في غضون ثلاثة أيام تقدم 3 قيادات من وزارة الصحة باستقالاتهم من مناصبهم في الوزارة نتيجة ما أسموه ب"البيروقراطية" في الإدارة ونقص الميزانية المخصصة للتطوير التي لا تسمح لهم بالقيام بعملهم على الوجه المطلوب، بداية من وكيل "صحة الأقصر"، مرورًا بمدير الصحة السياحية وصولًا إلى مدير معهد ناصر عقب أيام قليلة من أزمة أكياس الدم الفاسدة داخل المعهد. استقالة غير مسببة لوكيل "صحة الأقصر" في مطلع هذا الأسبوع تقدم الدكتور أسامة دسوقي، وكيل وزارة الصحة بالأقصر، باستقالته من منصبه لوزير الصحة دون ذكر أسباب، بعد ما يقرب من 8 شهور على توليه المنصب الوزاري، وجاء بنص الاستقالة، أنه شرف بالعمل مديرًا لمديرية الشئون الصحية، موضحًا أنه قام ببذل كل الجهد، من أجل الرقي بالمنظومة الصحية بالمحافظة. وعلى هامش القرار أكد الدكتور أسامة دسوقي، وكيل وزارة الصحة المستقيل، أن هذا المنصب صار "ملطشة" للجميع وأشهد الله أنني عملت بكل جد واجتهاد طوال الشهور الماضية قدر استطاعتي لخدمة المريض المحتاج للخدمة الطبية في المحافظة . وأضاف، في الوقت ذاته تحولت بعض مستشفيات وزارة الصحة إلى ما يشبه "الأماكن المهجورة" التي لا تتوفر بها الأجهزة والخدمات الطبية التي تساهم في علاج المرضى. "البيروقراطية" وراء استقالة مدير السياحة العلاجية بالوزارة تقدم الدكتور عبدالعاطي المناعي، مسؤول السياحة العلاجية بوزارة الصحة، أمس باستقالته إلى رئيس قطاع الطب العلاجي بوزارة الصحة، وعن أسباب القرار ذكر أن حالة الروتين والبيروقراطية التي تعشش داخل قطاعات الوزارة تقيد الجميع عن أداء أعمالهم على الوجه الأمثل. أكياس الدم الفاسدة تطيح بمدير معهد ناصر في الوقت ذاته أعلنت وزارة الصحة في بيان رسمي صادر أمس، إقالة الدكتور حازم الفيل، مدير معهد ناصر، رغم نفي الفيل ذلك، معلنًا أنه من تقدم باستقالة مسببة إلى الدكتور أحمد محيي القاصد، رئيس أمانة المراكز الطبية المتخصصة وكانت في مكتبه منذ أكثر من أسبوعين. وجاء في نص استقالته: "أرجو قبول اعتذاري عن العمل مديرًا لمعهد ناصر، حيث إن الظروف المحيطة لا تساعد على العمل على الوجه الأكمل، علما بأنني مستمر بالعمل لحين صدور تعليمات بما ترونه حرصًا على الصالح العام. "التحرير" حاولت التواصل مع مدير معهد ناصر للوقوف أكثر على الأسباب الحقيقية وراء قراره المفاجئ وعلاقة أكياس الدم الفاسدة التي قام البنك بصرفها للمرضى خلال الشهور الماضية بقرار اليوم، حيث توجد دلائل واضحة على إصدار 10 أكياس صفائح دموية بعد مدة انتهاء صلاحيتها في يوم 23 يوليو 2016، ثم تم صرف تلك الأكياس للمرضى يوم 24 يوليو الماضي. يضاف إلى ما سبق إهمال عملية التداول الخاصة بأكياس الدم والصفائح الدموية داخل البنك ولصق أكواد خاطئة على أكياس الدم والبلازما وإعدام ما يقرب من 11 كيس دم تقريبًا من فصيلة (A-) النادرة في وقت واحد، مع العلم أن عملية إعدام أكياس الدم تتم بشكل تدريجي وفي حالات معينة، وتشمل أن يكون الدم المعدم غير صالح للاستخدام، حيث يكون محملاً بالفيروسات أو الأمراض. شائعات مغرضة نفى الدكتور حازم الفيل، مدير المعهد كل ذلك، قائلًا: هذه كلها شائعات وأخبار كاذبة ولا أساس لها من الصحة ومن ضمن المحبطات التي كانت تعيقني عن القيام بدوري على أكمل وجه داخل المعهد. وأضاف "الفيل" في تصريحات خاصة أن استقالته جاءت نتيجة تزايد أعداد المرضى المترددين على المعهد بما يزيد على 4 آلاف حالة يوميا في ظل تردي الحالة الإقتصادية القائمة، ومن ثم سحب الأدوية المخصصة للمرضى، من قبل كافة المعاهد والمستشفيات التابعة لوزارة الصحة والجامعية، وهو ما يزيد أكثر من الأعباء الملقاة على عاتقه وكان في حاجة ماسة إلى فترة أجازة مفتوحة.