تصريحات غاضبة من الجانبين الأمريكي والإيراني لا تتوقف هذه الفترة، الأمر الذي زادت وتيرته بعد إجراء طهران تجربة صاروخية مؤخرا، ما دفع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى تهديد الجمهورية الإسلامية بفرض عقوبات على 25 شخصية وكيان إيراني، وهو ما ردت عليه إيران بالاستمرار في تجاربها وتدريباتها العسكرية، تحديا لواشنطن بل ووصل الأمر إلى التلويح بفرض عقوبات مماثلة على كيانات وشخصيات أمريكية كرد على البيت الأبيض. هل يصل التصعيد بين إيرانوأمريكا إلى درجة الحرب؟.. هذا ما حاول الإجابة عنه محللون وخبراء، وقال شاهر شاهد ساليس المحلل الإيراني لموقع "ميدل ايست اي" البريطاني، إن"المواجهة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإيران تعد نقطة تَفجر ساخنة يمكن أن تشعل حربا بين البلدين". وأضاف "من الحماقة الاعتقاد أن يستمر الاتفاق النووي بين طهرانوواشنطن؛ طالما مازالت العلاقات بين الجانبين تواجه نفس المأزق، وتظل مجالات النزاع بين البلدين دون حل"، داعيا إلى "ضرورة بناء البلدين على الاتفاق والتقارب، وفي حال لم يحصل هذا الأمر، فإن الاتفاق سينهار تحت ثقل العداء المتأصل". ولفت الخبير الإيراني إلى أنه "بعيدا عن الملف النووي لا تزال هناك 3 قضايا وإشكاليات بين طهرانوواشنطن؛ الأولى هي "التحدي الإيراني للنفوذ والسيطرة الأمريكية بالمنطقة"؛ موضحا أنه "خلال ال40 عاما الأخيرة ومنذ اندلاع الثورة الإسلامية بطهران، استغلت واشنطن كل الأدوات التي تملكها لزعزعة النظام الإيراني وتغييره". وقال إنه "من بين هذه الوسائل، دعم الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين في حرب الخليج الأولى التي اندلعت بين بغدادوطهران على مدار 8 سنوات، علاوة على قيام واشنطن بالعديد من العمليات السرية والهجمات الإلكترونية ضد الجمهورية الإسلامية، ومساندة التنظيمات المسلحة داخل الأخيرة، فضلا عن سلاح العقوبات، التي أصابت طهران بالشلل". أما القضية الثانية التي تشعل التوتر بشكل دائم بين الجانبين الأمريكي والإيراني، هو إصرار المتشددين في طهران وعلى رأسهم مرشد الثورة علي خامنئي على تصدير الأخيرة لدول الشرق الأوسط، ما يؤثر على حالة الاستقرار في هذه البلاد التي تعتبر حليفة لواشنطن؛ وعلى رأسها السعودية"، لافتا إلى أن "الرياض تشعر بالتهديد الشيعي، خاصة أن معتنقي هذا المذهب على أراضيها يعيشون بالمناطق الشرقية الغنية بالنفط، كما يقلق الحوثيين اليمنيون المملكة". وتأتي إسرائيل كسبب ثالث للخلافات التي لا تنتهي بين إيرانوالولاياتالمتحدة، ووفقا لساليس فإن "المليشيات الإيرانية بسوريا والتي قد تبقى في مرحلة ما بعد الأسد، تشكل تهديدا لأمن تل أبيب الأمر الذي يسبب إزعاجا لواشنطن التي ترى في إسرائيل حليفا لها". وعن احتمالية نشوب الحرب قال "بينما تحاول واشنطن الدفاع عن نفسها، يعزز الإيرانيون مواقعهم ويتوسعون في مجال الصواريخ الباليستية، ويدعمون حزب الله، إلا أن الولاياتالمتحدة مقيدة، ولهذا لن يكون أمام الولاياتالمتحدة إلا إيقاف إيران أو إجبارها بالقوة لدفع ثمن هذه السياسات، بينما يقف الاتفاق النووي بين طهران والغرب كعائق". واختتم قائلا "قد تفقد واشنطن صبرها وتصبح العملية العسكرية الجوية المدعومة بالصواريخ والطائرات دون طيار خيارا لا يمكن تجنبه، وسترد طهران بقوة وقسوة". هذا وحذرت تقارير أمريكية وبريطانية من سياسة الولايات المتجهة تجاه إيران، متسائلة "هل يتجه ترامب لإشعال الحرب مع طهران؟"، وقالت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية إن التحذير الذي وجهه الجنرال المتقاعد مايكل فلين- مستشار ترامب للأمن القومي- مؤخرا لطهران منتقدا إجراءها تجربة إطلاق صاروخ بالستي، هو تصريح خطير من نوعه. وقالت المجلة الامريكية "أمرا جيد أن تُطمئن إدارة ترامب شركاء أمريكا بالشرق الأوسط إزاء سلوك إيران، لكن يجب على الإدارة أن توازن ما تقوم به مع المخاطر المحتملة، خشية الانزلاق إلى المستنقع"، مضيفة أن "إدارة الرئيس الأمريكي ليس لديها أي وسائل اتصال، كالتي كانت لأوباما مع طهران لتخفيف مستوى التوتر، وهناك مخاوف من تفجر الأوضاع بسرعة وخروجها عن السيطرة". بدورها، حذرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية من "تصاعد التوتر بين الجانبين"؛ موضحة أن"عدد من السياسيين بالجمهورية الإيرانية يفسرون الحظر الذي فرضته واشنطن على دخول الإيرانيين للولايات المتحدة على أنه موجه ضد الشعب وليس ضد الحكومة"، وتساءلت صحيفة "إكسبريس" البريطانية حول سلوكيات الولاياتالمتحدة إزاء إيران و"هل يمثل الأمر حربا عالمية ثالثة".