قال وزير الخارجية الروسية سيرجي لافروف، إن موسكو ستستوضح تفاصيل مبادرة واشنطن الخاصة بإقامة "مناطق آمنة" في سوريا، وهي مستعدة لدراسة تطبيق هذه الفكرة، شرط موافقة دمشق عليها. ولفت الوزير الروسي إلى أن الإدارة الأمريكية الجديدة تطرح هذه الفكرة بصيغة تختلف عن الأفكار التي سبق أن طُرحت في المراحل الماضية للأزمة السورية، وذلك في إشارة إلى إنشاء منصة معينة في الأراضي السورية لإنشاء حكومة بديلة واستخدامها كمنصة انطلاق لإسقاط ما أسماه بالحكومة السورية. وذكر لافروف بأن هذا السيناريو كان مستنسخا من الأحداث الليبية، التي تم في سياقها إنشاء مثل هذه المنصة في بنغازي، ومن ثم تم استخدامها لإسقاط معمر القذافي، وكذلك كذريعة للتدخل عسكريا، انتهاكا لقرار مجلس الأمن الدولي. وحسب تقييم لافروف، فإن المبادرة الأمريكية الحالية لا تستهدف إسقاط بشار الأسد، وإنما هي عبارة عن تنفيذ خطوات معينة في سياق تخفيف الوطأة المتعلقة باستقبال اللاجئين بالنسبة للدول المجاورة لسوريا وأوروبا، وفقا لفهم لافروف للمبادرة الأمريكية. وقال لافروف، إذا كان الأمر فعلا هكذا، فيمكن دراسة إقامة مثل هذه المناطق لإسكان النازحين داخل الحدود السورية، وذلك بالتعاون مع مفوضية الأممالمتحدة العليا لشؤون اللاجئين، مشددا على أن هذه المبادرة تتطلب تنسيق كافة التفاصيل وحتى المبدأ نفسه مع نظام دمشق. من جهة أخرى اعتبر لافروف، أن هناك إمكانية لتحقيق نقلة نوعية في محاربة الإرهاب بسوريا في حال بدء التنسيق بين "الكوماندوس" الغربيين الموجودين في سوريا وقوات نظام دمشق. ووصف لافروف الإمكانيات المفتوحة أمام التعاون الروسي الأمريكي في مجال محاربة الإرهاب بغير المحدودة، لكنه لفت بشكل خاص إلى قدرات القوات الخاصة التابعة لعدد من الدول الغربية المنتشرة في سوريا. وأضاف أنه "إذا كان بإمكاننا تنسيق كافة هذه القدرات، بما في ذلك قدرات نظام الأسد، وكافة القوى التي تتعاون معها، وكذلك قدرات التحالف الذي يقوده الأمريكيون، وإذا كان الجميع مركزين على محاربة تنظيم داعش والإرهابيين الآخرين، فأعتقد أنه سيكون بإمكاننا تحقيق تغييرات نوعية إيجابية جدا فيما يخص تحقيق أهدافنا في مجال محاربة الإرهاب".