وافقت قطر على منح تأشيرة الخروج للاعب الفرنسي زاهر بليونس بعد صراعه لمدة عامين بدون أجر بسبب نظام الكفالة بالنسبة إلى العمال المهاجرين في هذه الدولة. و في رسالة على موقع التواصل الاجتماعي ذكر مهدي أن شقيقه المهاجم السابق في نادي الجيش القطري زاهر بليونس "يشكر الفرنسيين عن كل شيء فعلوه من أجله، إذ أصبح خارج قطر وذلك بسبب التزامهم الرائع ودعمهم لحقوق الانسان". وأكد مهدي لصحيفة "ذي جارديان" البريطانية، الأربعاء، أن تأشيرة الخروج منحت لشقيقه، وأنه يتوقع أن يصل إلى مطار شارل ديغول في باريس مع زوجته وطفلتيه. وكان بليونس على خلاف مع ناديه السابق، الجيش، لأكثر من عامين بسبب عدم صرف أجره. ولكن، حتى بعد الاتفاق على سحب دعواه للمطالبة بأمواله، فإنه لم يسمح له بمغادرة قطر بسبب نظام الكفالة الذي يربط العمال المهاجرين بأصحاب أعمالهم. وفي نداء يائس إلى سفيري "قطر 2022" بيب جوارديولا وزين الدين زيدان، أبرزت "ذي جارديان" قول بليونس على انه "عاش كابوساً" على مدى العامين الماضيين. وكتب المهاجم رسالة إلى مراسل الصحيفة مدعياً "تخيل ماذا كنت أعاني كل يوم في منزل نصف فارغ – لأنهم عندما وعدوني بأنهم سيمنحوني تأشيرة الخروج بعت كل أثاث المنزل – وعندما كنت أنظر في عيون طفلتي كنت أشعر بالخجل والاشمئزاز من نفسي لأنني وضعتهما في مثل هذه الحالة". وكانت مؤسسات، بما في ذلك هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية، قد ضغطت على السلطات القطرية للسماح لزاهر بالعودة إلى بلاده، معتبرين أن قضيته هي رمزاً للمشاكل التي يواجهها الآلاف من العمال المهاجرين الآخرين الذي يرفض أرباب العمل السماح لهم بالمغادرة. وجاء قرار الموافقة لمغادرة بليونس في الوقت الذي كان من المقرر أن يصل الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين مع ممثلين من الاتحاد الدولي لنقابات العمال إلى قطر لمدة أربعة ايام لإجراء محادثات مع المسؤولين في البلاد بهدف تأمين الموافقة على وصوله إلى بلاده. وسبق لاتحاد النقابات أن قال إنه "يشعر بقلق بالغ بسبب ادعاءات حول انتهاكات حقوق الإنسان خلال بناء ملاعب نهائيات كأس العالم والبنية التحتية ذات الصلة"، التي أصبحت قضية رئيسية بالنسبة إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم ومنظمو كأس العالم، منذ أن ظهرت تقارير مفصلة لمنظمات حقوق الانسان والتحقيق الذي أجرته الصحيفة البريطانية المذكورة عن محنة المهاجرين النيباليين التي سلطت الضوء على حجم المشكلة. وحذر الاتحاد الدولي لنقابات العمال أنه من المحتمل أن يتوفى حوالي 4 آلاف عامل قبل أن يتم ركل الكرة من دون اصلاح جذري لنظام الرعاية ووضع قوانين جديدة مع إلغاء قواعد الكفالة. وبعد اجتماعه مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني في وقت سابق من هذا الشهر، قال رئيس الفيفا سيب بلاتر إن قطر ستستضيف "كأس العالم" والأمور "تسير على الطريق الصحيح" فيما يتعلق بحقوق العمال. ولكن بعد أسبوع التقى بلاتر في زيوريخ بممثلي اتحاد النقابات وغيره من المنظمات المعنية. وجاء في بيان الفيفا بعد هذا الاجتماع "أن الوضع غير مقبول"، مصراً على أنه "يجب على قطر أن تأخذ الأمور في الاعتبار وبسرعة العمل بظروف عادلة مع وجود تأثير ". وخلال هذا الأسبوع، ومع رحلته إلى كوالالمبور، بدا أن بلاتر ألقى اللوم على وسائل الإعلام الأوروبية عن "مهاجمة" قطر بشأن القضية، وادعى أن التركيز على حقوق العمال "لم يكن عادلاً". في الوقت نفسه، نفى الاتحاد القطري لكرة القدم ادعاءات بليونس، قائلاً إنه "ساعده لاسترداد أجره غير المدفوع عندما لعب لنادٍ آخر في البلاد، ولكنه لم يقدم أبداً أي شكوى ضد نادي الجيش". نقلا عن صدى البلد