«الفاينانشيال تايمز»: إصرار أمير قطر «الشاب» على احتضان الإخوان يزيد من تعقيد أزمته مع الخليج مسؤول سعودى كشف أن قرار إغلاق مكتب قناة «الجزيرة» القطرية فى المملكة «سيُتخَذ خلال أيام»، مؤكدا منع «كل السعوديين من الكتابة والمشاركة فى وسائل الإعلام القطرية المختلفة». ونقلت صحيفة «الحياة» اللندنية فى عددها الصادر أمس (الإثنين) عن المسؤول السعودى قوله إن الجهات الرسمية فى المملكة تتجه إلى إصدار قرار بغلق مكتب قناة «الجزيرة» القطرية فى المملكة، ومنع الصحفيين العاملين فيها من التعاون معها، ووقف السعوديين عن الكتابة والمشاركة فى وسائل الإعلام القطرية المرئية والمسموعة والمقروءة والإلكترونية. ويأتى هذا التوجّه بعد يوم واحد من إلزام وزارة الثقافة والإعلام السعوديين الذين يعملون ويكتبون فى صحف قطرية بالتوقّف، وهو ما دفع مراسل تليفزيون قناة «قطر» الرسمية فى المملكة، عبد الرحمن المرشد، إلى إعلان توقّفه عن العمل لدى القناة. ونقلت الصحيفة عن مصادر إماراتية قولها إن هناك توجيهات عليا صدرت بوقف التعاون مع قطر، وعدم سفر المسؤولين الإماراتيين إليها، فى أعقاب قرار السعودية والإمارات والبحرين الأربعاء الماضى بسحب سفرائها من العاصمة القطرية«الدوحة». أما صحيفة «الفاينانشيال تايمز» البريطانية فنشرت مقالا لمراسلتها فى لندن، رولا خلف، بعنوان «أمير قطر يُواجه أول اختبار». وذَكَرت الصحيفة البريطانية أنه من المفترض أن يكون الشيخ تميم بن حمد آل ثانٍ زعيما توافقيا وأكثر مرونة أو هكذا اعتقد جيرانه الخليجيون، عندما أصبح أصغر أمير فى أغنى إمارة فى الخليج فى يونيو الماضى، لكن العكس هو ما ثبت لهم. وتابعت الصحيفة بقولها «قرار سحب 3 دول خليجية سفرائها من قطر جاء نتيجة لعدم استجابة الأخيرة لمطالب جيرانها»، مشيرة إلى أن ذلك يعنى أن قطر رفضت إنهاء دعمها للجماعات الإسلامية فى المنطقة، والمضى قدما فى استضافتها للمتعاطفين والمؤيدين لهذه الجماعات. وصرّح أحد المقرّبين للحكومة فى الرياض: «نحن نكره الإخوان المسلمين، ونكره أى شخص يدعمهم، ولا نريدهم»، مشيرا إلى أن «قطر تعدّ اليوم متنفسا لهم»، وختمت الصحيفة بالقول إن السعودية قد تفرض عقوبات على قطر فى حال لم تذعن لمطالبها، وقد تكون هذه العقوبات قيودا مفروضة على المجال الجوى والحدود البرية، مضيفة أن على الأمير العمل على كيفية إيجاد حلول لتخفيف حدة التوتر بينه وبين دول الخليج. أما صحيفة «السياسة» الكويتية فتابعت الأزمة مع قطر بطريقة مختلفة، حيث نشرت تصريحات قديمة قبل 13 عاما كاملة لولى العهد السعودى الراحل الأمير «نايف بن عبد العزيز آل سعود» للصحيفة الكويتية، يتهم فيها «الإخوان بأنهم سبب كل مشكلات المنطقة». وقال ولى العهد السعودى الراحل فى نوفمبر عام 2002 فى حديث لرئيس تحرير صحيفة الكويتية، أحمد الجار الله، عندما كان وزيرا للداخلية حينها: «المملكة عانت كثيرا مع الإخوان، لم نمر بحالة بطش بمعنى البطش، بل مررنا بحالة حزم أى كنا نقضى على أشياء قبل أن تحدث، طبعا من أسوأ ما حدث لنا فى أثناء تحملى لمسؤولياتى هو الاعتداء على الحرم الذى أنهيناه فى أسبوعين، كان لهذا الاعتداء بوادر لكنها لم تكن تصل إلى حد أنه يمكن فيه الاعتداء على الحرم، ومع الأسف كانت مراجع المعتدين ومصادرهم من الكويت، دار الطليعة التى كانت مصدر كتبهم، وكان إلى جانبهم تنظيمات أخرى منهم من تأثّروا بالإخوان المسلمين ومنهم من تأثّروا بجماعة التبليغ، لكننى أقولها من دون تردّد أن مشكلاتنا وإفرازاتنا كلها -وسمِّها كما شئت- جاءت من الإخوان المسلمين، وأقول بحكم مسؤوليتى إن الإخوان المسلمين لمّا اشتدت عليهم الأمور وعُلّقت لهم المشانق فى دولهم لجأوا إلى المملكة، وتحمّلتهم وصانتهم، وحفظت حياتهم بعد الله، وحفظت كرامتهم ومحارمهم وجعلتهم آمنين».