شهد النصف الثاني من القرن العشرين إقامة عدد كبير من المحطات النووية على مستوى العالم، في فرنسا، وألمانيا، والولايات المتحدةالأمريكية، وسويسرا، وروسيا (التي كانت خلال هذه الفترة إحدى جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق)، ومازال العديد من هذه المحطات يعمل حتى اليوم لتوفر الطاقة الكهربائية والإضاءة والتدفئة للمنازل والشركات ومؤسسات الأعمال. وتمثل المحطات النووية الحديثة، بالإضافة للتطبيقات التكنولوجية المتطورة في مجالي الفضاء والنانو تكنولوجي، قمة الفكر التكنولوجي الذي تعتمد عليه معظم الاكتشافات العلمية المتقدمة في هذا العصر، ومن الواضح أن نفس هذه التطبيقات والبرامج يتم استخدامها في المحطات النووية القائمة، بهدف رفع كفاءتها التشغيلية وزيادة مستوى الأمان والسلامة التشغيلي فيها. وفي نوفمبر من العام الماضي 2015، شهد الرئيس عبد الفتاح السيسى، توقيع عقد الاتفاقية الحكومية بين مصر وروسيا لإقامة أول محطة نووية بالضبعة لتوليد الكهرباء بقدرة 48000 ميجا وات بحضور وزير الكهرباء ورئيس شركة "روس أتوم" الروسية. ويقول البروفيسور جان فالينيوس، نائب المدير العام لقسم الفيزياء بالمعهد الملكي للتكنولوجيا بالسويد: "إنّ تحديث المحطات النووية أصبح اليوم من أهم التوجهات في قطاع الطاقة النووية على مستوى العالم، أما السبب الرئيسي في القيام بذلك فيتمثل في الصعوبات الهائلة في استبدال الطاقة الكهربائية التي يتم توليدها في المحطات النووية، بمحطات تقليدية أخرى تتصف بزيادة الانبعاثات الكربونية، بما يضر بالبيئة". مضيفًا أن "من الأمثلة لهذه الأنشطة والمبادرات المبتكرة للتطوير، تنفيذ برامج تحديث المحطة النووية في مدينة كوزلودي البلغارية، والمحطة النووية في مدينة ميتسامور في أرمينيا، حيث تُعد المحطة النووية في مدينة كوزلودي من المحطات النووية الفريدة من نوعها في بلغاريا، وهي المصدر الرئيسي للطاقة الكهربائية في البلاد. بينما توضح تيمينوزكا بيتكوفا، وزيرة الطاقة البلغارية أنه وبفضل التنسيق الكبير بين محطة الطاقة النووية في كوزلودي والتحالف الذي يضم "JSC" روس أتوم للخدمات "Rosenergoatom Concern" وشركة الكهرباء الفرنسية والحكومة البلغارية، تمكنوا بنجاح من تنفيذ أحد أهم أولوياتنا في قطاع الطاقة البلغاري، والمتمثل في تحديث وحدتي الطاقة رقم 5 و6 في المحطة النووية بمدينة كوزلودي. وأكد أن المحافظة على الطاقة التشغيلية للمحطة وزيادة كفاءتها سيضمن استقرار منظومة الطاقة البلغارية. وبدروه، قال نائب رئيس مؤسسة «روس اتوم»، كيريل كوماروف، اليوم الأحد، إن المكان الذي اختارته الحكومة المصرية لإنشاء محطة نووية في الضبعة مكان صحيح تمامًا، حيث أن المنطقة تقع بشمال البلاد وعلى مقربة من البحر المتوسط، والصحراء الغربية، والتي لا تتمتع بوجود الطاقة الكهربائية، متابعًا «إذا تم إنشاء مصدر طاقة هائل، سيسهم في خلق الحياة هناك بالمنطقة، ما يؤدي لتنشيط اقتصاد البلاد بشكل عام». وأوضح أن القيمة المالية للتعاقد بين المؤسسة والحكومة المصرية، والبالغ قيمته 25 مليار دولار، هو عبارة عن قرض من الحكومة الروسية إلى الحكومةالمصرية، قيمته تبلغ 85% من قيمة التعاقد، و15% من الإمكانيات المالية المصرية، لافتًا إلى انخفاض قيمة فائدة القرض الحكومي عن قرض البنوك الخاصة.