2014.. السنة الاحتفالية لذكرى كارل الكبير

أصدر المركز الالمانى، بياناً، بشأن السنة الاحتفالية لذكرى كارل الكبير، صاحب الجهود الكبيرة فى مجالى التعليم والأدب والفن كانت حجر الأساس في الثقافة الأوروبية بالإضافة إلى ذلك تمكن من إيجاد إدارة فعالة في إمبراطوريته الواسعة، تخضع لقوانين موحدة وتستعمل عملة واحدة.
وهذا نص البيان :
2014 هي السنة الاحتفالية لذكرى كارل الكبير. "النهضة الكارولنجية" وضعت حجر الأساس لثقافة وجغرافيا أوروبا الحالية.
احتفال عيد الميلاد في العام 800 دخل التاريخ من أوسع أبوابه. قبل أكثر من ۱۲00 عاما قام البابا ليو الثالث بتتويج كارل الكبير، الذي كان حتى ذلك الحين ملك الشعب الجرماني الغربي في فرانكن، إمبراطور رمانونروم، قيصر الرومان.
بهذا تحول عرش كارل إلى خليفة الإمبراطورية الرومانية القديمة. من وجهة النظر المعاصرة يعتبر كارل الكبير أوروبي حقيقي، فهو أبو القارة الأوروبية. كارل المولود على الأغلب في عام 748 تلقى علومه العسكرية في ذلك الوقت بصفته ملك فرانكن. وقد امتد عرش فرانكن حينها شاملا مناطق واسعة من أوروبا الحالية.
أمتان، هما ألمانيا وفرنسا، تدينان في نشأتهما اليوم إلى ذلك الرجل "الكبير"، بكل ما في الكلمة من معنى. فقد تراوح طول كارل بين ۱9۳ و ۲0۲ سم. من الناحية الجغرافية أيضا كانت مملكته واسعة شاسعة. فقد امتدت من جبال البيرينيه حتى بولونيا الحالية، وفي الجنوب شملت مناطق واسعة من البلقان وإيطاليا. وقد وحدت تقريبا كل الشعوب المسيحية في غرب أوروبا القارية.
ولكن في المقابل كانت الحياة الثقافية في القارة تعاني من مشاكل وصعوبات في ظل حكم كارل. هجرة الشعوب وانهيار الإمبراطورية الرومانية الغربية قادا إلى انهيار ثقافي كبير. وهكذا لم يكن بالإمكان الحفاظ على طريقة الحياة الرومانية ولا على الأدب والفن.

إلا أن كارل الكبير انشغل بإطلاق مبادرة الإصلاح التعليمي، الذي يطلق عليه منذ القرن التاسع عشر تسمية "النهضة الكارولينجية". ففي عهده أعيد استكشاف الثقافة والتعليم القديمين وأعيدت إليهما الحياة والتقدير. انطلقت "المنمنمات الكارولينجية" من جامعة كارل الكبير، وهي شكل جديد مميز للأحرف تقوم على أساسه الكتابة اللاتينية اليوم. وقد سهلت هذه المنمنمات نسخ النصوص المكتوبة، الأمر الذي ساعد على نشر النصوص القديمة على سبيل المثال.
وحتى قبل اعتلائه العرش دعا كارل الكبير كثيرا من العلماء والمثقفين إلى بلاطه وفتح لهم مدارس الأديرة والكاتدرائيات. جهود كارل الكبير من أجل التعليم والأدب والفن كانت حجر الأساس في الثقافة الأوروبية. بالإضافة إلى ذلك تمكن من إيجاد إدارة فعالة في إمبراطوريته الواسعة، تخضع لقوانين موحدة وتستعمل عملة واحدة.
في ۲8 يناير / كانون الثاني 8۱4 توفي كارل في مدينة آخن. وكان قد أمضى العشرين سنة الأخيرة من حياته في تلك المدينة. تولى ابنه لودفيغ العرش، الذي امتدت إمبراطوريته من بحر الشمال حتى أبروتسو، ومن نهر إلبه حتى إيبرو، ومن بالاتون حتى بريتاني.