فى استدعاء لنهج الإمام حسن البنا، وبحضور أكثر من 3500 من شباب وأعضاء جماعة الإخوان المسلمين، افتتح المرشد العام للجماعة الدكتور محمد بديع، أمس مؤتمرها الطلابى الأول تحت شعار «جيل يبنى ووطن ينهض». اللقاء يأتى ضمن سلسلة من المؤتمرات، يتبناها بديع شخصيا، فى محاولة منه لإحياء سياسة مؤسس الجماعة حسن البنا، بلقاء طلاب وشباب الجماعة، خصوصا أنه يتواكب مع بداية عام دارسى جديد، ينتظر أن يشهد منافسة علنية شرسة فى النشاط الطلابى بعد ثورة 25 يناير، وفى ظل تحد للقيادات الطلابية الحالية فى الإخوان إثر خروج عدد من الأسماء المعروفة فى هذا الشأن من الجماعة، من أمثال: أحمد عبد الجواد ومحمد القصاص ومصعب الجمّال وإسلام لطفى، وغيرهم ممن تم فصلهم مؤخرا من الإخوان، على خلفية ممارسة السياسة بعيدا عن الجماعة، أو حزبها «الحرية والعدالة». قيادات مكتب الإرشاد، إضافة إلى قيادات قسم الطلبة، وعلى رأسهم الدكتور محمود أبو زيد، وعدد من مسؤولى الجامعات، احتلوا الصفوف الأولى بين الحاضرين، فيما جدد طلبة الإخوان بيعتهم للمرشد العام، قبل أن يدشنوا مبادرة استراتيجية للعمل المجتمعى، متعددة المراحل والأهداف، تستغرق المرحلة الأولى منها سنوات الجامعة الأربع تهدف إلى بناء جيل جديد، ذى مقومات ناجحة مختلفة عما سلف فى الفترات السابقة التى سبقت ثورة يناير، على أن يحمل على عاتقه نهضة الوطن، قبل أن يعلنوا عن تبنى مشروع نهضوى، يقومون بتدشينه بداية كل عام. المرشد العام من جهته، خاطب شباب الإخوان قائلا «تربيتم فى مشتل الإخوان، على قائمة حريات وصدق وأمانة وفضيلة وبر ونفع الغير»، لافتا إلى أن الجماعة تجهزهم لخدمة الوطن «فلا خير فيكم للإخوان، إن لم يكن فيكم خير للوطن». من جانبه جدد خالد قشوع، أحد قيادات الإخوان الطلابية، الذى ألقى كلمة طلاب الإخوان فى المؤتمر، البيعة للمرشد العام «على العمل فى ظل دعوة الإخوان المسلمين، وعلى التمسك بمبادئها وعدم الحيد عنها أبد الدهر»، فيما قال ل«التحرير»: إن مبادرة «جيل يبنى ووطن ينهض»، تتبنى بناء شراكة فعالة ومستمرة، فى الوسط الطلابى، تمتلك مقومات النهضة، وتدعم المجتمع بكوادر طلابية فى مختلف المجالات. يأتى هذا فيما قال المرشد السابق للجماعة مهدى عاكف، فى كلمته للطلاب، إنه يعمل منذ 70 عاما، مع الطلاب، قبل أن يخاطبهم «أحس أن الشعب المصرى فى حاجة إليكم، فانزلوا إلى الشوراع لتنقذوه مما فيه»، موضحا أنه مع المطالب الشعبية التى يجب أن تنفذ، لكنه استطرد «لكن ليس الآن، فاليوم يجب أن نبحث كيف نحمى اقتصادنا وأمننا والسياحة وغيرها». مشددا على أهمية أن تنتهى الفترة الانتقالية فى أسرع وقت، بإقامة مؤسسات منتخبة. طلاب الإخوان المسلمين، قدموا خلال المؤتمر، الذى شهدته قاعة مركز القاهرة للمؤتمرات، وبالتعاون مع موقع «ويكيبيديا الإخوان»، فيلما وثائقيا، عن تاريخهم وتاريخ النشاط الطلابى، وشهدائه من أبناء الجماعة. المثير أن المرشح المحتمل للرئاسة والقيادى الإخوانى المفصول الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، كان ضمن الأسماء التى اعتبرها الفيلم من القيادات المؤثرة فى العمل الطلابى فى تاريخ الإخوان، إلى جانب نائب رئيس حزب الوسط، وعضو الجماعة السابق، عصام سلطان، والقيادى الحالى فى حزب النهضة د.إبراهيم الزعفرانى، الذى ترك الجماعة أيضا بعد ثورة 25 يناير.