لمدة 19 عام. الحرب العالمية الأولى وفي الحرب العالمية الأولى دخلت أمريكا حليفًا لبريطانيا وفرنسا في حرب إعادة تقسيم المستعمرات في العالم، وفي نفس الوقت قامت بشن حملة عسكرية في عام 1916 على جمهورية الدومينكان لفرض سيطرتها وتعيين حكومة عسكرية استمرت 8 سنوات، بدلًا من الحكومة الثورية التي قامت بإسقاطها، وفي عام 1932 شنّت القوات الأمريكية عمليات عسكرية بهدف غزو السلفادور. القنبلة الذرية وعند نشوب الحرب العالمية الثانية، اشتركت أمريكا في إنهائها بإلقاء قنبلتين ذريتين على كل من هيروشيما وناجازاكي اليابانيتين؛ لتقتل ما يقرب من 200 ألف وتصيب وتشوّه مئات الآلاف من المدنيين، وفي عام 1954 أطاحت أمريكا بحكومة جواتيمالا، وفي عام 1961 فشلت أمريكا في عميلة إنزال لقواتها بكوبا فيما عرف بعملية خليج الخنازير، وفي عام 1967 دعمت المخابرات الأمريكية الحكومة العسكرية في بوليفيا لمحاربة الثوار بزعامة جيفارا. مستنقع فيتنام وفي نهاية الستينات وإلى بداية السبعينيات حاولت أمريكا غزو فيتنام وبالرغم من هزيمتها إلا أنها خلّفت ورائها ما قد يصل إلى ثلاثة ملايين قتيل من الشعب الفيتنامي، وفي عام 1973 ساهمت أمريكا في إنهاء حكم سلفادور إيندي في شيلي ونجاح اليمين في إقامة حكومة ديكتاتورية عسكرية. وفي عام 1982 دخلت أمريكا بقوات عسكرية إلى لبنان؛ لمطاردة عناصر المقاومة الفلسطينية ولدعم إسرائيل في غزوها للبنان تحت ستار قوات حفظ السلام الدولية، واضطرت للانسحاب في عام 1983 بعد قتل 241 جنديا من المارينز في عملية واحدة. وفي عام 1986 غارت الطائرات الأمريكية على الأراضي الليبية بحجة تورط ليبيا في عمل "إرهابي" ضد أمريكا، وأسفرت تلك الغارات عن قتل وإصابة العشرات، وفي عام 1989 تم اجتياح بنما لعزل الديكتاتور نورييجا الذي كانت قد نصّبته للحكم من قبل، وأسفر الغزو عن قتل عشرة آلاف بنمي، وكان الهدف الوحيد من الغزو هو السيطرة على قناة بنما، وفي عام 1992 حصلت أمريكا على تفويض من الأممالمتحدة بقيادة تحالف لاحتلال الصومال الفقير ليتم إبادة عشرة آلاف صومالي، بحجة إعادة الاستقرار إليه بعد حرب أهلية طاحنة. حرب الخليج الثانية وفي عام 1991 دخلت أمريكا على رأس تحالف دولي في حرب مع الجيش العراقي فيما سمي بعملية تحرير الكويت، أسفرت عن إلقاء 880 ألف طن من القنابل، ليتم قتل ما يقرب من 200 ألف عراقي وإصابة ما يزيد على نصف مليون آخرين، علاوة على عشرات الآلاف الذين أصيبوا بالسرطان على إثر ضرب الأراضي العراقية بقنابل اليوارنيوم المخضب، ومن توابع الحرب مع الجيش العراقي ما يلي: - تم ذبح عشرات الآلاف من الجنود العراقيين العُزل، الذين تم إبادتهم "مثل الحشرات" كما صرّح أحد العسكريين الأمريكيين عند نهاية حرب الخليج الثانية. - تم فرض حصار وعقوبات شاملة ضد العراق، وتعرّض نصف مليون طفل عراقي للموت بسببها خلال عقد التسعينات فقط، ومات أكثر من مليون عراقي آخرين. - في عام 1999 أمطرت قوات التحالف الأمريكي - البريطاني، العراق بوابل من القنابل والصواريخ أدى إلى سقوط مئات الضحايا وآلاف المصابين علاوة على تدمير العديد من منشئات البنية الأساسية والمنازل وخسائر جمة في مخازن السلع، وذلك لإجبار صدام على دخول المفتشين الدوليين للعراق. - في حرب الخليج الثالثة، قُتِل 2350 جندي عراقي، 1400 مدني عراقي. وتم أسر 9000 آلاف من الجيش العراقي، وأصيب 5200 من المدنيين العراقيين. - في عام 1994 دخلت القوات