حازم الفيل: 4 آلاف مريض يترددون يوميًا على المعهد.. و "معندناش أزمة أدوية ولا نقص في الإمكانيات" "أرجو قبول اعتذاري عن العمل مديرًا لمعهد ناصر، حيث إن الظروف المحيطة لا تساعد على العمل على الوجه الأكمل، علمًا بأنني مستمر بالعمل لحين صدور تعليمات بما ترونه حرصًا على الصالح العام".. كان هذا نص الاستقالة المسببة التي تقدم بها مدير المعهد، الدكتور حازم الفيل، اليوم، للدكتور أحمد محيي القاصد، رئيس أمانة المراكز الطبية المتخصصة بوزارة الصحة، بعد نحو 8 شهور ونصف داخل المكان. وكشف الفيل، خلال حواره مع "التحرير"، الأسباب الحقيقية وراء ذلك القرار المفاجئ، وحقيقة "أكياس الدم الفاسدة" التي كشفت عنها التقارير الرقابية الصادرة عن الجهاز المركزي للمحاسبات، والمتسبب فيها بحسب تعبيره 10 أطباء معزولين من المكان تم تقديم بلاغات ضدهم إلى النائب العام، وغيرها من الملفات الشائكة التي تناولناها في هذا الحوار؛ ما هي أسباب الاستقالة المفاجئة التي تقدمت بها من إدارة المعهد اليوم؟ هذا القرار غير مفاجئ وأدرسه منذ أيام وأسابيع طويلة، ولكن الإعلان هو الذي فاجأ البعض ولم يتم قبول الاستقالة حتى الآن. ما هي الأسباب التي دفعتك إلى اتخاذ القرار؟ أما عن الأسباب الحقيقية التي دفعتني لاتخاذه تتمثل في مجموعة عوامل متشابكة في ظل مناخ عام وظروف محيطة بالعمل تعطيك إحساسا بعدم الوصول إلى المستوى المناسب الذي تسعى إلى تحقيقه ومن ثم تعطي الفرصة لآخرين من أجل محاولة التغيير. هل تزايد أعداد المرضى المترددين على المعهد يوميًا مع قلة الإمكانيات السبب وراء رحيلك؟ جزء كبير منه وراء ذلك، خاصة أن مستشفى معهد ناصر يتردد عليها عدد كبير جدا من المرضى من مختلف مستشفيات الجامعة ووزارة الصحة بالمحافظات المصرية. كم يبلغ عدد المرضى المترددين على المعهد وإجمالي العاملين به؟ يصل عددهم إلى أكثر من 4 آلاف حالة يوميًا من مختلف المحافظات المصرية، وكان المعهد منذ إنشاؤه تابعاً للمؤسسة العلاجية بالقاهرة حتى انتقلت تبعيته إلى المراكز الطبية المتخصصة التابعة لوزارة الصحة، ويتردد عليه المرضى لتلقي الخبرات الطبية والعلاج، حيث يضم المعهد عدد 334 من أساتذة الجامعات والاستشاريين الحاصلين على الدرجات العلمية والزمالات من داخل وخارج مصر لتغطية كافة التخصصات تقريبا، والتخصصات الدقيقة ونحو 214 أخصائيا حاصلين على شهادات الماجيستير كما يضم وحدات ومراكز طبيه فريدة التخصص. هل يعاني معهد ناصر من أزمة نقص الإمكانيات والأدوية الخاصة بالأمراض المزمنة؟ مقاطعًا.. لا يوجد نقص إمكانيات في مستشفيات المعهد، ولكن في ظل الأزمة الاقتصادية الجارية والأحوال الصعبة التي يعاني منها المواطن المصري بدلا من أن يستقبل المعهد مثلا 100 حالة مرضية يتضاعف العدد 3 مرات حتى وصلنا إلى مرحلة من التعب والإرهاق. وماذا عن حقيقة توزيع المعهد أكياس دم وصفائح دموية وبلازما منتهية الصلاحية على المرضى خلال الأيام الماضية؟ كل ذلك إشاعات مغرضة وأخبار كاذبة لا أساس لها من الصحة، وراءها 10 أشخاص كانوا متواجدين في المعهد وتم نقلهم واستبعادهم بصورة نهائية، نتيجة كشف وقائع فساد ضدهم واتخذت إدارة المعهد إجراءات حاسمة تجاههم، بالإضافة إلى 3 بلاغات مقدمة إلى النائب العام تحمل أرقام (191) لسنة 2017 عرائض شمال القاهرة و(1130)، مقدمة من مستشفى معهد ناصر ضد جريدة البوابة والبلاغ الأخير تحت رقم (1240) لسنة 2017 من أمانة المراكز الطبية المتخصصة ضد الجريدة ذاتها عقب نشر تحقيق عن فساد أكياس الدم داخل المعهد ووضع أكواد خاطئة على أكياس الدم، ما يعرض حياة المرضى للخطر. هذا بالإضافة إلى أن معدل استهلاك أكياس الدم بالمعهد كبير جدًا، نظرًا لزيادة أعداد المرضى المترددين، وزيادة عدد العمليات الجراحية الكبرى، كما أن المعهد يقدم أكياس الدم للمستشفيات الأخرى وللمرضى من خارج المعهد، وفي هذه الحالة من النادر أن تنتهي صلاحية أكياس الدم دون استخدامها. ومن ثم فإن كل هذا الكلام كذب ومن ضمن المحبطات الأكثر والحملات المغرضة التي تعرضنا لها خلال الفترة الماضية عقب نشر وسائل الإعلام لمثل هذه التجاوزات وتسليط الضوء عليها دون تأكد أو توثيق واستضافة مروجي الشائعات على حساب الحقيقة، وكل ذلك يأتي على حساب وقت المريض ومن ثم على الجميع تحري الدقة عند نشر الأخبار وعدم الانسياق وراء حملات التشوية الممنهجة. كما أن بنك الدم بمعهد ناصر يعمل وفقًا لمعايير الجودة العالمية، ويقوم عليه فريق متخصص من الاستشاريين والأطباء والكيميائيين والفنيين ويجمع البنك أكثر من مائة كيس دم يوميًا، ويتم إجراء التحاليل اللازمة لأكياس الدم حرصا على سلامة المرضى، كما يتم إعدام الأكياس التي يثبت احتواءها على عدوى فيروسية مهما بلغ عددها أو كمياتها أو فصائلها. هل يعاني معهد ناصر من أزمة نقص الأدوية؟ "معنديش أزمة أدوية" وأعلنها صراحة.. معهد ناصر هو المكان الوحيد في مصر الذي لم يتوقف لحظة عن تأدية خدماته الطبية للمرضى، وإحنا شغالين ومكملين بكامل طاقتنا في الوقت الذي تغلق فيه العديد من الأماكن الأخرى أبوابها في وجه المرضى ويتم تحويلهم للعلاج في مستشفيات معهد ناصر وأمانة المركز الطبية المتخصصة. هل الأزمة فقط في تزايد الأعداد؟ الأزمة ليست في العدد بقدر استنزاف إمكانيات المعهد والأدوية المخصصة للمرضى المترددين عليه وأي دواء ينقص أو يختفي في أي مكان تابع لمستشفيات الصحة يتم تحويل المرضى المتواجدين بها فورا إلى مستشفى معهد ناصر وهو ما يراكم من الضغوط عليهم. هل وجهت إليكم تعليمات من قبل قيادات بالوزارة دفعتكم لتقديم الاستقالة؟ غير صحيح على الإطلاق والمرضى الذين يتعاملون مع المعهد ويترددون عليه بصورة يومية يشهدون على الخدمة الطبية الجيدة المقدمة من قبل إدارة المعهد وأطباء المستشفى، وفي ناس تم إقالتهم بالفعل خلال الأيام الماضية وإحنا مش ملائكة ولو كان هناك أدنى تقصير في تقديم الخدمة الطبية كانوا سيأخذون قرارات عاجلة بشأنهم.