ذكرت صحيفة "تليجراف" البريطانية أن مسؤولين من بريطانيا وفرنسا يعملون على إعداد خطط لإنشاء قوة حفظ سلام محتملة في أوكرانيا، وسط تزايد القلق الأوروبي من احتمال تخلي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن دعم كييف. وخلال اجتماع في لاهاي حضره مدراء سياسيون من وزارات خارجية دول أوروبية، تم الاتفاق على ضرورة "التعامل بواقعية" مع احتمالية انسحاب واشنطن من دورها كوسيط رئيسي مع تراجع فرص التوصل إلى اتفاق سلام بسبب رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الدخول في مفاوضات جدية حتى الآن. وقال أحد المسؤولين الغربيين: "علينا أن نكون واقعيين ونعترف أن الولاياتالمتحدة لن تكون جزءًا من هذا"، في إشارة إلى الأجواء المتشائمة التي خيمت على الاجتماع.. وأضاف دبلوماسي أوروبي أن المحادثات ركزت على كيفية استمرار دعم أوكرانيا، عسكريًا واقتصاديًا، بافتراض أن الدور الأمريكي سيتقلص إلى توفير بعض القدرات. وتأتي هذه التحركات الأوروبية ضمن إطار مبادرة "تحالف الراغبين"، التي اقترحها رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والهادفة إلى نشر قوات أوروبية لدعم أي اتفاق وقف إطلاق نار مستقبلي، وأبدت أكثر من 30 دولة استعدادها للمشاركة، إلا أن عددًا قليلا فقط أبدى استعدادًا لوضع قوات على الأرض داخل أوكرانيا. ولم توافق الإدارة الأمريكية بعد على توريد أي دفعات جديدة من الأسلحة إلى أوكرانيا، رغم استمرار تنفيذ صفقات أقرت خلال فترة حكم الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، بما في ذلك قطع غيار طائرات (F-16). ومن جهته، أوضح المبعوث الخاص لترامب إلى أوكرانيا الجنرال كيث كيلوج أن انضمام أوكرانيا للناتو "ليس مطروحًا على الطاولة"، مضيفًا أن دولًا أخرى في الحلف تشاطر واشنطن هذا الموقف. ومن المرتقب أن تُعقد جولة جديدة من محادثات السلام بين روسياوأوكرانيا في إسطنبول الأسبوع المقبل، بحضور مستشار الأمن القومي البريطاني، إلى جانب نظرائه من ألمانيا وفرنسا.. وفي الوقت نفسه، تسعى كييف للحصول على وثيقة رسمية من موسكو توضح بنود المقترح الروسي قبل إرسال وفدها للمشاركة. ومن المقرر أيضًا أن تستضيف بريطانياوألمانيا اجتماعًا لمجموعة الاتصال الدفاعية الخاصة بأوكرانيا، والتي تضم نحو 50 دولة تنسق لتقديم الدعم العسكري لكييف، في وقت تحاول فيه أوروبا التحضير لمرحلة قد يغيب فيها الدعم الأمريكي الفعال.