كانت سوريا دائما حلبة لعمليات إسرائيل الاستخباراتية وأجهزتها السرية منذ بداية الصراع العربي مع الاحتلال ولم يكن تجنيد إيلي كوهين على يد جهاز الموساد والذي وصل لصفوة القيادات السياسية والعسكرية والاجتماعية في دمشق أول عملية من هذا النوع، ومؤخرا كشفت تقارير إعلامية عن محاولة تل أبيب سرقة أسرار الأسلحة الكيماوية السورية. وقالت صحيفة "لوموند" الفرنسية إن "الموساد حاول تجنيد عملاء مزدوجين من الضباط الفرنسيين، للعمل لصالح إسرائيل بهدف جمع المعلومات وإمدادهم بالمعلومات الاستخبارية اللازمة عن السلاح الكيميائي السوري"، مضيفة أن "القصة تعود لعام 2010 وبعد اكتشاف السلطات الفرنسية ذلك، قامت بطرد دبلوماسيين إسرائيليين؛ بعد تمكن المخابرات الفرنسية من تصوير الضباط مع رجال الاستخبارات التابعين للموساد". وفي يناير الماضي نشرت الاستخبارات الأمريكية وثائق أرشيفية تظهر تسريب الموساد شائعات عن مرض الرئيس السوري السابق حافظ الأسد لأمريكا، وكيف تابعت واشنطن تحركات شقيقه رفعت الأسد في الفترة التي سرت فيها الشائعات عن مرض حافظ . ووفقا للوثائق فإن "إسرائيل ترى أن رفعت لن يتمكن من البقاء في القمة، وهذا يدفع تل أبيب إلى الأمل في انحدار دمشق بالفوضى"، مضيفة أن "زيارة الأسد للأردن شكلت نقطة استنفار لواشنطن، إذ كانت فرصة لإرسال خبراء من العملاء راقبوا كافة تحركات الرئيس السوري في الزيارة التي حدثت بتلك الفترة وخرجوا بتقرير يفيد بأن الأسد مصاب بسرطان الدم". وفي منتصف مايو 2007، تلقى البيت الأبيض طلباً عاجلاً من مدير الموساد لعقد اجتماع لعرض معلومات تتعلق بقيام سوريا ببناء مفاعل نووي حصلت على تصميمه من كوريا الشمالية، ليخرج صانعو القرار من هذا الاجتماع، وهم مجمعون على ضرورة إزالة المفاعل من الوجود. تدمير المفاعل النووي بدير الزور ووفقا لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية فإن "الموساد تمكن من الحصول على معلومة المشروع النووي السوري بمنطقة دير الزور عبر عملية تجسس لحاسوب أحد الموظفين السوريين رفيعي المستوى في لندن، وبعدها بدأ جهاز الاستخبارات الإسرائيلي عمليات بحث واسعة لمعرفة كل التفاصيل الممكنة عن المشروع عبر الرصد بالأقمار الصناعية والمتابعة الميدانية، حتى استطاع تجنيد أحد العاملين في المفاعل، والذي قام بتزويدهم بمعلومات وشرائط مصورة عن المفاعل". ولفتت الصحيفة إلى أن "واشنطن أعطت الضوء الأخضر لتل أبيب لتدمير الموقع؛ فخرجت مقاتلات جوية إسرائيلية وقصفت منطقة دير الزور، حيث ضربت المفاعل بصواريخ جو أرض، وألقت عليه قنابل تزن الواحدة منها نصف طن، ليتم تسوية المفاعل بالأرض". ووفقا لكتاب بعنوان "حرب الظل ..