وسط الاستعدادات لعقد مؤتمر جنيف 2، أكد وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى أن الرئيس السورى بشار الأسد ليس له مكان فى سوريا المستقبل، وهى التصريحات التى جاءت وسط اجتماع فصائل المعارضة فى تركيا حيث من المقرر أن تحدد موقفها النهائى من حضور المؤتمر الهادف لإنهاء الصراع بالبلاد. كيرى أضاف فى مؤتمر صحفى «نحن نستعد للذهاب إلى جنيف والدخول فى هذه العملية أعتقد أنه أصبح واضحا أنه لن يكون هناك حل سياسى ما لم يناقش الأسد انتقالا سياسيا، وإذا ظن أنه سيكون جزءا من هذا المستقبل، فهذا لن يحدث»، مضيفا بقوله «خياراتنا لم تنفد بشأن ما يمكن أن نقوم به لزيادة الضغط وتغيير المعادلة»، نافيا أن تكون بلاده «عاجزة عن إيجاد بدائل للضغط على الأسد». فى سياق متصل عقد الائتلاف الوطنى السورى المعارض اجتماعا مغلقا فى إسطنبول للبت فى إمكانية مشاركته فى جنيف 2، وانتقد فى بيان له إصرار روسيا على حصر المؤتمر بمكافحة الإرهاب والإفراج عن المعتقلين، لافتا إلى أن عقده ضمن هذه الأطر فقط «محاولة لإنتاج الأسد من جديد»، وندد عبد الباسط سيدا -عضو الهيئة السياسية للائتلاف الوطنى- بما وصفه «عدم جدية روسيا بالتعامل مع الملف السورى». واعتبر سيدا أن إصرار روسيا «على حصر جنيف 2 بمكافحة الإرهاب والإفراج عن المعتقلين، دون تشكيل هيئة حكم انتقالية خالية من الأسد، يعنى أنها لا تريد إنجاح الحل السياسى لأن عقد جنيف 2 ضمن هذه الأطر فقط، محاولة لإنتاج الأسد من جديد وإذلال للثورة السورية، وسعى فاضح لحيده عن مساره المتفق عليه قانونيا». هذا فى الوقت الذى كثفت فيه موسكو خلال الأسابيع القليلة الماضية تزويد حليفتها دمشق بمعدات عسكرية جديدة، من بينها عربات مدرعة، وطائرات من دون طيار، وقنابل موجهة، وتأتى الإمدادات الروسية الجديدة إلى سوريا، فى وقت تكثّفت المشاورات بشأن عقد محادثات سلام لحل الأزمة السورية الأسبوع المقبل فى سويسرا، ونقلت وكالات الأنباء عن مصادرها أن «الجيش السورى تسلم منذ ديسمبر المنصرم شحنات جديدة من الأسلحة والإمدادات العسكرية، منها طائرات من دون طيار، قامت روسيا بتسليمها مباشرة أو عبر وسطاء». وميدانيا سيطر مقاتلون من المعارضة السورية على مناطق فى غرب محافظة حلب، بعد اشتباكات مع تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام «داعش»، وفقا للمرصد السورى لحقوق الإنسان، وكان مقاتلو التنظيم قد انسحبوا من مدينة سراقب، أحد أبرز معاقلهم فى إدلب شمالى غربى البلاد، كما أفاد شهود عيان بوقوع اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية والمقاتلين المعارضين على أطراف مدينة داريا جنوب غربى دمشق التى يحاول الجيش السورى منذ أشهر استعادة السيطرة الكاملة عليها.