المقهى الثقافى بمعرض الكتاب، ناقش رواية «سقوط الصمت» للدكتور عمار على حسن فى الندوة التى شارك فيها الدكتور شاكر عبد الحميد أستاذ علم نفس الإبداع بأكاديمية الفنون ووزير الثقافة الأسبق، والدكتور صالح سليمان، وأدارها الكاتب الصحفى سامح سامى. فى البداية تحدث الدكتور شاكر عبد الحميد مؤكدًا أن رواية «سقوط الصمت» أشبه ببكائية أو مرثية تعكس الحنين الجارف لثورة 25 يناير التى شعر الراوى أنها تتسرب وتسرق من بين يدى الثوار، فيحاول أن ينفخ الرماد الذى تراكم فوقها، شكلها العام أشبه بدوامة تبدأ من نقطة صغيرة هى ليلة مقتل حسن عبد الرافع فى ميدان التحرير وتتشعب إلى اللا نهائى، فهى أشبه بالمتاهة ندخل إليها، ولا نعرف كيف نخرج منها. عبد الحميد أشار إلى أن الرواية أبدعت فى وصف المكان عبر مشهدية باذخة الثراء، فالمكان فى رواية «سقوط الصمت» يتكون من عناصر مميزة له، الأول تيبوغرافية المكان التى تتبدى فيها الحساسية الإنسانية فى الوصف التفصيلى له، والمكان المحورى فى الرواية كان ميدان التحرير، والثانى تيبولوجيا المكان الذى يصف حركة الإنسان فى المكان والحواجز التى يصطدم بها، أما العنصر الثالث فهو عبقرية المكان الذى يحاول الراوى من خلالها بعث روحه القديمة، من خلال وصف تاريخ البشر وارتباطهم به. الدكتور صالح سليمان قال إن الرواية تثير تساؤلات عديدة، خصوصًا أنها تدور فى مضمار حدث «الثورة» وهو مازال ساخنًا حتى الآن، وتتعلق التساؤلات أولا بشكل الرواية، هل تصنف على أنها رواية تاريخية أم سياسية، مضيفًا أن الإبداع دومًا ما يبقى عصيًّا على التصنيف. وفى كلمته أوضح الدكتور عمار على حسن أن هناك كذبة يروج لها البعض تنطوى على تناقض شديد، وهى أن الحدث الثورى لا يجب أن يكتب عنه إلا بعد اكتماله، فينظرون إلى الأعمال التى تحكى عن الثورات الآنية على أنها أعمال ناقصة لأن المشهد الثورى لم ينضج بعد، إلا أنه يرى هذا الرأى مغلوط تمامًا، لأن الثورة تستحق أن يكتب عنها، هى فى ذاتها هى عمل إبداعى بامتياز، وهى مكتملة تمامًا لأن الثورة تمثل ذروة الاختمار الذى سبقها، وهو الحدث الأهم. عمار أضاف «كتبت (سقوط الصمت) لتعبر عن البطولة الجماعية لكل من شارك فى كسر حاجز الخوف والانطلاق فى ثورة عارمة، وحرصت أن أوجد جميع الشخوص الذين شكلوا المشهد لأجعل البطولة جماعية».