دعت روسيا مجددًا الولاياتالمتحدة، وحلف الناتو، للتعاون في مكافحة الإرهاب والابتعاد عن تخويف موسكو. وأعلن مندوب روسيا الدائم لدى حلف شمال الأطلسي ألكسندر جروشكو، أن على دول الحلف إعادة النظر في سياسة تخويف روسيا إذا أرادت مكافحة الإرهاب بالفعل، مشيرا إلى أنه على دول الحلف السعي إلى إقامة حوار عقلاني حول ما يمكن أن نقوم به معا. تأتي هذه الدعوات الروسية على خلفية انهيار الأوضاع في أوكرانياوسوريا في الوقت الراهن، إذ تتواصل الأزمة السورية للعام السادس على التوالي، في الوقت الذي تدخلت فيه روسيا عسكريا منذ عامين في سوريا، بينما قطع حلف الناتو والولاياتالمتحدة علاقاتهما العسكرية مع روسيا في عام 2014 بسبب تفاقم الأزمة الأوكرانية، وقام الغرب بفرض عقوبات اقتصادية وسياسية وعسكرية على روسيا. وكانت وزارة الدفاع الأمريكية، أعلنت في 21 فبراير الحالي، أن واشنطن لا تنوي توسيع التعاون العسكري مع موسكو في سوريا، وجاءت هذه التصريحات بعد ساعات من إعلان وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو إن "روسياوالولاياتالمتحدة يمكن أن تباشرا في إقامة التعاون بهدف الكفاح المشترك ضد إرهابيي داعش في مدينة الرقة السورية، لأن الإرهاب الدولي هو العدو الرئيسي للدولتين". وقال شويجو إنه "يجب التوقف عن تخويف العالم كله بروسيا ويجب البدء بالعمل البناء المطرد في سبيل إقامة العلاقات". وفي نفس اليوم، صرحت مندوبة الولاياتالمتحدة الدائمة لدى الأممالمتحدة نيكي هيلي بأن تطوير علاقات واشنطن مع موسكو لا يمكن أن يتم على حساب أمن الحلفاء في أوروبا. وذلك في إشارة إلى الأزمة الأوكرانية، والدعاية الروسية لتخويف أوروبا من الولاياتالمتحدة. وقالت هيلي إن "الولاياتالمتحدة ترى وجود إمكانية لتحسين العلاقات مع روسيا، ولكن لا يمكننا التعاون معها على حساب الأصدقاء والشركاء الأوروبيين". على صعيد متصل، أعلن الجنرال رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية جوزيف دانفورد أن خطة البنتاجون لهزيمة تنظيم "داعش" ستظهر في شكل مسودة بحلول يوم الاثنين المقبل وأنها ستتجاوز حدود العراقوسوريا. ونقلت وكالة رويترز، اليوم الجمعة، عن دانفورد بأن "الأمر لا يتعلق بسورياوالعراق، إنما يتعلق بالخطر الذي يتخطى حدود المنطقة"، مشيرا إلى تنظيمات متشددة أخرى مثل تنظيم القاعدة". وأكد الجنرال الأمريكي أن تقديرات الجيش الأمريكي تشير إلى أن تنظيم داعش اجتذب حوالي 45 ألف مسلح أجنبي من أكثر من 100 دولة في أنحاء العالم، مضيفا بأنه "لكي تنجح خطتنا فإننا نحتاج أولا إلى قطع النسيج الذي يجمع بين الجماعات الإقليمية التي تشكل الآن خطرا عالميا". وكان المتحدث باسم التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة جون دوريان قد أعلن، في 22 فبراير الحالي، أن القيادة الأمريكية في الشرق الأوسط أعدت خطة لتسريع القضاء على "داعش"، وأن البنتاجون يقوم بعرضها على الرئيس دونالد ترامب الذي كان قد أصدر تعليماته في وقت سابق، بوضع خطة جديدة للقضاء على هذا التنظيم.