تشاور الرئيس عبد الفتاح السيسى والملك عبد الله الثانى عاهل الأردن حول عدد من الملفات والقضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وسبل التعامل مع الأزمات التى تعانى منها المنطقة العربية، وفى مقدمتها الأوضاع فى سوريا وليبيا واليمن والعراق، إضافة إلى القضية الفلسطينية التى لطالما كانت وما زالت محط الاهتمام المصرى فى السياسة الخارجية، إضافة إلى مستجدات جهود مكافحة الإرهاب والتطرف، فضلاً عن التنسيق بشأن آليات دفع مسيرة العمل العربى المشترك استعدادًا للقمة العربية القادمة التى سيستضيفها الأردن فى شهر مارس القادم. القضية الفلسطينية ركزت صحيفة الجورزاليم بوست الإسرائيلية على لقاء القمتين فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وذكرت تصريح الرئاسة المصرية فى شأن مقابلة الرئيس عبد الفتاح السيسى بالملك عبد الله الثانى عاهل الأردن، وقارنت القضايا التى ناقشاها فيما يتعلق بالشرق الأوسط وبالأخص القضية الفلسطينية بتصريح الرئيس الأمريكى دونالد ترامب عندما صرح بأنه "يبحث عن دولتين ودولة واحدة"، وقال ترامب فى مؤتمر صحفى مشترك فى واشنطن مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، أنه يستطيع أن يعيش "مع أى الحلول المقترحة". كما عرضت الصحيفة موقف الولاياتالمتحدة وخاصة موقف ترامب من عملية السلام وأنه مستعد لكل الحلول لاستكمال عملية السلام فى الشرق الاوسط، لكنه سيترك الأمر للأطراف أنفسهم فى نهاية المطاف إلى اتخاذ قرار بشأن شروط أى اتفاق. وقال "إن مثل هذه الصفقة تتطلب تنازلات من كل من الإسرائيليين والفلسطينيين". العلاقات المصرية الأردنية نحو مزيد من الشراكة فيما عرضت تايمز الأردنية بيان القصر الملكى الأردنى فيما يتعلق بالزيارة، موضحة أن الطرفين قاما بالاتفاق على زيادة أوجه التعاون على الأصعدة الاقتصادية والسياسية والإقليمية. وأشارت الصحيفة إلى قيام كل من صاحب الجلالة والرئيس السيسى بإبراز ضرورة استئناف مفاوضات جادة وفاعلة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فى مسيرة حل الدولتين، الذى وصفه الزعيمان بأنه "الحل الوحيد لإنهاء الصراع". فيما أكد جلالة الملك عبدالله الثانى والرئيس السيسى أن أى مقترحات التى لا تستند إلى حل الدولتين وقرارات ذات الشرعية الدولية، ستكون لها تداعيات خطيرة على المنطقة بأسرها. وبالنسبة للقدس، وشددا على أهمية الحفاظ على الوضع الراهن التاريخى للمدينة المقدسة، والتى، إذا تغيرت، سيكون ذلك بمثابة تهديد للأمن والاستقرار فى المنطقة. وأكدت الصحيفة الأردنية حرص جلالته على دور الأردن القائم فى الحفاظ على الأماكن المقدسة فى المدينة، لمواصلة دورها فى حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية. كما أكدت الصحيفة حرص الطرفين على ضرورة إيجاد حلول سياسية للأزمات الإقليمية الملحة، وخاصة فى سوريا، مشددين على ضرورة البناء على محادثات استانة والاستمرار على وقف إطلاق النار، وذلك كخطوة رئيسية نحو إيجاد حل سياسى كما نصت مباحثات جنيف. لجنة الشراكة المصرية الأردنية أكدت الصحيفة الأردنية أهمية اجتماع اللجنة المصرية الأردنية المشتركة، التى ستنعقد فى أغسطس لهذا العام، والتى ستكون على مستوى رؤساء الوزراء، لمناقشة أجندة شراكة جديدة بين البلدين. وقال البيان الصادر عن القصر الملكى، إن الجانبين اتفقا على تكثيف التنسيق فى المجالات الأمنية والسياسية، خصوصا أنهم يشتركون المواقف فى الأزمات الإقليمية، مؤكدين أهمية وجود مؤسسات عربية للتعامل مع قضايا المنطقة. وتابعت الصحيفة، أن الزعيمين أكدا ضرورة تضافر جهود جميع الأطراف المعنية فى المجتمع الدولى والدول العربية والإسلامية إلى التعامل بحزم مع مخاطر منظمات الإرهاب والتطرف والدفاع عن الإسلام ضد محاولات تشويه صورته، إضافة إلى العمل على مبادئ رفض العدوان والتطرف والدعوة إلى الإيمان بالتسامح والتفاهم والاعتدال. كما وضحت الصحيفة تشديد الملك عبد الله والرئيس السيسى على أهمية دور الأزهر بأنه "منارة للفكر الإسلامى المعتدل" الذى يسهم فى تصحيح المفاهيم الخاطئة عن الإسلام ومحاربة الأفكار المتطرفة والهدامة، بالإضافة إلى دعم جميع المؤسسات الدينية فى العالمين العربى والإسلامى لتقديم رسالتهم ألا وهى "السلام".