الأمريكية على رأس قوات إلى هايتي بدعوى استعادة الديمقراطية، وفي 1994 قرر حلف الناتو بقيادة أمريكا شن هجمات بالطائرات على صربيا، وفي عام 1999 تم التدخل لتصفية الصراع الدموي بين أقاليم يوغسلافيا القديمة، ولإجبار الصرب على الانسحاب من كوسوفو، ونتج عن ذلك قتل الآلاف من المدنيين علاوة على إصابات متعددة بالسرطان، وفي عام 1998 شنت الطائرات الأمريكية هجومًا مكثفًا على أهداف مدنية بالسودان وأفغانستان بحجة تورطهما في عملية تفجير سفارتي أمريكا في تنزانيا وكينيا. غزو أفغانستان وبعد أحداث 11 سبتمبر 2001 قررت أمريكا اجتياح أفغانستان لإسقاط حكم طالبان ومطاردة بن لادن ضمن عملية كبيرة استهدفت القضاء على الإرهاب، ولكن أسفرت عن قتل ما يزيد عن خمسة آلاف شخص وتشريد وتجويع ملايين الأفغان لينتقلوا من وضع سيئ لوضع أكثر سوءًا وبشاعة. ودارت الحرب الأمريكية في أفغانستان، مباشرة بعد انتهاء فترة الحرب الأهلية في أفغانستان 1996–2001، وكان الهدف الرئيسي للغزو هو تدمير تنظيم القاعدة وإنشاء قاعدة عمليات في أفغانستان عن طريق إزالة طالبان من السلطة، ويعتبر هذا النزاع المُسلَّح هو أطول حرب في تاريخ الولاياتالمتحدة. وكانت الحرب، عبارة عن عمليتين عسكريتين على أفغانستان، الهدف منهما السيطرة على الدولة، العملية الأولى: شنّتها الولاياتالمتحدة وسمتها عملية التحرير الدائمة، واشترك فيها دول أخرى. والنطاق الجغرافي لهذه العملية هو الجزء الشرقي والجزء الجنوبي من أفغانستان والحدود الأفغانية مع باكستان، وعدد الجنود من القوات الأمريكية يقارب 28,800 جندي. العملية الثانية: بدأت في ديسمبر 2001، شنتها قوات المساعدة الدولية لإرساء الأمن في أفغانستان اختصارًا (إيساف)، ونطاقها الجغرافي العاصمة الأفغانية كابل والمناطق المحيطة بها، في عام 2003 انضمت قوات إيساف إلى حلف الناتو، بحلول 23 يوليو 2009 كان لقوات إيساف قرابة 64.500 جندي من 42 دولة مختلفة مع إمدادت مستمرة من الناتو مركز قيادة هذه العملية، وكان يبلغ عدد الجنود من الولاياتالمتحدة في قوات إيساف حوالي 29.950. غزو العراق بدأت عملية غزو العراق في 20 مارس 2003، من قِبل قوات الائتلاف بقياده الولاياتالمتحدةالأمريكية، وأطلقت عليه تسمية ائتلاف الراغبين، وكان هذا الائتلاف يختلف اختلافًا كبيرًا عن الائتلاف الذي خاض حرب الخليج الثانية؛ لأنه كان ائتلافًا صعب التشكيل واعتمد على وجود جبهات داخلية في العراق متمثلة في الشيعة في جنوب العراق بزعامة رجال الدين، والأكراد في الشمال بزعامة جلال طالباني ومسعود برزاني، وشكّلت القوات العسكرية الأمريكية والبريطانية نسبة %98 من هذا الائتلاف. ولقد تسببت هذه الحرب بأكبر خسائر بشرية في المدنيين في تاريخ العراق وتاريخ الجيش الأمريكي منذ عدة عقود، وانتهت الحرب رسميًا في 15 ديسمبر 2011، بإنزال العلم الأمريكي في بغداد وغادر آخر جندي أمريكي العراق في 18 ديسمبر 2011، وحسب الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش، ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير فكانت مهمة التحالف "تجريد العراق من أسلحة الدمار الشامل, ووضع حد للدعم الذي يقدمه صدام حسين إلى الإرهاب وتحرير الشعب العراقي". وبلغت الخسائر البشرية في غزو العراق، ما يلي: 90149 مدني عراقي تم إثبات وفاتهم، و47.016 مدني عراقي دون شهادات وفاة، و4000 قتيل من القوات العراقية، و24314 جريح من القوات الأمريكية.