أثار البيان العاجل الموجه من الدكتور أحمد سعيد، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، إلى رئيس مجلس الوزراء، ووزير قطاع الأعمال العام، بالأمس، بشأن تقاعس الحكومة عن البدء في اتخاذ إجراءات عودة شركة النصر لصناعة السيارات - الشركة التي أنتجت أول سيارة مصرية "رمسيس" - إلى ممارسة نشاطها مرة أخرى، حلقة جديدة من التساؤلات بشأن مصير الشركة المغلقة منذ أكثر من 8 سنوات. حقيقة ضمها ل«الإنتاج الحربي» البيان العاجل، كشف حقيقة ضم شركة النصر للسيارات لوزارة الإنتاج الحربى لإعادة العمل بها ووقف قرار تصفيتها، كما كشف أيضاً حقيقة تصريحات وزير الإنتاج الحربي الراحل الفريق رضا حافظ، الذي أعلن في إبريل من العام 2013، البدء في تشغيل المصانع الأربعة التي تغذي صناعة السيارات بشركة النصر للسيارات بالتوازي مع البدء في تطوير المصانع لإنتاج أول سيارة مصرية، "ولكن لم يسعفه الوقت لتنفيذ ما وعد حيث رحل في ديسمبر من نفس العام"، ومنذ هذا التاريخ لم يظهر أي جديد. ولعل المثير في الأمر أيضاً، تصريحات الوزير الحالي للإنتاج الحربي، اللواء محمد العصار، والذي رد على سؤال بشأن مشاركة وزارة الإنتاج الحربي في تطوير شركة النصر لإنتاج للسيارات؟، قائلاً: «الموضوع ما زال قيد الدراسة». مرت 4 سنوات على إعلان وزير الإنتاج الحربي السابق، الفريق رضا حافظ، أن الوزارة لديها خطة واضحة لتشغيل شركة النصر للسيارات، وسوف تتمكن من إنتاج أول سيارة مصرية خالصة، بعد عامين من بدء التشغيل الفعلي للشركة وخطوط الإنتاج الخاصة بها، فيما تقول الوزارة الآن إن الموضوع ما زال قيد الدراسة. الدولة غير جادة البيان العاجل الذي وجهه الدكتور أحمد سعيد، كشف أيضاً عدم جدية الدولة في إعادة تشغيل أول شركة في الشرق الأوسط في صناعة السيارات وقد حازت ثقة الكثيرين وثبتت أقدامها وحصلت على أعلى نسبة مبيعات داخل السوق المصرية وقتها، والسيارة شاهين والتي تعتبر من أهم سيارات الشركة وما زالت تعمل حتى الآن بعد توقف إنتاجها عام 2009. وتابع سعيد: "لا أظن أن عودة هذه الشركة للعمل مرة أخرى بالأمر العسير، خاصة وأن السبب الرئيسى في توقف الشركة عن ممارسة نشاطها كان يتمثل فى تراكم مديونياتها التي وصلت إلى 2 مليار جنيه، وهو مبلغ ليس كبيرا ويمكن تدبيره من وجوه عديدة، أقلها وأبسطها، جدية الدولة فى تحصيل متأخرات كبار العملاء لدى مصلحة الضرائب، أو الكف عن دعم المواد البترولية للمصانع كثيفة الاستخدام للطاقة مثل مصانع الحديد ومصانع الأسمنت، وغير ذلك الكثير من الموارد الأخرى سوف تجدها الدولة إذا تولدت لديها الرغبة الصادقة والجادة في إعادة تشغيل هذه الشركة". ومنذ أن أعلنت الجمعية العامة غير العادية للشركة، برئاسة المهندس سيد عبد الوهاب، رئيس الشركة القابضة للصناعات المعدنية في سبتمبر الماضى عن وقف تصفية هذه الشركة التى بدأت إجراءات تصفيتها منذ عام 2009، خاصة وأن أسعار السيارات فى مصر قد وصلت إلى معدلات لم يسبق لها مثيل من قبل، حيث تضاعفت لمرتين على الأقل، واستغل الكثير من الموزعين وتجار السيارات أزمة ارتفاع سعر الدولار ووضعوا هامش ربح يفوق التصورات. تفاوض مع الصين لتصنيع أول سيارة مصرية اللواء إبراهيم عجلان، رئيس مجلس إدارة شركة النصر للسيارات، أعلن أمس الأول الخميس، أن هناك تفاوضاً مع شركة