إعادة هيكلة الكيانات القائمة تعد خطوة مختصرة لخطوات إقامة نظير آخر يؤدى نفس الدور، خاصة إذا كانت الدولة الحاضنة لهذا الكيان تشهد بيروقراطية وروتينا. وهنا تطرح «المصرى اليوم»، ضمن مبادرتها لتصنيع 400 ألف سيارة سنويا، التى أطلقتها قبل أيام- اسما لا يخفى على الجميع، ألا وهو شركة «النصر لتصنيع السيارات»، والتى تأسست عام 1959، بهدف تجميع السيارات، ومنها إلى إنتاج أول سيارة مصرية خالصة، إلا أن ذلك لم يحدث حتى الآن. ومنذ تأسيس الشركة فى عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، بقرار وزارى عام 1957 بتشكيل لجنة تضم وزارتى الحربية، والصناعة، لإنتاج «اللورى» و«الأتوبيسات»، توالت الدعوات لجذب شركات عالمية لإتمام ذلك، وبالفعل أسند هذا المشروع إلى شركة «كلوكنر- همبولدت- دوتيز» «Klöckner-Humboldt-Deutz (KHD)» الألمانية الغربية والمعروفة حاليا باسم «دويتز إيه. جى» «Deutz AG»، وتم التوقيع على ذلك عام 1959، ثم صدر القرار الجمهورى رقم 913 فى 23 مايو 1960 بتأميم شركة النصر لصناعة السيارات، لتصبح ملكا للحكومة المصرية. وأعقب ذلك بعقود طويلة محاولات إعادة إحياء الشركة، عقب صدور قرار بتصفيتها فى أواخر التسعينيات، ومع انطلاق قطار الخصخصة، بالتفاوض مع شركة «بروتون» الماليزية، لإنتاج سيارتها فى مصر. كانت هناك رغبة فى قطع شوط طويل لا يتضمن تأسيس شركة وإنشاء بناءات وكيانات جديدة، لكنه تطلع فى محاولته إلى استغلال أصول قائمة، يمكن وقف تصفيتها، والعمل على إعادة هيكلتها. ووفقا لأرقام الشركة القابضة للصناعات المعدنية، التابعة لقطاع الأعمال العام، والمالكة لشركة «النصر للسيارات»، فإن القاعدة التى يمكن الانطلاق منها هى الأصول الحالية المملوكة لهذا الصرح المهمل، رغم أنه عانى من عشرات القرارات التى كان منها نقل الشركة إلى وزارة الإنتاج الحربى، لكن لم يكتمل الأمر. أصول شركة النصر للسيارات، تمهيداً لبيعها، بعد أن تكبدت الشركة خسائر بلغت 1.5 مليار جنيه، أى ما يمثل 4 أضعاف رأسمالها الأصلى البالغ 350 مليون جنيه، ووصلت لحالة متدنية، وتعانى المديونية، لكنها يمكن أن تستقبل- وفقا للخبراء- استثمارا جديدا يمكن من خلاله تكوين شراكة مع مستثمرين أجانب. خط «الإلبو» يمكن إعادة تشغيله، ويستخدم فى حماية الأجسام والهياكل المعدنية من الصدأ، وهو ما كان مطروحا عام 2009 ضمن عدة خيارات لإعادة إحياء خطوط التجميع التى كانت قد بدأت فى 1960، وتوالت عقود مشروعات تصنيع سيارات الركوب مع شركة NSU الألمانية وشركة فيات الإيطالية، والجرارات الزراعية مع شركة IMR اليوغسلافية والمقطورات مع شركة بلاوهيرد الألمانية. إذن يمكن أن تكون «النصر للسيارات» هدفا لمشروع قومى بنهضة صناعية كبرى تقوم على التبادل التجارى والصناعى والاستغلال الأمثل للموارد البشرية والأيدى العاملة، واستغلالًا لكافة الطاقات، إذ بدأت الشركة ب290 عاملًا، حتى وصلت لأكثر من 12 ألفاً من العمالة الفنية المدربة. وأنتجت العديد من الفيات منها «فيات 125» و«128» و«131»، «أنتجتها فيات سنة 1969»، بالتعاون مع شركة «يوجو» الصربية، وكذلك «فلوريدا».