تفاصيل مذهلة كشفتها تحقيقات النيابة العامة فى قضية القبض على خلية إرهابية من ثلاثة أشخاص داخل شقة بمنطقة هرم سيتى بأكتوبر أول من أمس، وبحوزتهم ترسانة من الأسلحة والمتفجرات، حيث أشارت التحقيقات مع المتهم الرئيسى وزعيم الخلية أشرف عبد الفتاح عبد الفضيل السعدى، 40 سنة، مركز إطسا التابعة الفيوم، إلى أنه مدرب منتخب مصر القومى الحالى لرياضة التايكوندو، كما تبين من التحقيقات أن مالكة الشقة هى من أبلغت أجهزة الأمن فور ارتيابها فى تصرفات المستأجرين الجدد، وتردد أشخاص تبدو على ملامحهم الغلظة والإجرام، وكشفت ذات التحقيقات أن القنبلة الضخمة التى عثر عليها ضمن المضبوطات كانت مجهزة لنسف مبنى ضخم بالكامل. واستغرقت نيابة أكتوبر أول برئاسة المستشار عمرو مخلوف، قرابة 5 ساعات، فى التحقيق مع المتهم المقبوض عليه، داخل شقة بمنطقة مساكن هرم سيتى بأكتوبر. ونسب إسلام ضيف وكيل أول نيابة أكتوبر، إلى المتهم أشرف عبد الفتاح، ارتكاب جرائم الانضمام إلى جماعة عصابية مسلحة، تهدف لتنفيذ أعمال إرهابية، من شأنها تكدير الأمن والسلم العام، وبث الرعب والتخريب فى البلاد، وقتل أبرياء، واستهداف مؤسسات مدنية وشرطية، وحيازة مفرقعات ومتفجرات تمثل خطورة على المجتمع، وذخيرة وأسلحة ثقيلة، لا يجوز التصريح للأفراد بحيازتها واستخدامها، وإمداد تجمهرات إرهابية وتخريبية بالأموال والسلاح، وحضهم على محاربة قوات الأمن، إلا أن المتهم أنكر كل ما نسبته إليه النيابة العامة، وادعى خلال التحقيقات أنه مدرب المنتخب المصرى لرياضة التايكوندو، وأنه لا صلة له بتلك المضبوطات ولا يعلم عنها شيئا، بل قال إنه لا علاقة له بالشقة التى ضبط بداخلها وفيها كل تلك المتفجرات والقنابل. وبسؤال النيابة له عن سبب وجوده، إذن، داخل الشقة المجهزة كمخزن للمفرقعات، قال المتهم إن صديقا له هو من قام باستئجار تلك الشقة من مالكتها، وعرض عليه صديقه أن يشترى الشقة بمنطقة هرم سيتى، إلا أنه لم يقتنع بسبب بُعد مسافتها عن القاهرة، وعدم اطمئنانه لظروف العيش فيها، وواصل المتهم سرد روايته قائلا إن صديقه طلب منه أن يجرب بنفسه السكن فى تلك المنطقة، وعرض عليه أن يقيم لمدة شهر داخل شقته هناك، وبالفعل قدم إلى الشقة وسكن بها منذ 20 يوما، لكنه لم يعلم أن بها متفجرات وذخيرة، وأنها مخزن سلاح بهذه الدرجة من الخطورة، وأضاف المتهم فى التحقيق أن صديقه مستأجر الشقة يدعى «عبد الرازق»، وأنه تعرف عليه من خلال عمله فى مجال التدريب على رياضة التايكوندو، ولا يعرف إذا كان له انتماء إرهابى أو فكرى متطرف من عدمه، وأكد أنه فوجئ فى أثناء خروجه من الشقة بقوات الأمن تداهم المكان وتلقى القبض عليه. وبمواجهة المتهم بأقواله فى محضر الشرطة، بأنه ينتمى إلى تنظيم الإخوان الإرهابى وحيازته للمضبوطات بعد أن تسلمها من أمين حزب الحرية والعدالة بالمعادى أحمد يونس، عقب فض اعتصام رابعة، أنكر المتهم تمامًا تلك الأقوال، وأكد عدم وجود صلة له بالجماعة، وأنه لا يعرف المدعو أحمد يونس من الأساس. وتبين خلال التحقيقات، أن مالكة الشقة، هى من أبلغت رجال الشرطة بالواقعة، حيث أبدت فى محضر الشرطة قلقها من مستأجر شقتها، وأنها تشعر بأنه غير متزن فكريا وصاحب معتقدات متطرفة، وأبدت تخوفها من تدبيره أى كارثة مستغلا شقتها بما قد يعرضها للمسؤولية أو المحاسبة، وتعامل رجال مباحث قسم شرطة أول أكتوبر، مع بلاغ السيدة بحرص شديد، حيث تم إجراء تحريات أمنية دقيقة حول الشقة المستهدفة، وتبين بالفعل تردد عدد من الشباب عليها، وحيازتهم أسلحة وممنوعات يجلبونها إلى الشقة فى أوقات مريبة، يحملون أجولة أحيانا، وفى صنايق خاصة أحيانا أخرى، يتعاملون معها بحرص شدشد، وفور جمع تلك المعلومات، تم عرض الأمر فورا على المستشار ياسر التلاوى المحامى العام الأول لنيايات جنوبالجيزة، الذى أمر بمداهمة الشقة وتفتيشها والقبض على من فيها والتحفظ على ما بها من سلاح، وبمداهمة الشقة، تم القبض على المتهم «أشرف» مدرب تايكوندو، وتم العثور على ترسانة قنابل وأسلحة ومتفجرات، وبادر رجال المباحث باستدعاء خبراء المفرقعات الذين قاموا بإبطال مفعول المفرقعات. وانتقلت النيابة لمعاينة الشقة، وتبين وجود 10 قنابل، منها 9 قنابل محلية الصنع، متوسطة الحجم، مثبت بها فتيل، وقنبلة ضخمة فى حجم أنبوبة البوتاجاز تزن نحو 30 كجم، كافية لتفجير مبنى عن آخره، مثبت بها جهاز إرسال واستقبال من أعلى، لتفجيرها عن بعد، بها عداد وقت «تايمر»، ومعها جهازا تحكم عن بُعد «ريموت كنترول»، وكانت القنبلة جاهزة للاستخدام فورًا لا ينقصها سوى تركيب بطارية شحن تليفون محمول بالموقِّت المتصل بالقنبلة، كما تم العثور على 8 بنادق آلية، و900 طلقة آلية لذات الأسلحة، و500 طلقة خرطوش، علاوة على منشورات و4 أجهزة تليفون، وجهاز كمبيوتر، وجلاكسى نوت، و30 ألف جنيه، و1500 دولار.