صينية كشريك أساسي لإنتاج أول سيارة بمواصفات مصرية تصل نسبة مكوناتها المحلية 75% ذات جودة عالمية خلال الأربعة أشهر القادمة. وقال عجلان، إن "الصين سوف تشارك في الإنتاج وفقًا للقانون 159 بشأن الشركات المساهمة وأن النهوض بالصناعات الوطنية يحتاج للدعم المجتمعي وأن الحكومة عليها جزء من المسئولية بتوفير العملات الأجنبية". محطات في مسيرة النصر للسيارات تم تأسيس الشركة عام 1960، وصدر قرار وزاري، عام 1957 بتشكيل لجنة تضم وزارتي الحربية،والصناعة لإنشاء صناعة سيارات اللوري والأتوبيسات في مصر. بدأت في تجميع السيارات، ومن ثم صناعة أول سيارة مصرية خالصة، ضمن مشروع الرئيس جمال عبد الناصر الملقب ب "من الإبرة إلى الصاروخ". افتتحت خطوط التجميع في وادي حوف عام 1960، وتوالت عقود مشروعات تصنيع سيارات "الملاكي" مع شركة فيات الإيطالية وشركة "nsu" الألمانية، والجرارات الزراعية مع شركة "imr" اليوغسلافية، والمقطورات مع شركة "بلو هيرد" الألمانية. صنعت شركة النصر للسيارات أول سيارة مصرية "رمسيس" المعروفة بصلابتها ورخص ثمن قطع غيارها، ومنها ما صنع عام 1959، أي قبل 55 عامًا، وبدلًا من العمل على تطوير الشركة، اتخذ قرار يتصفيتها شكل رسمي عام 2009. عمال الشركة وقت الإنشاء لم يتخطوا حاجز ال 290 عاملًا، حتى وصلت لأكثر من 12 ألف عامل من العمالة الفنية المدربة. تعد من الشركات القليلة على مستوى الشرق الأوسط، في إنتاج اللوري والأتوبيسات والجرارات الزراعية وسيارات الركوب، وتطور إنتاج الشركة تطورًا كبيرًا بفضل العمالة الماهرة والمدربة عن طريق أكبر مراكز التدريب الألمانية. حازت الشركة على ثقة المصريين، عبرّ تجميع سيارات فيات في مصانعها، التي أصبحت أكثر السيارات مبيعا في السوق، كما استمرت نصر في تصنيع سيارات فيات بالتعاون مع شركات السيارات المتعاونة مع فيات والحاصلة على ترخيص بتعديل هذه الموديلات. - شركة النصر للسيارات أنتجت السيارة 128 (أصدرتها فيات سنة 1969) بالتعاون مع شركة يوجو الصربية، وأنتجت شركة النصر أيضا السيارة نصر "شاهين"، وكذلك سيارة "فلوريدا" بالتعاون مع الشركة الصربية، وهي نموذج معدل من سيارة فيات 128. - الشركة تمتلك خط إنتاج تجميع سيارات كامل ضخم للغاية، يستطيع تجميع 15000 سيارة سنوياً فى الوردية الواحدة، وتمتلك أيضاً محطة لتوليد الكهرباء ومحطة لتنقية مياه الشرب ومحطة للصرف الصحى إلى جانب المصانع. – أنتجت الشركة منذ عام 1960 وحتى العام المالي 2008 - 2009، نحو 384 ألفًا و884 سيارة ملاكي، و16 ألفًا و114 أتوبيسًا، و33 ألفًا و285 لوري، وو39 ألفًا و470 جرارًا زراعيًّا، بإجمالي 88869 سيارة ولودر وجرارًا. - الشركة كانت تحقق أرباحاً كثيرة، حتى فتح باب الإستيراد على مصراعيه، دون آليات وضوابط واضحة أو مراعاة للمنتج المحلي، فتم التوجه لخصخصة الشركة وبيعها، فُأجبر أمهر العمال على الخروج بنظام المعاش المبكر. - تضمن بيان المعاش المبكر الاختياري، خروح 721 عاملا عام 1996، 721 عاملًا، وفي 1997، 213، وزاد العدد عام 1998 ليخرج 596 عاملًا وفي عام 2000 خرج 503 عمال، وفي 2003 خرج 585 عاملًا وفي عام 2004 خرج 5 عمال فقط، ومن عام 2005: 2010 خرج 3153 عاملًا وبإجمالي عدد العاملين الذين خرجوا المعاش منذ بدء هذا النظام بشركة النصر للسيارات فقط 5776 عاملًا.