إسرائيل ضد إيران" فقد تعقب عملاء الموساد مسؤولاً سورياً خلال زيارته العاصمة البريطانية " لندن" في عام 2006 وسرقوا منه وثائق سرية عن برنامج بلاده النووي في عملية أدت إلى تدمير مفاعل دير الزور العام التالي وفقاً لكتاب جديد. اغتيال عماد مغنية من بين العمليات التي توجه فيها أصابع الاتهام لجهاز الموساد الإسرائيلي اغتيال عماد مغنية الرجل رقم 2 بمنظمة حزب الله اللبنانية في العاصمة السورية دمشق عام 2008، وكان مغنية متجهاً إلى إحدى الشقق بحي كفر سوسة؛ حيث تتواجد زوجته نهاد حيدر، وكان مغنية معتاداً على زيارتها سراً، ودون اصطحاب حراسه الشخصيين". ووفقا لصحيفة "معاريف" العبرية فقد "تمكن أحد عملاء الموساد من تصوير مغنية بهاتفه النقال قبل توجهه لدمشق، وإرسال الصورة لتل أبيب لتأكيد هويته، والتي كان من الصعب التعرف عليها؛ نتيجة تخفيه، ولقيامه بعملية جراحية في وجهه، وبمجرد التأكد من حضور مغنية إلى دمشق بدأت عملية سريعة لمعرفة تفاصيل تحركاته، ليقوم فريق من العملاء بتفخيخ سيارة أجرة لتفجيرها عن بعد في المكان الذي ستمر منه سيارته بعد خروجه من عند زوجته". يذكر أن مغنية كان أحد أبرز المطلوبين للموساد والسي أي إيه نظرا لعملياته العديدة ضدهما وأبرزها تفجير سفارة الولاياتالمتحدة في بيروت عام 1983، وتفجير مقر الجنود المظليين الفرنسيين 1983، والهجوم على قافلة وزارة الدفاع الإسرائيلية 1985، وتفجير السفارة الإسرائيلية في الأرجنتين 1992، وغيرها الكثير. تجنيد عملاء بالجيش والحكومة في سبتمبر 2013 نشرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية تقريرا عما أسمته "حرب الموساد السرية ضد أسلحة الدمار الشامل السورية". ووفقا للمجلة فإن الجهاز الاستخباراتي الإسرائيلي جند عملاء في الجيش والحكومة السوريين وزرع مخبرين بأسماء وهمية بدمشق لتنفيذ مهمات مختلفة، وعلى مدار السنوات استطاع السوريون الامساك ببعض هؤلاء الجواسيس، وكان أبرزهم ايلي كوهين الذي أرسل الى سوريا مطلع الستينات من القرن الماضي منتحلا شخصية تاجر سوري عاد الى وطنه الأم كرجل ثري بعد سنوات أمضاها في أمريكا الجنوبية". وذكرت المجلة أنه "عندما منيت سوريا بهزيمة قوية في يونيو 1982 بعدما أسقطت نحو 100 من طائراتها خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان، كان ذلك خصوصاً بسبب المعلومات الاستخبارية الدقيقة التي جمعتها الدولة الصهيونية عن سلاح الجو السوري والبطاريات المضادة للصواريخ. اتفاق مع الصين يكشفه الموساد لفتت "فورين بوليسي" إلى أنه "في عام 1984، وقع اتفاقا مع الصين لشراء صواريخ (أم 9) إلا أن الصفقة ألغيت تحت ضغوط شديدة من أمريكا التي واجهت بدورها ضغوطا من إسرائيل التي حصلت على معلومات عن الصفقة الوشيكة من عميل رفيع المستوى لها في دمشق". اغتيال عميد سوري مقرب من بشار في أكتوبر 2015 كشفت وكالة الامن القومي الأمريكي عن وثيقة تؤكد مسؤولية الموساد عن اغتيال العميد السوري محمد سليمان، أحد المقربين من بشار الأسد- في عام 2008. ووفقت للوثيقة "فقد تمت عملية الاغتيال على يد كوماندوز من البحرية الاسرائيلية في مدينة طرطوس الساحلية"، وكان سليمان قد اغتيل مساء الأول من أغسطس 2008 على يد قناصة بمنزله الواقع على شاطىء طرطوس، حينما كان يستقبل ضيوفا، في وقت كان بشار الأسد في زيارة رسمية إلى طهران. ويعرف سليمان بأنه كان صلة الوصل بين النظام السوري وحزب الله اللبناني، كما كان له علاقة بمفاعل دير الزور الذي دمرته تل أبيب قبل اغتيال سليمان بعام.