المناصرون لهذه الدول يجادلون بأنهم يضعون سياساتها المستبدة تحت الأضواء لاعب كرة قدم فرنسى جزائرى يفضح اضطهاد قطر للعمال تقرير منظمة العفو أن صناعة الإنشاءات القطرية تعج بالإساءة إلى العمال تقديم: هنا مقال لمراسل «الإيكونوميست» فى الشرق الأوسط نُشر بتاريخ (9 ديسمبر 2013) عما لم تتوقعه قطر، وهى تسعى إلى استضافة كأس العالم 2022: قطر 2022 تم تنظيم كأس العالم فى دول قمعية أكثر بكثير من قطر؛ ففى عام 1978 مثلًا، استضافت الديكتاتورية العسكرية فى الأرجنتين نهائيات كأس العالم فى موقع يبعد فقط 2 كم عن المركز الرئيسى لاعتقال وتعذيب خصوم النظام، ولا تزال نظريات المؤامرة تروج عن فوز الأرجنتين على بيرو (6-0) فى مباراة نصف النهائى، ولكن بعد سلسلة طويلة من تنظيم النهائيات فى الدول الديمقراطية الصلبة، يبدو أن «فيفا» قد تخلت عن الاعتبارات الأخلاقية فى اختيار أماكن تنظيم نهائيات البطولة. الأماكن المقبلة ستكون فى دولتين استبداديتين: روسيا (عام 2018) ومشيخة قطر (عام 2022). الاستبداد والاضطهاد تحت الأضواء العالمية المناصرون الدوليون لعروض الاستضافة لمثل هذه الدول يجادلون بأنهم يضعون السياسات المستبدة للدول المستضيفة تحت الأضواء العالمية، مما يولد ضغوطًا جديدة وشديدة لتحقيق الإصلاح. روسيا، حيث ستقام دورة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2014، تعرضت لتمحيص عنيف بسبب قوانينها الخاصة بالحريات، على الرغم من أن الانتقادات لم تثمر حتى الآن عن أى تشريعات جديدة. وفى قطر أدت التحضيرات إلى استضافة كأس العالم لتسليط الأضواء على المعاملة القاسية للعمال الأجانب فى هذا البلد. ووعدت الحكومة بإصلاحها التجاوزات فى السنوات المقبلة، ولكن طالما كانت استضافة النهائيات مضمونة، فهناك حافز ضعيف لعمل أى شىء سوى إصلاحات ظاهرية تجميلية للأنظمة. قطر تستضيف كأس العالم وهى دولة هامشية فى كرة القدم على عكس الدول ذات الإنجازات فى كرة القدم التى تختارها «فيفا» عادة، فإن قطر التى تقع فى شبه جزيرة صغيرة فى الخليج الفارسى، تعتبر دولة هامشية فى هذه الرياضة. وتمتلك الإمارة أقل بنية تحتية رياضية مقارنة بمَن نافسوها لتنظيم نهائيات عام 2022. ونتيجة لذلك، من المتوقع أن تنفق أكثر من 220 مليار دولار على إنشاء بنية تحتية ملائمة بما فى ذلك جزيرة اصطناعية من شأنها أن تستوعب ما يصل إلى 25 ألف مشجع. وكل ذلك، سيتطلب عمالة أكثر بكثير من عدد سكان البلد. ولذلك تخطط الحكومة لتوظيف 500,000 عامل أجنبى تقريبًا، لتعزيز مجتمع المهاجرين الذى يشكل بالفعل 94% من القوى العاملة فى قطر. صناعة الإنشاءات القطرية تعج بالإساءة إلى العمال وفاة 44 عاملًا نيباليًّا خلال الصيف لقسوة ظروف العمل ويحذر اتحاد النقابات الدولى أنه قد يهلك ما يصل إلى 4000 عامل نظام «الكفيل» فى دول الخليج، والذى يربط على نحو فاعل العمال بأرباب عملهم، يجعلهم هدفًا سهلًا للاستغلال من قبل