18 يومًا تفصل فيلم «نوح» عن موعد عرضه المقرر فى مصر، وموجة الغضب من الفيلم مستمرة فى العالم إلى جانب مصر التى لم يتحدد حتى الآن مصير عرض الفيلم من عدمه فيها، بعد الرفض الذى يتبناه شيوخ الأزهر والسلفيين مهددين بخطوات تصعيدية فى حال عرض الفيلم، وصلت بالبعض إلى إهدار دم بطل الفيلم راسل كرو وفريق عمله. فتاوى تحريم الفيلم والتهديد بإحراق دور العرض قد تكون المظهر المصاحب للإعلان عن عرضه هنا، لكن الفيلم يعانى موجة غضب ضخمة فى بلد إنتاجه، الولاياتالمتحدة، تحاول الشركة المنتجة للفيلم «باراماونت» احتواءها منذ مطلع العام الجارى بعد عرض التريلير الأول للفيلم وبعض التلميحات من مشاهده، التى تتضمن خروجًا عن الرواية الدينية لنبى الله نوح، إذ صرَّح مخرج الفيلم دارين أرونوفسكى بأن الرواية الأصلية تتضمن فجوات درامية، بالإضافة إلى أنه من المعروف عن أرونوفسكى إضافة جوانب وزوايا مختلفة عند تناول موضوعاته، لن تجعله الرواية الدينية المعتمدة يتوقف عن تغيرها وتعديلها. الجماعات المسيحية المتشددة نجحت فى التأثير على مسؤولى الشركة المنتجة اللذين حاولوا بدورهم كسب الجمهور الذى ينتمى إلى هذه الجماعات ودخلوا فى مفاوضات مع عدد منهم، للوصول إلى تسوية تسمح بأن ينهوا الهجوم المستمرّ على الفيلم، فى مقابل عناد أرونوفسكى الذى رفض حذف المشاهد المثيرة للجدل ولم يقبل أى تغيير فى فيلمه تَرضِيةً للجمهور الغاضب، لذلك لجأت الشركة إلى تغيير الموادّ الدعائية للفيلم بحذف الأجزاء المثيرة للجدل دون علم المخرج. جدير بالذكر أنه فى محاولة مبكِّرة لامتصاص غضب الجمهور المتشدد وافق المخرج والشركة على تصدير الفيلم بعبارة «أحداث الفيلم مستوحاة من قصة نوح» فى محاولة لتخفيف الضغط المضاد على عرضه. الفيلم بطولة أنتونى هوبكنز فى دور متشولح جد نوح، وجنيفر كونلى فى دور زوجته نعمة، وإيما واتسون فى دور إلبا ابنته المتبناة، وراى وينستون فى دور أخى زوجته وعدوّه توبال قابيل. بلغت تكاليف إنتاجه ما يقرب من 130 مليون دولار، ومقرَّر بدايةُ عرضه فى الولاياتالمتحدة فى 28 مارس بعد الموعد المقرَّر فى مصر بيومين.