المواطنون يلجؤون إلى مبانى الأممالمتحدة.. والبشير يطمئن على سلامة الرئيس الجنوبى لم تصمت أصوات الاشتباكات والأعيرة النارية منذ يومين فى جوبا عاصمة جنوب السودان، والتى تركّزت طوال ليلة الإثنين وصباح «الثلاثاء» حول مطار جوبا الدولى. وأرجع محللون أن هذا يبدو أنه محاولة من القوات الموالية لنائب رئيس الجمهورية المقال، وقبائل «الدنيكا» الموالية له، لكسب موقع استراتيجى، بعدما فشلت محاولتهم الانقلابية للإطاحة بالرئيس سيلفا كير ميارديت. ولم تلتزم القوات الموالية ل«ريك ماشار» بحظر التجوال الليلى، الذى أعلن عنه سيلفاكير فى بيان رسمى، واستمر إطلاق النار بالقرب من مطار جوبا، وفى ضاحية تومبنج. وفى السياق ذاته، يبدو أن حكومة سيلفا كير تسعى لإحكام سيطرتها على البلاد بصورة كبيرة، لذلك قامت بقطع كل الخطوط التي تعمل على الهواتف المحمولة. وقالت السفارة الأمريكية فى جوبا فى صفحتها على موقع «تويتر»، «سمعنا أيضًا إطلاق أعيرة نارية في تومبنج، ونحث الجميع على أن يبقوا فى منازلهم ويحافظوا على سلامتهم». وأضافت أن شبكات الهاتف المحمول لا تعمل فى أنحاء العاصمة. كما أشارت تقارير عديدة إلى أنه تم اعتقال أربعة من الوزراء السابقين فى حكومة جنوب السودان، يبدو أنهم متورطون فى المحاولة الانقلابية. وقال مراسل وكالة الصحافة الفرنسية، إن شوارع جوبا مقفرة، ويمكن رؤية بعض الآليات العسكرية، بينما بقى المدنيون في منازلهم. وأعلن وزير خارجية جنوب السودان إيليا لومورو، سقوط 12 قتيلًا فى المعارك التى بدأت قبل منتصف ليل «الأحد»، موضحًا أن غالبية الضحايا من الجنود، بينما أشارت وسائل إعلام إلى أنه أصيب فى تلك الاشتباكات أكثر من 130 شخصًا. وفى المقابل، ولأن المدنيين هم مَن يدفعون ثمن الصراعات السياسية، فإنه قال جو كونتريراس المتحدث باسم الأممالمتحدة، إن آلاف المدنيين لجؤوا إلى مجمع تابع للأمم المتحدة قرب مطار جوبا. وقال المندوب الخاص للأمم المتحدة فى جنوب السودان، توبى لانزر، فى تغريدة على «تويتر»، «الثلاثاء»، إن نحو 13 ألف شخص لجؤوا إلى قواعد المنظمة الدولية. بينما أشارت مصادر إلى أن مقر الأممالمتحدة اضطر إلى إطفاء الأنوار لتفادى جذب الانتباه، لأى من القوات المتصارعة. وذكرت بدورها وكالة الأنباء السودانية الرسمية أن الرئيس السودانى عمر البشير، اتصل برئيس جنوب السودان سلفا كير، فى حين أن نائب الرئيس السودانى بكرى حسن صالح، اتصل بنظيره السودانى الجنوبى جيمس وانى إيجا. وأوضحت الوكالة أن البشير أشار إلى أهمية الأمن والاستقرار فى جنوب السودان، على مصلحة البلدين الشقيقين، وحصل على تطمينات بالنسبة إلى الاستقرار والوضع الأمنى.