تزايدت في الآونة الأخيرة العمليات الإرهابية لتنظيم "داعش" المتطرف، حيث أظهر وحشية كبيرة من خلال سلسلة تفجيرات أودت بحياة المئات من المدنيين، كان آخرها تفجير محطة مترو سان بطرسبرج شمال غرب روسيا. و لخصت صحيفة "التليجراف" البريطانية أحداث الهجوم الدموي، الذي وقع أمس، وخلَف 11 قتيلًا و50 مصابًا. ونقلت الصحيفة عن أحد الشهود قولهم: "الناس كانت تنزف وشعورهم محترقة"، مضيفًا "طلب منا الخروج لأن حركة المترو توقف". وتابع "صديقتي كانت في العربة المجاورة للعربة التي حدث بها الانفجار، حيث قالت: إن "المترو بدأ في الرج والاهتزاز، وعندما خرجت وجدت أناس مشوهون". وأوردت الصحيفة الأسئلة الهامة لفهم تسلسل الأحداث: - أين حدث الهجوم؟ قال المكتب الإعلامي لمترو سان بطرسبرج: إن "الانفجار حدث نتيجة جهاز شديد الانفجار"، مضيفًا أن جميع المحطات أغلقت تمامًا بعد الحادث، كما تم إغلاق مطار المدينة أيضًا. ووفقًا لتقارير وسائل الإعلام المحلية، وقع الانفجار بالقرب من محطات سادوفايا وسينايا بلوششاد. وذكرت التقارير الأولية أن هناك انفجارين، بيد أن مصدرًا طارئًا من القوات الروسية اعترض على ذلك في مقابلة مع وسائل الإعلام المحلية. ويعتقد أن جهاز التفجير المصنوع محليًا يعادل 200 جرام من مادة "تي إن تي"، و وضع داخل عربة المترو. - من المسؤول عن الحادث؟ فتحت لجنة التحقيق في روسيا تحقيقًا في الحادث الإرهابي، وأصدرت في البداية أوامر تفتيش لشخصين فيما يتعلق بالهجوم. وفى وقت لاحق من مساء أمس الاثنين، قال المحققون: إنهم "يعتقدون أن الهجوم هو عمل انتحاري، وقيل أن الجاني يشتبه يبلغ من العمر 23 عامًا من دولة في آسيا الوسطى". ونقلت وكالة جازيتا الروسية عن مصدر قريب من التحقيقات، أن السلطات حددت الانتحاري المزعوم من كقيرغيزستان. - شهود عيان: انفجار مدوي ثم دخان ورائحة قوية وقال أحد شهود العيان: "كنا نركب السيارة المجاورة، وكانت في ذلك الوقت مزدحمة جدًا - حيث امتلئت جميع المقاعد وكان العديد من الأشخاص يقفون". "الانفجار حدث بين محطتين حيث سمعنا صوتًا مدويًا تلاه رائحة قوية ودخان، ونحن جميعا انتقلنا إلى الطرف الآخر من العربة، وتزاحم الناس فوق بعضهم وفقدن امرأتان الوعي". وتابع "كل ذلك حدث ولايزال القطار يتحرك.. ولم يتوقف، فخرج الجميع في محطة معهد تينولوجيتشسكوم، و رأينا أن عربة مجاورة قد تحطمت، والنوافذ انفجرت، لا ضوء يوجد والدم يملء المكان". الانفجار عمل إرهابي أكدت السلطات الروسية أن الانفجار عملًا إرهابيًا، مشيرة إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان قريب من موقع الانفجار وقدم تعازيه للضحايا، وقال: إن "المحققين اعتبروه هجومًا إرهابيًا محتملًا، وهناك أسباب عدة وراء الحادث. - هل الهجمات الإرهابية شائعة في روسيا؟ تجدر الإشارة إلى أن روسيا كانت هدفًا لهجمات شنها مسلحون شيشان في السنوات الماضية، وكثيرًا ما هدد قادة المتمردين الشيشان بمزيد من الهجمات. ويعد هجوم يوم الاثنين الأكثر فتكًا خارج القوقاز منذ التفجيرين الانتحاريين واللذان أودى بحياة 32 شخصًا في مدينة فولجوجراد الجنوبية في ديسمبر عام 2013. كما استهدف انتحاريون مترو موسكو عام 2010 عندما أودت بحياة ما لا يقل عن 38 شخصًا، بالإضافة إلى مطار دوموديدوفو الدولي في موسكو عام 2011 وقتل حينها أكثر من 330 شخصا، نصفهم من الأطفال. و في عام 2004 اقتحمت الشرطة مدرسة في جنوبروسيا بعد احتجاز رهائن من قبل المسلحين الإسلاميين. أما عام 2002 لقي 120 رهينة مصرعهم عندما اقتحمت الشرطة مسرح موسكو لإنهاء عملية احتجاز رهائن أخرى.