«ليلة دامية»، هذا ما شهده محيط قسم الأميرية بالقاهرة، حيث دارت حرب شوارع بين قوات الأمن والأهالى الذين حاصروا ديوان القسم وحاولوا اقتحامه، للانتقام من ضابط برتبة ملازم أول قتل شابا ونجل أحد أفراد عائلة تعمل فى تجارة الفواكه، حيث أطلق الضابط النار على الصبى من سلاحه الميرى، إثر مشادة كلامية بينهما بعد احتكاك سيارة نصف نقل كان يقودها الصبى «المجنى عليه»، بسيارة الضابط الملاكى، والذى أطلق النار نحو الصبى ثم بادر بالاحتماء بقسم الشرطة. الأهالى حاصروا مساء أمس (الأحد) مبنى قسم الأميرية، حيث أطلقت قوات الأمن أعيرة نارية تجاههم، فى محاولة لتفريقهم، كما عززت مديرية أمن القاهرة من وجودها الأمنى حول القسم بقرابة 12 سيارة أمن مركزى لمنع اقتحامه والسيطرة على الموقف، وسط حالة من الهياج الشديد والكر والفر بين الأهالى الغاضبين لمقتل الصبى. شهود عيان أكدوا ل«التحرير» أن المجنى عليه، يدعى عبد الرحمن، ويبلغ من العمر 17 سنة، وهو طالب بالصف الأول الثانوى، مضيفين أنه كان يحاول ركن سيارة نصف نقل على جانب الطريق عقب تفريغ شحنة فواكه منها، إلا أنه احتك بسيارة ضابط شرطة نظامى، برتبة ملازم أول، ويدعى محمد عماد عبد الناصر، ويعمل معاون ضبط بقسم الأميرية. الشهود أضافوا أنه نشبت مشادة بين الضابط والصبى، قام خلالها الملازم أول باحتجاز الصبى على جانب الطريق لحين طلب مساعدة زملائه بالقسم، وأصر على اصطحابه إلى القسم لتحرير محضر ضده، مما دفع الأهالى والتجار بالسوق إلى التجمهر، إلا أن الضابط أشهر سلاحه الميرى وأطلق منه عيارين ناريين فى الهواء، وقال لهم «انتو عارفين أنا مين؟ دى عربية ضابط اللى اتخبطت مش أى حد»، فرد عليه الصبى بالشتم والسباب فأطلق من سلاحه الميرى رصاصة استقرت فى صدر الصبى وتسببت فى وفاته فى الحال، قبل أن يستقل الضابط سيارته ويلوذ بالفرار والاحتماء بقسم شرطة الأميرية، على حد وصف شهود الواقعة. الأهالى تجمهروا حول ديوان قسم شرطة الأميرية، فى محاولة لاقتحامه، وافترشوا الشارع أمام القسم، كما قام عدد منهم برشق ديوان القسم بالحجارة حتى وصلت قرابة 12 سيارة أمن مركزى لتأمين المكان. وقد علمت «التحرير» أن الضابط الذى تم الاعتداء عليه من قبل الأهالى ما زال على قيد الحياة، وتم نقله فى حالة سيئة إلى مستشفى الشرطة لإسعافه.