فى الوقت الذى يشارك فيه النادى الأهلى المصرى فى بطولة العالم للأندية باعتباره الأفضل والأنجح فى قارة إفريقيا، تقوم مديرية الشباب والرياضة «المصرية أيضا» بالتهديد والتلويح بإحالة مجلس إدارة النادى إلى النيابة العامة بسبب ملاحظات وتقارير مقدمة منذ 2011 تفيد بتورطه فى شبهة إهدار المال العام!! هذه الملاحظات تتضمن سبع مخالفات أبرزها: عدم تسديد نسبة 10% ضرائب من عقد مانويل جوزيه.. ووجود مخالفة فى عقد الرعاية المبرم مع وكالة الأهرام بدعوى قلة المقابل المادى «141 مليون جنيه»، وأن من قام بالتوقيع على العقد هو المدير التنفيذى للنادى لا الرئيس، بالإضافة إلى تضارب المصالح بين الهيئتين، حيث إن رئيس الوكالة هو نفسه رئيس النادى.. تقرير الجهاز المركزى للمحاسبات الذى يرصد صرف المبالغ المخصصة للإنشاءات فى أغراض أخرى.. عدم تطبيق الحكم الصادر بمنح تخفيضات على اشتراك العضوية المخصص لبعض الهيئات والأفراد.. وإهدار المال العام فى صفقات شراء لاعبين لم يستفد منهم النادى!! لن أرد على هذه الاتهامات فهناك مسؤول فى النادى مهمته الرد والتفنيد.. ولن ألوم على مديرية الشباب والرياضة لأنها «عبد المأمور» ولا تجرؤ على إصدار قرار مثل هذا أو مجرد التلويح به دون مباركة وموافقة صريحة من «الكبير أوى» وهو وزير الرياضة طاهر أبو زيد الذى سأتوقف وأختلف معه. كنت قد كتبت فى 23 أكتوبر الماضى مقالا بعنوان «معالى الوزير» أشدت فيه باختياره وزيرا للرياضة وأعربت عن تفاؤلى فى إصلاحه لأوضاع المنظومة الرياضية ولكن.. للأسف الشديد فكل ما أراه من قراراته تجبرنى على تذكر شخصية حسن الهلالى فى فيلم أمير الانتقام!! فبدلا من أن يسعى الوزير لاحتواء الكل والعمل على تهدئة الأجواء أراه يدخل فى صدامات ومعارك مع الجميع ويصدر تصريحات وفرمانات عنترية تجعله يبدو بمظهر المنتقم رغم أننى أكاد أجزم أن هدفه منها طاهر كاسمه ولكنها للأسف الشديد تضر الجميع بمن فيهم هو نفسه! كنت أتمنى أن أراه وهو يتجول فى مراكز الشباب ويتفقد الملاعب الرياضية أكثر من أن أراه فى برامج تليفزيونية أو أسمعه فى مداخلات تليفونية.. كنت أود أن أشاهده بالشورت والفانلة يلعب مباراة لصالح عمل خيرى أو دعما للرياضة والسياحة فى مصر أكثر من أن أشاهده بالبدلة الكاملة وراء مكتبه الفخم داخل الوزارة.. كنت آمل أن يكون الوزير طاهر أبو زيد امتدادا للرياضى طاهر أبو زيد! سأصرح لمعاليك ببعض الحقائق الصادمة التى لن يقولها لك مستشاروك الرسميون البواسل ولا حتى بعض المتقربين إليك من الذين فشلوا فى انتخابات الأهلى مرات عديدة: أولا: مجلس إدارة الأهلى بما حقق من نجاح وبما يمتلك من قاعدة جماهيرية هو أقوى مؤسسة رياضية فى مصر والداخل معه فى عراك أو صدام سيكون هو الخاسر حتى لو كان وزير الرياضة نفسه! ثانيا: لو كان هذا المجلس مخطئا فى بعض قراراته «وهو بالتأكيد كذلك لأنه مكون من بشر وليس من ملائكة» أليس من الأجدر مساندته وإعطاؤه فرصة يستحقها من أجل الإصلاح؟ أليس هذا المجلس هو أحد الإدارات القليلة فى الدولة التى ما زالت متماسكة وما زالت تحقق نجاحات؟ أليست انتصارات فريق الكرة التابع لهذا المجلس تنسب إليك كوزير وتصب داخل إنجازاتك؟ ثالثا: معاليك عضو فى وزارة مؤقتة لن تستمر طويلا فلماذا لا تستثمر الوقت فى فتح صفحات جديدة من الإنجازات والإنشاءات بدلا من البحث فى الدفاتر القديمة التى لن يسعفك الوقت لإخراج كل ما فيها؟ أرجوك راجع قراراتك وغيّر مستشاريك الرسميين وغير الرسميين.. ما زال أملنا فيك كبيرا وأنا أثق تماما فى إخلاصك ونزاهتك وكفاءتك. بالتأكيد لو رأتك الجماهير وأنت تشاهد وتشجع الأهلى اليوم سيدركون تماما كم أنت تحبه وتحرص عليه.