في العاشرة صباحًا تجمع طلاب كلية إعلام أمام مبانها بجامعة القاهرة جالسين في محيط استراحتها، رافعين لافتات دونوا عليها هاشتاج "ضد فصل حسين لطفي"، معلنين إضرابهم عن حضور المحاضرات اعتراضًا على فصل زميلهم. في نوفمبر الماضي، تلقى حسين لطفي، الطالب بكلية الإعلام جامعة القاهرة مكالمة هاتفية، قال له المتصل خلالها: "إنت ليك أكونت تانى غير ده؟ طيب الحق فيه أكونت حاطط صورتك واسمك وشاتم العميدة". وقتها لم يتوقع حسين أن ناقوس الخطر يدق أبواب بمستقبله، وعن ذلك يقول الطالب عبر صفحته على "فيسبوك": "يومها دخلت على الأكونت لقيته مسروق من بنت أجنبية، وصورها وكلامها مع صحابها باينين، قلت الأكونت واضح جدًا أنه مسروق وقلت لصحابي يعملوله ريبورت وخلاص".
في اليوم التالى، ذهب حسين إلي الجامعة، حيث تفاجأ بقرار تحويله إلى التحقيق من جانب إدارة الكلية، يقول:"دخلت التحقيق قلت اللي عندي، وبعدين لقيت موظف الشوؤن القانونية جايبلي سكرين شوت من الأكونت الأصلي بتاعي فيه شتيمة ل30 يونيو، وبيقولي مش دي بتاعتك برضه؟ قولتله هي الشكوى معمولة فيا عشان أكونت عليه اسمي شتم العميدة ولا عشان رأيي السياسي، راح قام وفتح باب المكتب وقالي اطلع برة، واتحولت إلى مجلس تأديب". وجه موظف الشوؤن القانونية عدة اتهمات ل"حسين"، منها "السلوك غير المنضبط" بسبب حديثه مع أصدقائه عبر حسابه الشخصي على "فيسبوك"، يقول حسين: "قلت له لو أي حد خد سكرين شوت لأي طالب في الكلية بيشتم على النت وبعتهالك هتحوله للتحقيق؟ قال لى اه عادي". مجلس التأديب المكون من عميدة الكلية، جيهان يسري وموظفي الشؤون القانونية ووكيل العميدة، اتهموا جميعًا "حسين" بالسب، ويضيف: "دخلت المجلس اتقالي اللي شتم ٣٠ يونيو ممكن يعمل أي حاجة، واللي شتم هنا هو اللي شتم هنا".
وحتى يخرج "حسين" من هذا المأزق الذي أوشك على إنهاء مستقبله الدراسي، طلب من مجلس التأديب الاستعانة ب"خبير إنترنت". وتابع بقوله: "اتقالي بلاش الكلام الكبير ده، رغم أن مجلس التأديب ليس له الخبرة والمعلومات الكافية في المجال التكنولوجي، موظف الشؤون القانونية اللي المفروض يحكم عليا مكانش يعرف يعني إيه fake account". قدم "حسين" الأدلة الكافية لإثبات براءته - على حد قوله - ورغم هذا أصدرت الكلية قرارًا بفصله من التيرم الثاني، بما يعني استمراره في الكلية لعام إضافي. وعن ذلك قال "حسين" - في تصريحات ل"التحرير" - "في دكاتره كتير كارهة العميدة، وهما اللي بيعملوا أكونتات فيك وبيشتموا فيها على لسان الطلاب، عشان عايزين يمشوها". وأقام الطالب دعوى قضائية ضد كلية الإعلام بعد استلام قرار فصله منها، موضحًا أن موظف الشوؤن القانونية الذي حضر جلسة التحقيق قال له: "هتكسبها بس بعد سنتين". وناشد الطالب رئيس جامعة القاهرة الدكتور جابر نصار ووزير التعليم العالي التدخل لحل أزمته، قائلًا: "سنة من عمري بتضيع".