صراع أجنحة محتدم قبيل قرار بوتفليقة بالترشح.. وسجال كلامى بين الأمين العام للحزب الحاكم ومدير المخابرات يبدو أن الصراع داخل أروقة النخبة الحاكمة فى الجزائر والذى يفور تحت السطح منذ نحو عامين، سوف يزداد اشتعالًا مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية المقررة فى أبريل القادم، فى انتظار إعلان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة قراره بشأن خوضه الانتخابات لولاية رئاسية رابعة. وظهر ذلك واضحًا من خلال سجال كلامى نادر بين اثنين من أبرز الشخصيات السياسية النافذة فى الجزائر، حيث اتهم عمار سعدانى، الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطنى الحاكم، مدير المخابرات الجنرال توفيق، بالفشل، وقد حاول عدد من رموز الحزب إظهار تماسك النظام من خلال بيانات الاستنكار والتأييد لمدير المخابرات، فقد عبر عبد الرحمن بلعياط، منسق الحزب سابقًا، وأعضاء آخرون من اللجنة المركزية للحزب عن «استنكارهم» لاتهامات عمار قائلين: «نحن مَن أعطى الشرعية لكل هذه المؤسسات فكيف نتهمها بالفشل؟». وكان سعدانى قد طالب مدير المخابرات والرجل القوى فى السلطة الفريق محمد مدين المعروف بالجنرال توفيق بالاستقالة واتهمه بالتقصير فى مهام حماية البلد والتدخل فى كل مفاصل الدولة، وأضاف بلعياط: أن «اتهامات سعدانى طالت الجيش والرئاسة والقضاء وحتى الحكومة، مع إننا نحن حزب الأغلبية، ونحن مَن أعطى الشرعية لكل هذه المؤسسات فكيف نتهمها بالفشل». وقاد بلعياط الحزب منذ يناير 2013 باعتباره منسقًا مؤقتًا إلى أن تم عقد اللجنة المركزية فى أغسطس وانتخاب عمار سعدانى أمينًا عامًا خلفًا لعبد العزيز بلخادم، ولا يعترف بلعياط ومعه عدد من أعضاء اللجنة المركزية بعمار سعدانى أمينًا عامًا، وأكد أن «الحزب يتبرأ من هذه التصريحات ويعلن أنها لا تلزم إلا صاحبها»، وحسب بلعياط فإن منصب الأمين العام للحزب ما زال شاغرًا وأن اجتماعًا للجنة المركزية سيعقد قريبًا لانتخاب أمين عام. كما نشر أعضاء من اللجنة المركزية، من بينهم الوزير الأسبق وعضو مجلس الأمة الهادى خالدى بيانًا تبرؤوا فيه من تصريحات سعدانى. لكن فى المقابل أكد أعضاء المكتب السياسى المساند لعمار سعدانى عن دعمهم وتأييدهم للأمين العام، كما جاء فى بيان نشر على الموقع الإلكترونى للحزب. ويدعم جناح سعدانى ترشح بوتفليقة، 76 سنة، والذى يحكم البلاد منذ ،1999 لولاية رئاسية رابعة رغم عدم شفائه التام من جلطة دماغية أصيب بها قبل عشرة أشهر، بينما لا يعارض جناح بلعياط ترشحه بوتفليقة لولاية رابعة لكنه «ينتظر أن يعبر هو عن ذلك بصفة صريحة». ولم يرد جهاز المخابرات ولا وزارة الدفاع بصفة رسمية على تصريحات سعدانى إلا أن الصحف ذكرت الأربعاء أنه تم رفع دعوى قضائية ضده.