وكلاء التوظيف عديمى الضمير فى بلدانهم (بشكل رئيسى فى آسيا وشبه القارة الهندية)، ومن قبل المقاولين عند وصولهم إلى بلدان الخليج. ووُجد تقرير صادر من منظمة العفو الدولية فى نوفمبر أن صناعة الإنشاءات القطرية تعج بالإساءة إلى العمال، بما فى ذلك العمل القسرى على شكل نظام سخرة يشبه العبودية. واشتكى العمال من أن رواتبهم كانت نصف ما وعدوا به، وبعضهم لم يتسلم شيئًا على الإطلاق لعدة أشهر. وتذمر البعض الآخر من خصومات عقابية لأخذهم راحة لبضع دقائق خلال نوبات عمل لمدة 18 ساعة فى فصل الصيف اللاهب. ويصادر الكفلاء بشكل روتينى جوازات سفر العمال، لمنعهم من تغيير وظائفهم أو مغادرة البلاد. وفى حالات استثنائية قصوى، دفع بعض العمال حياتهم ثمنًا لعملهم الخطر: فقد مات هذا الصيف 44 عاملًا نيباليًّا فى غضون شهرين بسبب نوبات قلبية أو حوادث مرتبطة بالعمل. وحذر اتحاد النقابات الدولى، أنه قد يهلك ما يصل إلى 4000 عامل على مدى السنوات التسع المتبقية لإكمال المنشآت القطرية، إذا لم يتم تحسين ظروف العمل. لاعب كرة قدم فرنسى- جزائرى شجاع يفضح اضطهاد قطر للعمال الشهر الماضى أصبح الرابط بين كأس العالم ونظام الكفيل القطرى تحت الأضواء العالمية؛ ففى عام 2007 انتقل زهير بليونس، وهو لاعب كرة قدم فرنسى- جزائرى، إلى قطر للعب لنادى الجيش. ثم ترك نادى الجيش وسافر إلى أوروبا، وعاد بليونس إلى قطر عندما صعد فريقه إلى دورى الدرجة الأولى. ثم دخل السيد بليونس فى نزاع مع النادى، واتهم النادى بعدم دفع مستحقاته ومنعه من مغادرة البلاد لعدم موافقة الكفيل أى النادى فى هذه الحالة على خروجه. وعندما تفاقم يأس اللاعب من مغادرة قطر، اضطر لبيع الأثاث ليشترى ما يقتات به، ثم عندما فقد الأمل، أرسل نداءً علنيًّا إلى اللاعب الفرنسى- الجزائرى زين الدين زيدان والإسبانى بيب جوارديولا، وهما اثنان من النجوم المعتزلين، وسبق أن عملا كسفراء لترويج ملف قطر لاستضافة نهائيات كأس العالم 2022، ليتدخلا نيابة عنه مع حكومة قطر (طالع نص النداء بعد المقال). وفى غضون أيام من نداء بليونس، سمحت الحكومة القطرية بمغادرته البلاد من دون موافقة النادى الكفيل. السيد بليونس عاد الآن إلى فرنسا، ولكن لا يبدو أنه على استعداد لنسيان هذه الحادثة. وقال إنه يخطط لمقاضاة النادى القطرى فى محكمة باريسية، مؤكدًا تضامنه مع العمال الأجانب المنسيين والمضطهدين فى قطر. يقول بليونس: «لست وحيدًا فى هذا المأزق»، وأضاف: «عديد من العمال الذين يبنون الملاعب لكأس العالم 2022 قد يجدون أنفسهم فى نفس موقفى». وبعد يومين مع عودة السيد بليونس إلى منزله فى فرنسا، قابل وفدًا من النقابة الدولية للاعبى كرة القدم المحترفين (الفيفبرو FIFPRO) رئيس اللجنة القطرية المنظمة لكأس العالم، وطالبه باستثناء اللاعبين من قوانين الكفالة. ومن المتوقع أن أمير قطر الجديد سينتهج سياسة خارجية أكثر توافقية من أبيه، قد يوافق على طلب الفيفبرو