الرواية مرثية لحلم رومانسى داعب البطلة فى رحلة بحثها عن الحب الحقيقى رواية «الرحلة 797 المتجهة إلى فيينا» لطارق الطيب، الصادرة عن دار نشر العين، تعالج مسألة العلاقات الإنسانية، بين الرجل والمرأة، حسب مفاهيمها المختلفة بين الشرق ممثلا فى القاهرة، والغرب ممثلا فى فيينا عاصمة النمسا. تدور الأحداث فى الزمن الحالى. أبطال الرواية هم أربعة أشخاص، امرأة فى منتصف ثلاثينياتها هى ليلى، التى تعمل مدرسة للغة الألمانية فى المدرسة الألمانية، وثلاثة رجال هم فى أوائل أربعينياتهم، أخوها ياسين، وزوجها فاروق، وحبيبها آدم. محور الرواية هو هذه السيدة ليلى، المحاصرة خلال عمرها كله، بالعادات والتقاليد «الناس حا تقول علينا إيه؟» العبارة التقليدية على لسان الأب والأم، ثم الأخ المتزمت الأنانى الذى أراد أن يتخلص من مسؤوليته الأخلاقية تجاهها، وأختها الأكبر منها التى كانت تمارس «تلاوة البنود الأخلاقية على مسمع من الأسرة فى مناسبات تفتيش الضمائر». سلمها أخوها إلى زوج هو أحد أصدقائه ومن نفس عيّنته. هو نوع من الرجال لا يهتم إلا بالأكل وبمشاهدة مباريات كرة القدم، ثم ممارسة الجنس مع زوجته واقفا كأنه يغتصبها، كما لو كانت عاهرة محترفة، ودون أى تمهيد للممارسة، ولا أية مشاعر عاطفية. ثم إنه لا يناقشها فى أى شىء، بل دائما ما يفرض عليها آراءه. فى أثناء نومها تحلم ليلى بالرقص عارية على ضفاف بحيرة. لن تجد المسكينة ليلى خلاص روحها إلا فى شخص الحبيب آدم، الذى تلتقيه مصادفة خلال رحلة إلى النمسا. الرواية هى إذن مرثية لحلم رومانسى فى العثور على حب حقيقى راود ليلى مرارا، حتى يعوّضها عن جلافة وخشونة الزوج، الذى يعتقد أن هذه هى الرجولة، بعد أن كانت قد عانت خلال طفولتها ومراهقتها وبداية شبابها، من أم مستكينة خانعة لزوجها، ليس لديها أى قدر من المعرفة النفسية، حتى إنها لم تجد ما تقوله لابنتها بمناسبة دورتها الشهرية الأولى، إلا أن تقول لها إن هذا النزف هو عقاب من الله على الكذب. ياسين الأخ عمل لفترة كمرشد سياحى، لأنه هو وأختاه البنتان يجيدون الألمانية التى تعلموها فى المدرسة الألمانية بالقاهرة، ثم فى قسم اللغة الألمانية بكلية الألسن. تعرّف ياسين على النمساوية ماريان، وتزوجها وسافر معها إلى فيينا، حيث رفض لفترة العمل فى محل الجزارة الذى يملكه حموه، بدعوى أنه كمسلم لا يتعامل مع لحم الخنزير، ثم وجد وظيفة مترجم وسائق سيارة، فى إحدى السفارات العربية، إلا أن رؤساءه فى عمله هناك اضطروه إلى أن يطلق زوجته النمساوية المسيحية السافرة، ليتزوج من نمساوية تحولت إلى الإسلام وأطلقت على نفسها اسم فاطمة. هذا التصرف من ياسين هو أيضا دليل مهم على ازدواجية معاييره، بل على وصوليته، فهو يتنازل عن زوجته ماريان حتى يتمكن من الاحتفاظ بوظيفته فى السفارة العربية.