عبد الفتاح السيسي: أنا من الناس اللي كان لهم تاريخ طويل من الرؤى، وده لك أنت يعني، أنا بطلت اتكلم عن المنامات والرؤى من 7 أو 8 سنين؛ لكن أنا دايما كان لية منامات ورؤى وشفت كثير جدا من الأمور اللي حصلت بعدها ومحدش قدر يفسرها من 35 سنة، بس ده مش للنشر في الحوار. ياسر رزق: مش هنشرها لألألأ بس هستخدمها بعد كده. عبد الفتاح السيسي: من 35 سنه.. شفت في المنام من سنين طويله جداً إن أنا رافع سيف مكتوب عليه لا إله إلا الله باللون الأحمر بسيف مرفوع.. وان أنا في إيدي ساعة عليها نجمة خضرا ضخمة جدا- أوميجا- والناس بتسألني بتقولي إشمعنا انت اللي معاك الساعه دي؟ قولتلهم الساعه دي بإسمين هيا أوميجا وأنا أبد الفتاح.. روحت حاطت الأوميجا مع العالمية مع أبد الفتاح. وكمان شفت منام آخر.. هنديك اللي ما اديناهوش لحد؛ أنا مع السادات بَكلمه فَبيقولي.. أنا كنت عارف إني هبقا رئيس الجمهورية.. قولتله وأنا عارف إن أنا هبقا رئيس الجمهورية. هذا ما جاء في التسريب الثالث للحوار المسجل بين «ياسر رزق» رئيس تحرير صحيفة المصري اليوم وبين الفريق أول «عبد الفتاح السيسي». الفريق أول «عبد الفتاح السيسي» قبل أن يصبح وزيراً للدفاع كان على رأس المخابرات الحربية والتي هي مخزن لأسرار الدولة على مدى عقود من الزمن، فمن ينشأ في هذه البيئة تكون أهم سماته التي يكتسبها من هذا الجهاز هي الكتمان ورصانة العقل وحريص اللسان.. فما بالك عندما يكون جالساً مع رئيس تحرير أحد أهم الصحف المصرية، حتى وإن كان بينهما صداقة أو ثقة، فهو في الأخير يجلس مع صحفي أهم ثماته هي السعي وراء المعلومة ونشرها تحت إسمه حتى وإن كان بينهما وعد الرجال بعدم النشر، فمن المؤكد أن الكلام بحس الصحفي سيتناثر في الأوساط الضيقة المحيطة به ثم ستتسع الدائرة شيئاً فشيئاً إلى أن تصلك أنت وهذا يعني أنه خرج عن نطاق السرية وأصبح مشاعاً للجميع في تناوله.. هذا إن فرضنا أن التسجيل للحوار الذي جرى بينهما كان قد سرق من دون إرادتكما معاً وكان الأستاذ «ياسر رزق» الصديق العزيز قد أعطى التسجيل لصحفي مغمور كي يكتب محتواه رغم حساسية التسجيل لحساسية وضع المسجل معه، أما إن كان فعلاً عكس ذلك.. لا أعتقد أن قيمة «ياسر رزق» وهو قامة كبيرة في الصحافة لا يختلف عليها أحد، تجعلك أن تتحدث إليه في أمور كهذه التي لا أعتقد أنه من الممكن أن يفيدك فيها إن كنت قد بحت له هذا لشخصة وليس لصفته وكلاهما يعلم بأن الكلام مسجل رغم أن «ياسر رزق» قال له سوف أستخدمها فيما بعد.. فكيف تلقي كل ما في جعبتك في حجر صحفي؟ ما قاله عبد الفتاح السيسي هو تلويث لسمعة «30 يونيو» وأنه يريد أن يستأثر بها لنفسه على أنها صنيعته وحده وبإرادته.. بل ويستهويه فكرة أنها إنقلاب وهي كذبه يريد أن يصدقها هو ومن ثم يصدقها أنصاره فهو يريد أن يرسخ عندهم الكلمة التي يرددونها «السيسي هو من عزل مرسي وهو صاحب الفضل في رحيل الإخوان عن الحكم ولولاه كنا سنظل تحت حكمهم عشرات السنين».. فتلك الكلمات الفارغة التي قالها في التسريب الصحيح الأخير يريد أن يوهم نفسه أولاً قبل أن يوهم الناس أنه هو من إنقلب على مرسي متناسياً ومتجاهلاً كل الملايين التي خرجت في «30 يونيو» والشك كان حليفهم في أن يقف السيسي بجوارهم ويكون عوناً لهم لا عوناً لمرسي عليهم.. فأي حلم كان يحلم به منذ خمسة وثلاثين عاماً وكان وقتها ملازم حديث التخرج كل ما كان يصبو إليه هو أن تكون خدمته في سلاح يتيح له فرصة الحصول على الأجازات بصورة منتظمة ومتقاربة أو أن يصبح قائداً لكتيبته بعد وهو صغير الرتبة.. وإذا كان قد سرقه الحلم فهو أن يبعث ليحصل على دراسات عليا في العلوم الحربية من أمريكا أو إحدى الدول المتقدمة وهو في ذلك السن الصغير وهذا ما حدث بعد خمسة عشر عاماً من تخرجه. لم أكن أتخيل أن الرجل الذي يتغنى الكثيرين بحكمته وذكائه ورصانته ويريدونه رئيساً لمصر وهو لن يحدث ويعلم هو جيداً أنه لن يحدث وأنه لن يترشح للمنصب من الأساس.. أن يكون بهذه الدرجه من إنعدام السيطرة على لسانه وعدم دراية لإبعاد الكلام المفرط النابع من إنعدام في عمق التفكير والذي قد يصل بنا إلا كوارث بدايتاً من إهدار لقيمة الشعور لدى الجموع التي خرجت في 30 يونيو في أنها من إنتصرت لإرادتها ولم يكونوا أداة في يد حالم يريد أن يحقق حلمه بيد الأخرين.. ونهايتاً بترسيخ الفكرة عند أعداء 30 يونيو بأن ما حدث ليس إرادة شعب بل إنقلاب على إرادته.