لا صوت يعلو داخل أروقة النادي الأهلي، فوق أنباء رغبة الدولي التونسي، علي معلول، الظهير الأيسر للفريق، بالرحيل عن جدران ملعب التتش. معلول صاحب ال(26 عامًا) الذي ولد وترعرع في تونس، بدأ بفريق الشباب بنادي الصفاقسي التونسي، ومنذ عام 2009، التحق بالفريق الأول، وأصبح ينافس على حجز مكان في التّشكيلة الأساسيّة للفريق. ومن موسم لآخر أخذ في تثبيت قدمه في التشكيلة الأساسيّة للفريق حتّى أصبح أحد ركائزه وأحد ركائز المنتخب التونسي، ومنذ موسم 2014-2015، أصبح علي معلول القائد الأوّل لفريق النّادي الرياضي الصفاقسي. وفي موسم 2015-2016 تصدّر علي معلول ترتيب هدّافي الدّوري التّونسي ب14 هدفًا في حدود الجولة العشرين، وهو رقم قياسي لم يسبقه له أيّ مدافع في تاريخ الدوري التونسي، إذ لم يتمكّن أيّ مدافع قبله من تسجيل أكثر من 9 أهداف في موسم واحد من هذا الدّوري. بعد ذلك ذاع صيت معلول وبدأت الأقاويل بوجود مفاوضات بينه وبين الأهلي، شهدت شد وجذب بين إدارتي الأهلي والصفاقسى، لدرجة أن مسئولي الأخير أصدروا بيانا رسميا هاجموا خلاله نظرائهم في الأول، متهمين الأهلي بإغراء اللاعب للرحيل اعتمادًا على الشرط الجزائي البالغ 500 ألف يورو. ما دفع المارد الأحمر إلى تهدئة الأجواء مع نظيره التونسي، ورفع قيمة شراء معلول إلى 700 ألف يورو، لمدة 4 سنوات، على الرغم من أن معلول امتلك عرضين من فرنسا أبرزهم من رين، بخلاف مفاوضات أندرلخت البلجيكي، ولكنه اختار الأهلي بمحض إرادته. وبعد انتقال معلول مباشرةً للأهلي، تلقى الأخير عرضًا رسميًا من الترجي لضم الدولي التونسي مقابل مليون يورو، إلا أن مسؤولي القلعة الحمراء رفضوا العرض. دخل معلول جدران التتش وبدأ في الانتظام مباشرةً مع الفريق بالدوري، حيث أنه تألق منذ اليوم الأول مع الفريق ولعب 12 مباراة في الدوري بعدد دقائق لعب 1.080 دقيقة، سجل هدف (في مرمى طنطا) وصنع هدفين (أمام المقاولون العرب - الداخلية)، علاوة على مباراة في كأس مصر أمام الألومنيوم وتمكن من صناعة هدف. بعد هذا التألق شهد أداء معلول تراجعًا كبيرًا وبالتحديد في مبارتي "مصر المقاصة وسموحة"، مما دفع المدير الفني حسام البدري، الى استبعاده من قائمتي مباراتي "إنبي والمصري"، وجلوسه على مقاعد البدلاء في لقاء القمة أمام الزمالك، في تلك الفترة تألق حسين السيد الذي حل محل الدولي التونسي، لينال ثقة البدري. وكثرت الأقاويل في الإعلام في مصر وتونس، عن وجود مفاوضات بين معلول ونادي الترجي التونسي، لضم اللاعب في فترة الانتقالات الشتوية، بعد أن اتفق الترجي مع معلول ووكيله على الانضمام لصفوف الأهلي مؤقتًا كمحطة للعودة إلى تونس والانضمام للترجي في ظل توتر العلاقة الجماهيرية بين الصفاقسي والترجي. وعلى الرغم من تصريحات مسؤولي الأهلي الدائمة التي تنفي وجود أي عروض رسمية أو مفاوضات من أجل ضم اللاعب، جاءت تصريحات البدري في أحد البرامج التلفزيونية، أن اللاعب يرغب في الرحيل في يناير لرغبته في العودة في بلده "تونس"، علاوة على الضغوط الأسرية الحادة التي يعاني منها "المتمثلة في زوجته"، التي ترغب في العودة إلى تونس بحسب ماذكرته صحفية "الهداف" التونسية. من جانبها كشفت صحيفة "المغرب" التونسية أن نادي الترجي يسعى لضم علي معلول، للمنافسة على لقب دوري أبطال إفريقيا في الموسم المُقبل، وأكدت أن مبعوثي الترجي رياض بلنور ووليد العارم، يحاولون إقناع إدارة الأهلي بالتخلي عن ظهيره الأيسر الأساسي، مقابل 1.2 مليون يورو، في المقابل إدارة القلعة الحمراء لن تمانع في رحيله في حال وصول العرض إلى 3 ملايين دولار. فهل ينقلب السحر على الساحر، ويصبح الأهلي «قنطرة» معلول، للانضام للترجي، مثلما فعلت الإدارة الحمراء من قبل مع (عمرو السولية) لاعب الإسماعيلي الذي انتقل الشعب الإمارتي ومنه إلى القلعة الحمراء. يشار إلى أن الترجي له سابقة مماثله بالقيام في هذا الأمر (الكوبري)، آخرها فخر الدين بن يوسف، مهاجم منتخب تونس والصفاقسي السابق، الذي انضم مؤقتًا إلى ميتز الفرنسي، وعاد إلى الدوري التونسي مرتديًا قميص الترجي في صفقة أثارت جدلاً كبيرًا. في المقابل تأمل جماهير النادي الأهلي في بقاء الدولي التونسي، بين جدران ملعب التتش، خصوصًا أنه أتى بترحيب وتدعيم قوي من جماهير المارد الأحمر.. فهل يستسلم معلول لرغبة زوجته والعودة إلى تونس، أم سيرضخ لآمال جماهير الأهلي والبقاء في التتش؟.