المتواضع لتجنب المزيد من الدعاية السيئة. وتقول لجنة قطر 2022 إنها سوف تصدر لوائح جديدة بشأن حقوق العمال بحلول نهاية العام، ولكن العمال المهاجرين الذين يكسبون رزقهم عبر العمل اليدوى بدلًا من أقدامهم من المرجح أن يظلوا غير محظوظين. فهذه الدولة الغنية بالغاز تتمتع بأعلى ناتج محلى إجمالى فى العالم للفرد الواحد، ويعتمد قادتها بجرأة على العمالة المستوردة الرخيصة للحفاظ على حيوية الاقتصاد. المطالبة بالإصلاح قبل وليس بعد الفوز بحق الاستضافة حتى الآن، عدم وجود إصلاحات سياسية فى روسياوقطر فى مواجهة الانتقادات الدولية يشير إلى أن المتشككين فى جدوى تنظيمهم لكأس العالم يتمتعون بحجج قوية. إذا أراد الغرب استخدام الرياضة للدفع من أجل التغيير فى البلدان الاستبدادية، فيبدو أن وقت المطالبة يجب أن يكون قبل وليس بعد منح حق تنظيم النهائيات. فبمجرد أن يتم تأمين الموافقة على التنظيم، تفقد «الفيفا» القدرة على فرض ما تريد. انتهى مقال مجلة «الإيكونوميست» ويليه ملحق من إعداد المترجم عن نداء اللاعب زهير بليونس الموجه إلى اللاعبين الفرنسى زين الدين زيدان والإسبانى بيب جوارديولا: نداء من اللاعب زهير بليونس اسمى زهير بليونس، لاعب كرة قدم فرنسى من أصل عربى. بسبب مشكلات مالية مع النادى الذى ألعب به، حُرمت من مغادرة قطر، ولم أشاهد بناتى منذ منتصف عام 2012 حتى الآن. ويتم منعى بسبب نظام الكفيل، هذا النظام الذى لا يوجد فى العالم إلا فى هذا البلد وفى السعودية. لست وحيدًا فى هذه المشكلة، هناك مئات غيرى من العمال الكادحين الذين لا يستطيعون الخروج من قطر بسبب نظام السخرة والعبودية الإجبارية الذى يُمارس عليهم من قبل المسؤولين عن إنشاء ملاعب مونديال 2022. أعرف جيدًا أنكما مشغولان بما تقدمانه، لكن من فضلكما، حاولا أن تساعدانى، أنا هنا أعانى، لقد حطمونى، وقضوا على ما تبقى داخلى من أمل وفرحة. أنا اخترتكما لأنكما من عظماء كرة القدم، وسفيران فى ملف قطر 2022، وأقول لكما، إذا استمرت قطر بهذا النظام، ستجدان مئات غيرى، بل آلاف، إنهم لا يرحمون أحدًا يا سادة. البلد رائع والقطريون أناس طيبون، لكن نظام الكفيل وبعض الشخصيات هنا تحرمنى من أبسط حقوقى: الحرية ومشاهدة بناتى وزوجتى. لقد هددونى أن يحطموا حياتى، وأظنهم نجحوا فى ذلك. نحن نعرف كرة القدم، ونحب كرة القدم، هكذا قلتما، وأنا لاعب كرة قدم.. افعلا لى ما تستطيعان، لأننى أحتاج فعلًا إلى مساعدتكما. أنتما قبل أن تكونا نجمين، كنتما طفلين صغيرين، والآن أبوين لأطفال، حاولا أن تعيشا وضعى ولو بالخيال، هل تستطيعان فراق ابنتكما الصغيرة؟ هل تتحملان مشقة موسم كامل دون أن تريا عيون مَن تحبوهما؟ لقد بعت أثاث بيتى، بعت جزءًا من احتياجاتى الشخصية، تركتهن يرحلن إلى فرنسا، لأنى لا أملك قوت يومى، فما بالكم بقوتهما! أحدثكما بصفتكما الإنسانية قبل الرياضية، أرجوكما ساعدانى. زهير بليونس، 14 نوفمبر 2013، الدوحة، قطر.